الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

قصيدة ابن سيار وقصته. ألقا خالد بن. عون

ثلاثة من عظماء العرب
من قصص  قادة بني امية  وابو مسلم الخرساني 
المنصور بن أبي عامر. والحجاج بن يوسف الهذلي


خالد بن عون
 
 https://youtu.be/h2uhsuVOzGk

نصر بن سيار وقصيدته التي تشرح طبيعة الفرس وكرههم الابدي للعرب

يقول ابن خلدون: "اذا رأيت الدول تنقص من اطرفها, وحكامها يكنزون الاموال فدق ناقوس الخطر", وهذا ما حصل تماما مع الدولة الاموية, حيث ان المقدمات بدأت من خراسان, ومنها تطاير الشرر مع تكوين تنظيم سري عرف فيما بعد باسم تنظيم "المسودة" بسبب اتخاذهم رايات سوداً شعاراً لهم, وكان هذا التنظيم دقيقا ومحكما, فأخذ هذا التنظيم يتوسع ويستقطب الكثير تحت دعوى اقامة الحكم لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم, وقد استغل هذا التنظيم الاضطرابات في اقليم خراسان والصراع بين القبائل العربية هناك, بالاضافة الى ضعف الدولة المركزية في دمشق
سارع مروان بن محمد الخليفة الاموي بإرسال وال جديد لخراسان هو الداهية الكبير "نصر بن سيار" صاحب الهمة العالية والنظرة البعيدة,



كان نصر بن سيار آخر ولاة الأمويين على خراسان في أواخر العقد الثاني وأوائل العقد الأول من القرن الثاني للهجرة، وكان والياً محنكاً حازماً. فاستشعر بوادر الانفجار ونذر الخطر وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة والي العراق في تلك الأيام، يعلمه في أبيات من نظمه ما شاع بخراسان من الاضطراب في العامين الماضيين، ويحذره من خطورة الوضع، ويصارحه أنه إذا استمر في التدهور ولم يعالج معالجة حازمة، فأنه سيؤدي لا محالة إلى عاقبة وخيمة وكارثة عظيمة.
(الطبري 9: 1973، ومروج الذهب 3: 257)
ويقول:

ابلغ يزيد وخير القول أصدقه
وقد تبينت ألا خير في الكذب
إن خراسان أرض قد رأيت بها
بيضا لو أفرخ قد حُدّثت بالعجب
فراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا يطرن وقد سربلن بالزغب
فإن يطرن ولم يُحتل لهن بها
يلهبن نيران حرب أيّما لهب
فلم يمده بأحد لأنه كان مشغولا بمجالدة الخوارج في العراق فاستغاث بآخر خلفاء بني أمية في الشام مروان بن محمد. وأعلمه حال أبي مسلم، وخروجه، وكثرة من معه، ومن تبعه. وأخبره بغوائل الفتنة القائمة ودواهي الكارثة القادمة، إن لم ينجده بمدد من عنده (الدينوري ص 357. والعقد الفريد 4: 478. ومروج الذهب 3: 255). و(الطبري 9: 1973. والأغاني طبعة دار الكتب 7: 56. وابن الأثير 5: 365). فكتب ينذره ويحذره شعراً:
أرى خلل الرماد وميض جمر
ويوشك أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذكى
وإن الحرب مبدئها كلام
فإن لم يطفئها عقلاء قوم
يكون وقودها جثث وهام
فقلت متعجبا يا ليت شعري
اايقاض امية ام نيام
فإن يقظت فذاك بقاءُ مُلكٍ
وإن رقدت فاني لا أُلام
فإن يك أصبحوا وثووا نياماً
فقل قوموا فقد حان القيام
ففرّي عن رحالك ثم قولي
على الإسلام والعرب السلام

ولكن مروان لم ينجده، لأنه كان مشغولاً في الشام بالاقتتال بين القيسية واليمانية. وعندما قطع الأمل وفقد الرجاء أخذ يبث همومه وشجونه إلى العرب في المدينة، محاولاً أن يستثمر نخوتهم الدينية وعزتهم القومية وناشدهم أن يكفوا عن الاقتتال فيما بينهم وأن يجتمعوا على كلمة سواء، توحد سواعدهم وقلوبهم للوقوف بوجه أبي مسلم وخطره الذي أصبح يهدد وجودهم ومصيرهم (الدينوري ص 361. والعقد الفريد 4: 479. وابن الأثير 5: 367)

