الجمعة، 23 أغسطس 2024

قصص الهجاء الحطئية يهجو. الزبرقان بن بدر

 وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً

في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ

وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ

في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم

يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم

كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ

لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ

كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم

وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ

وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً

فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً

ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ

وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ

وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها

وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ

وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً

وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم

مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم

مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ


                               الحطيئة

                    (( من اروع ابيات الهجاء ))

قصة القصيدة :

الحطيئـة هو جرول بن أوسٍ، ولد في بني عبس ، ولقب الحطيئة لقصره وقربهمن الأرض، 

ويكنى أبا مليكة ، وكان شاعراً مخضرماً ، وكيف ما كان فإنه كان رقيق الإسلام،لئيم الطبع.

وكان الحطيئة جاور الزبرقان بن بدرٍ وهو سيد من سادات بني تميم ، فلميحمد جواره، 

فتحول عنه إلى بغيضٍ فأكرم جواره، فقال يهجو الزبرقان ويمدح بغيضاً:

ما كان ذَنْبُ بَغِيضٍ أَنْ رَأَى رَجْلاً ... 

                                ذَا حاجَة عاشَ في مُسْتَوْعَرٍ شَاسِ

جاراً لِقَوْمٍ أَطـالُوا هُونَ مَنْــزِلِه ... 

                                وغــادَرُوهُ مُقيماً بينَ أَرْمَاسِ

مَلّـوا قرَاهُ وهَرَّتْهُ كِــــلاَبُهُمُ ... 

                                وجَرَّحُوهُ بأَنْيابٍ وأَضْــرَاسِ

دَعِ المَـــكَارمَ لا تَرْحَلْ لِبُغْيَتِهَا ... 

                                واقْعُدْ فإِنَّكَ أَنْتَ الطَّاعِمُ الكَاسِى

ولهذا الخبر؛ ذكر الرواة: أن الزبرقان بن بدر اشتكى الحطيئة الى عمر بنالخطاب رضي الله عنه 

وقال: هجاني بقوله:

دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنّك أنت الطاعم الكاسي

فقال عمر: ما أرى هذا هجاءً؛ وكان أعلم بذلك من كل أحد، ولكنه أراد درءالحدود بالشبهات

فقال الزبرقان: هذا حسان بن ثابتفقال: علي بحسان، فأنشده الشعر

فقال:نعم هجاه يا أمير المؤمنين،فأحضر الحطيئة، وقال: هات الشفرة أقطعلسانه ؟ 

فاستشفع فيه فحبسه، فكتب إليه من الحبس:

ماذا تقول لأفراخ بـذي مَرَخٍ ...

                                زغبِ الحواصِل لا ماء ولا شجرُ 

ألقيت كاسبَهم في قعر مظلمـةٍ ... 

                                فاغفرْ عليك سلامُ الله يا عمرُ 

أنت الإِمامُ الذي من بعد صاحبِهِ ... 

                               ألقى إليك مقاليدَ النُّهَى البشرُ 

لم يؤثــروك بها إذ قدَّموك لها ... 

                               لكن لأنفسِهم كانت بك الأُثَرُ 

فامنُنْ على صِبيةٍ مسكنُهم ... 

                               بين الأباطح تَغْشاهم بها القِرَرُ 

أهلي فـدَاؤُكَ كم بيني وبينهُم ... 

                               من عَرْض داوِيةً تَعْمَى بها الخُبُرُ

فبكى عمر وأحضرهفقال: قد والله يا أمير المؤمنين هجوت أبي وامرأتي وأمي.

قال: وكيف ذلك ؟ قال قلت لأبي:

لحَــاكَ اللهُ ثم لحَاكَ حقّاً ... أَباً ولحَــاكَ من عَمٍّ وخالِ

فنعِمْ الشَّيْخُ لَدَى المَخَازِى ... وبِئسَ الشَّيْخُ أَنْتَ لَدَى المَعَالِى

جَمَعْتَ اللُّؤْمَ لا حَيَّاكَ رَبِّى ... وأَبْـوابَ السَّفَاهةِ والضَّلاَلِ

وقلت لأمي:

تَنَحَّىْ فاقْعُـدِى مِنِّـى بَعِيداً ... أَراحَ اللهُ مِنْكِ العالَمِينَا

أَلَمْ أُوِضح لَـكِ البَغْضاءَ مَنى ... ولكِنْ لا إِخالُكِ تَعْقِلينَا

أَغِرْبالاً إِذَا اسْتُودِعْــتِ سِراً ... وكانُوناً على المُتَحَدَّثِينَا

جَزاكِ اللهُ شَراً مِنْ عَجْــوزٍ ... ولَقَّاكِ العُقُوقِ مِنَ البَنينَا

حَيَاتُكِ ما عَلِمْتُ حَيَاةُ سَوْءٍ ...ومَوْتُكِ قد يَسُرُّ الصَّالِحينَا

وقلت لامرأتي:

أطوّف ما أُطــوّف ثم آوي ... إلى بيت قعيــدته لكاع

واطلعت في بئر فرأيت وجهي قبيحاً فقلت:

أبت شفتـاي اليوم إلاّ تكلّما ... بسوءٍ فلا أدري لمن أنا قائله

أرى لي وجهـاً قبّح اللّه خلقه ... فقبّح من وجهٍ وقبّح حامله

فتبسم عمر ، وقال: فإن عفونا عنك، أتهجو بعدها أحداً ؟

قال: لا يا أمير المؤمنين، وعلي بذلك عهد الله ! 

فقال: لكأني بفتىً من قريش 

قد نصب لك نمرقة، فاتكأت عليها، وأقبلت تنشده في أعراض المسلمين

قال: أعوذ بالله يا أمير المؤمنين.

فأطلقه الخليفة واشترى منه أعراض المسلمين بثلاثة آلاف درهم، فتوقف عنالهجاء، 

ولكن يقال أنه رجع للهجاء بعد مقتل عمر بن الخطاب.

قال بعض الرواة: فوالله لقد رأيته عند عبيد الله بن زياد على الحال التي ذكرعمر،

فقلت له: لكأن أمير المؤمنين عمر كان حاضراً لك اليوم، فتأوه

وقال: رحم الله ذلك المرء، فما أصدق فراسته


من قصص العرب و الطرائف الأدبية

 من أرشيف الشذرات 


قصيدة طريفة من العصر المملوكي ، ثم تليها طرفة من طرائف العصر العباسي 

قصيدة طريفة لإبن سودون

وهو علي بن سودون الجركسي اليشبغاوي القاهري، زمن المماليك 


هذا الشاعر يوصف شجاعته بطريقة هزليه مضحكه و يقول


أرى أني إذا ما الحرب قامت 

                           أرابط خلف "ربات الحجــال" (النِّساء)


أُُحمِّس في الوغى(الحرب) أبناء قومي..

                           وأحمي ظـهرهم عند النزالِ


فإن هربوا سبقتهم جميعا..... وإن هجموا فقد دبرت حالي


وفي الهيجاءِ(الحرب أو الفَوْرةُ والغضب) ما جربت نفسي..  

                          ولكن في الهزيمة كالغـزالِ😁 

ولو جربت حالي لكنت شهماً ..... أصيح بملء صوتي لا أبالي


ولي عزم يشق الماء شقاً ... ويكسر بيضتين على التـــوالِ😁


ويقطع خيط قطن بعد لأيٍ(أي بعد إبطاء وصعوبة) ..... 

                                     إذا ما الخـــيط كان على انحلالِ


وإن أدخل على الصيصان(فرخ الدجاج) يوما .....

                                     أدوس ضعيفهم تحت النعالِ


و أنتف ريش ميتها بنفسي ..... كنتف الباز أرياش الحجال(طَائِرٌ بحجم الحمام)


أرى الفئران تهرب من أمامي ..... إذا ما شاهدت يوما خيالــي


وينهزم الذبــــــــــــاب فلا أراه....وكم هشمت آلاف النِّمــالِ (النمــــل)


وقد شاهدت صرصوراً كبيراً ... فلم أهرب ولا سلَّـــمْتُ حالي😁

إلى أن جاءني مدد سريعٍ ..... من المولى العلي وذي الجلالِ


وألهمني بأن ألقي بنفسي ..... وأن أتماوتن علـــــــى الرمالِ


إلى أن يأذن المــــولى بحلٍ ..... وينهزم العـــــــــــدو بلا نزالِ


ولو لم ينـــــهزم لغدا صريعاً ..... وشاهد همتى ورأي احتمالي


وتلك مزية الشجعان مثلي ..... يفر عدوهــــــم قـــــبل النزالِ

________________________________________________

                    من طرائف العصر العباسي 


كان المأمون الخليفة العباسي جالساً مع ندمائه (أصحابه) مشرفاً على دجلة

يتذاكرون أخبار الناس ,

فمرّ رجلٌ حسن الهيئة فاخر الثياب فطلب المأمون إحضاره,

فسلّم فأجاد السلام فأجلسه وسأله عن اسمه,

فقال: علويه.