فكتب يقول شعراً:


أبلغ ربيعة في مرو وإخوتها
أن يغضبوا قبل أن لا ينفع الغضبُ
ما بالكم تلقمون الحرب بينكم
كأن أهل الحجا عن فعلكم غُيُبُ
وتتركون عدواً قد أظلكم
فيمن تأشبَ لا دين ولا حسبُ
ليسوا إلى عرب منا فنعرفهم
ولا صميم الموالي إن هُمُ نُسبوا
قوم يدينون ديناً ما سمعت به
عن الرسول ولا جاءت به الكتبُ
مَمَنْ يكن سائلي عن أصل دينهم
فإن دينهم أن تُقتلَ العربُ

لعمري، ما أشبه اليوم القريب بالأمس البعيد. والشيء بالشيء يذكر. حتى لكأن نصر بن سيار قد كتب في القرن الثاني للهجرة رسالة مفتوحة إلى أبناء الأمة العربية في هذا الزمن الرديء والوضع السيئ من أوائل القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد. وأطلقها سهما مضيئاً يخترق ظلمات المجهول وحجب الغيب ويطوي فيافي الزمن وأستار التاريخ، ويدوي في آذاننا وعقولنا وضمائرنا كما يدوي جرس الإنذار ونداء الخطر.
وها هو نصر بن سيار يعود إلى قومه من جديد ويخاطبهم مرة أخرى مستنهضاً الهمم والعزائم ومستثيراً قيم العزة القومية وتقاليد النخوة العربية والإسلامية. فلا نامت أعين الظالمين ولا شُلّت سواعد المظلومين ولا ارتفعت بيارق الظلم.


منقول

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

علاج الجيوب الأنفيه

دبي – العربية.نت
يعد سيلان الأنف وحكة الحلق من الأمور المزعجة على الإطلاق، بل الأسوأ من ذلك عندما تتضخم #الجيوب_الأنفية مسببة الصداع والألم.
ووفق الأطباء، يحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما تصبح تجاويف الأنف متورمة وملتهبة، وتتعدد أسباب ذلك بين الإصابة بالفيروسات، نزلات البرد، أو حساسية الأنف وغيرها من الأسباب الأخرى.
وتقع الجيوب الأنفية فوق وتحت عينيك خلف الأنف، وتحتوي على أغشية مخاطية تستجيب لمسببات الحساسية والعدوى، الأمر الذي يجعلك عند التهابها، تشعر بضغط شديد في الوجه يصاحبه أيضاً #ألم في الرأس، والأذن، والأسنان، والفك، والخدين.
فإذا كنت تعاني من التهاب مزمن في الجيوب الأنفية، إليك حلاً سحرياً مكوناً من خطوتين سيخلصك من آلامها المزعجة في 20 ثانية، حسب ما جاء في موقع "ديلي هيلث" المعني بالصحة:
1. ادفع لسانك ضد سقف فمك أثناء الضغط بالإبهام بين حاجبيك لمدة 20 ثانية، فإن هذه الحركة ستنشط عظمة الحاجز الأنفي ما يجعلها تهتز مخففة من ألم الرأس والوجه الذي تسببه حساسية الجيوب الأنفية.
2. أما الخطوة الثانية فهي تناول هذا المشروب السحري والذي يخلصك من #البكتيريا أو الفيروسات المسؤولة عن عدوى الجيوب الأنفية، وهو يتكون من الآتي:
- 1/2 كوب من الماء
- 1/4 كوب من خل التفاح
- ملعقة كبيرة عسل خام
- ملعقة صغيرة زنجبيل مفروم
- ملعقة صغيرة فلفل حريف
- عصير ليمونة

ولتحضير المشروب: يتم تسخين الماء لدرجة الغليان، ثم تضاف المكونات الأخرى بداية بخل التفاح وانتهاء بالليمون، ويتم تناوله عدة مرات يومياً لحين التخلص من #حساسية الجيوب الأنفية.

الأحد، 8 أكتوبر 2017

قصيدة ناصر العريني


أحــــد يــهـــل الـقــيــل هـــــل الـقـمـاشــي
ويــعـــزل أرنـــــاق الـتـعــازيــل طــــــواش


وأحـــد فـدامــه مـثــل بـعــض الـمـواشـي 
ما يتبع المشـروع وإن هيـض الجـاش


افهـم جـواب النصـح مـا هــو طمـاشـي
يا جاهل (ن) راحت حياته على ماش


لا تصـحـب أهــل المتـهـم لـــو نـواشــي
تـرى البـري وإن عادهـم صــار فـحـاش


مــن دانــس الأجــرب يجـيـبـه وقـاشــي
لـزمــن يـعـقـل بـأربـعـه عــنــد مــشــاش


وبــادر زواج الـحـل مـــا دمـــت نـاشــي
تــرى العـمـر للـوفـاء لا عــاد مـنـحـاش


لا طالـع أهـل الـزيـن شـيـب الحـواشـي 
عـدوك كالمعـدوم فـي دوج مـن عــاش


دور طـلــوعــة خـــيّـــر بــــــه بــشــاشــي 
يفـرح بــه الهـشـال لـيـن أدبــح الــلاش


نديـات مــن جــزره صـحـون المعـاشـي
زمــزيــر للـشـيـمـات والــجـــود حـــــواش


إمــــا فـتـاتــه مــــن وحــــوش وحــاشــي
ما قالوا أهل القيل فـي عرضهـا مـاش


ربـيـبـهـا بــــدر عــلــى الأفـــــق نــاشـــي
والـــى تــبــدا لـلـمــلا يــدهــش ادهــــاش


ترف الشبـاب أعفـر لـه النـور عاشـي
تـوه بـغـي صـبـاه عنـقـه كـمـا الـشـاش


تـــرى حــــلاة الــولــف حــقــه وحــاشــي 
والـهـرش مــا يتـبـع مـقـاديـم الأدبـــاش

ناصر العرين

الاثنين، 25 سبتمبر 2017


قصيدة صالح فأبك بعض

ومن الحالة الثانية الشاعرُ صالح بنُ عبد القدوس، الذي فقد عينه فرثاها بأروع كلمات الرثاء، وأودع قصيدته التاليةَ روائع الحكم:
عزاءكِ أيُّها العَينُ السَّكُوبُ
ودَمعَكِ، إنَّها نُوَبٌ تَنُوبُ
وكُنتِ كَرِيمَتي وسِراجَ وَجهِي
وكانتْ لي بكِ الدُّنيا تَطِيبُ
فإنْ أكُ قد ثَكِلتُكِ في حَياتي
وفارقَني بكِ الإلفُ الحَبِيبُ
فَكلُّ قَرِينةٍ لا بُدَّ يَوماً
سَيشْعبُ إلفَها عَنها شعُوبُ
على الدُّنيا السَّلامُ، فما لشَيخٍ
ضريرِ العَينِ في الدُّنيَا نَصِيبُ
يمُوتُ المَرءُ وَهوَ يُعَدُّ حيًّا
ويُخلِفُ ظنَّهُ الأَملُ الكَذُوبُ
يُمنِّيني الطَّبيبُ شِفاءَ عَينِي
ومَا غَيرُ الإلهِ لهَا طَبيبُ
إذا ما ماتَ بعضُكَ فَابكِ بَعضاً
فإنَّ البعضَ مِن بَعضٍ قَرِيبُ


بشار بن برد

يا قَوْمِ، أُذْنِي لِبَعْضِ الحيِّ عَاشِقَةٌ 
والأُذْنُ تَعْشَقُ قَبْلَ العَيْنِ أَحْيَانا 
قَالُوا: بِمَنْ لاَ تَرَى تَهْذِي؟ فَقُلتُ لَهُمْ: 
الأُذْنُ كاَلْعَيْنِ تُوفي القَلبَ مَا كانَا[12]


رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_language/0/23860/%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%8A%D8%A7%D9%86/#ixzz8gFxp3cCa


موقع الألوكية
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/23860/#ixzz4tiBk0Ss4