قال المأمون: فما الكنية؟

فقال: أبو أحمدويه!

فضحك المأمون ,ثم قال: ما صنعتك؟

قال: فقيه.

فقال المأمون:

ما تقول في رجلٍ اشترى شاةً (ماعز 🐐أو خلافه🐑) فلمّا تسلّمها و قضى الثمن (دفعه للبائع )

حَبَقَت (ضرطت) فخرج من استها (مؤخرتها) بعْرةٌ فقأت عين رجلٍ من المارة

أفتُوجبَنّ ديّة العين على البائع أم على المشتري؟!!!!

فنكت الرجل بإصبعه الأرض فترةً (أي أخذ يخط في التراب للتفكير)

ثم قال: على البائع.

فقال المأمون : ولماذا على البائع ؟

قال: لأنه لمّا باعها لم يُعلن أن في اسْتِها منجنيقاً🚀 !!!😂


📖العقد الفريد... لابن عبد ربّه الأندلسي

الأربعاء، 21 أغسطس 2024

حصن. قصر ( ابر أمزليل بيتين عن قصيدة. إذا شب الفتى عشرين

 


قصر (ابر أمزليل ) في قنا  عسير  المصدر  سبق


كرم "ابر امزليل"

شيخ قنا قبل ٣٠٠ عام

إذا شب الفتى عشرين عامًا… ولم يملأ عيون المكرماتْ

فلا تفرح به إذ قيل: حي ... ولا تبك عليه إن قيل ماتْ

https://sabq.org/saudia/culture/72qsqwaba6


الاثنين، 19 أغسطس 2024

قصيدة أحمد بخيت لا تقرأيني من خلال ملامحي

 


لا تقرأيني من خلال ملامحي إن الملامح لا تضيء صفاتي بي كبرياء الآلفين جراحهم والمثقلين بحكمة السنوات الجالسين على رماد قلوبهم والواقفين بحافة المأساة الهابطين إلى جحيم نفوسهم والصاعدين إلى اكتشاف الذات السائرين إلى بعيد بعيدهم والمبحرين بغير طوق نجاة نحن - الصباحيّين - عشاق المسا نختار نصف الضوء والعتمات نأوى إلى دمع يخص عيوننا وإلى ابتسام ساطع القسمات لا تقرأيني من خلال ملامحي إن الملامح كذبة المرآة

~أحمد_بخيت

الخميس، 15 أغسطس 2024

قصيدة أبن المعتز. فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر

 سَقى المَطيرَةَ ذاتَ الظِلِّ وَالشَجَرِ

وَدَيرَ عِبدَونَ هَطّالٌ مِنَ المَطَرِ

فَطالَما نَبَّهَتني لِلصَبوحِ بِها

في غُرَّةِ الفَجرِ وَالعُصفورُ لَم يَطِرِ

أَصواتُ رُهبانِ دَيرٍ في صَلاتِهِمُ

سودِ المَدارِعِ نَعّارينَ في السَحَرِ

مُزَنَّرَينَ عَلى الأَوساطِ قَد جَعَلوا

عَلى الرُؤوسِ أَكاليلاً مِنَ الشَعرِ

كَم فيهِمُ مِن مَليحِ الوَجهِ مُكتَحِلٍ

بِالسِحرِ يُطبِقُ جَفنَيهِ عَلى حَوَرِ

لاحَظتُهُ بِالهَوى حَتّى اِستَقادَ لَهُ

طَوعاً وَأَسلَفَني الميعادَ بِالنَظَرِ

وَجاءَني في قَميصِ اللَيلِ مُستَتِراً

يَستَعجِلُ الخَطوَ مِن خَوفٍ وَمِن حَذَرِ

فَقُمتُ أَفرِشُ خَدَّي في الطَريقِ لَهُ

ذُلّاً وَأَسحَبُ أَذيالي عَلى الأَثَرِ

وَلاحَ ضَوءُ هِلالٍ كادَ يَفضَحُنا

مِثلَ القُلامَةِ قَد قُدَّت مِنَ الظُفُرِ

فَكانَ ما كانَ مِمّا لَستُ أَذكُرُهُ

فَظُنَّ خَيراً وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...