حكمة كيد الضعيف


لا تحتقر كيد الضعيف فَرُبما تموتُ الأفاعي من سموم العقارب
شاعرنا هو عمارة اليماني، وهو الفقيه أبو محمد عمارة الملقب بنجم الدين.. استقر في مكة، ثم توجه الى مصر سنة 550 هـ، وكان صاحبها يومئذ، الفائز بن الظافر، ووزيره الصالح بن رُزيك فمدحهما بقصيدة ميمية التي منها:
فهل درى البيت أني بعد فرقته *** ما سرت من حرم إلا إلى حرم
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمها *** عقود مدح فما أرضى لكم كلمي
ثم عاد الى مكة ومنها الى زبيد بلده في اليمن ولكن صاحب مكة ارسله ثانية الى مصر فاستوطن من سنة 552 هـ، وكان موالياً لآل بيت النبوة، ويقول فيهم الشعر مادحاً وكانت بينه وبين الكامل بن شاور صحبة متأكدة قبل وزارة أبيه، فلما وزر ابوه استحال عليه وجفاه، فكتب اليه عمارة اليمني يعاتبه بقصيدة جميلة سرت بعض ابياتها مسرى الامثال والحكمة الى هذا اليوم.
اذا لم يُسالِمْك الزَّمانُ فحارِبِ *** وباعدْ اذا لم تنتفعْ بالأَقاربِ
ولا تحتقِرْ كَيْد الضَعيف فَرُبَّما *** تموتُ الأَفاعي من سُمومِ العقارب
فقد هَدَّ قِدْماً عرشَ بلقيسَ هدْهُدٌ *** وخْرّبَ فأْرٌ قبلَ ذا سَدَّ مَأْرِبِ
فَبيْنَ اختلاف اللَّيْلِ والصُّبْحِ مَعْرَكٌ *** يَكُرُّ علينا جيشُه بالعجائب 
وبعد ذلك اخذ يعاتبه على الصدود والهجران، ونكرانه بعد تلك الصحبة لمجرد ان والده تولى الوزارة.
وما راعني غَدْرُ الشَّباب لأَنَّني *** أَنِسْتُ بهذا الخُلْق من كُلِّ صاحب
وغَدْرُ الفتى في عَهْدِه ووفائِه *** وغدرُ المَواضي في نُبُوِّ المَضارب 
ثم زالت دولة الفاطميين وتولى مصر صلاح الدين، وذكر ابن خلكان وتكالب خصوم عمارة اليمني عليه وجاء في شرح لامية العجم للصفدي ان عمارة حزن كثيراً على زوال دولة الفاطميين فرثى اهل القصرين، قصر صاحب مصر، وقصر وزيره بقصيدة قال فيها:
رميت يا دهر كف المجد بالشلل *** ورعته بعد حسن الحلي بالعطل
ومنها:
قدمت مصر فأولتني خلائقها *** من المكارم ما أربى على الأمل
يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة *** لك الملامة إن قصرت في عذلي
بالله زر ساحة القصرين وابك معي *** عليهما لا على صفين والجمل
والقصيدة طويلة، فلما بلغت السلطان صلاح الدين غضب وتغير عليه، وقال ان العلماء افتوا بقتله بسبب بيت في قصيدته الميمية رأوا فيه زندقة.
واتهم اليمني بدسيسة من اعدائه فنسبوا اليه هذا البيت وهو لم يقله، وضموه الى سبعة رجال قيل انهم كانوا يريدون قلب حكومة صلاح الدين وارجاع حكم الفاطميين فصلبوه مع السبعة وفي هذا يقول الصفدي:
ولا يستبعد ان يكون القاضي الفاضل تمالأ عليه واختار هلاكه، لأن صلاح الدين استشاره في أمر عمارة فأشار صلاح الدين بضربه فقط، فقال القاضي الفاضل الكلب يسكت ثم ينبح فقال صلاح الدين يسجن.. فقال القاضي يرجى له الخلاص فقال صلاح الدين: يقتل قال القاضي الملوك اذا ارادوا شيئاً فعلوه ونهض صلاح الدين فأمر بصلبه مع الجماعة فلما قبض عليه قال مروا بي على باب القاضي الفاضل فلما رآه مقبلاً اسرع واغلق عليه الباب فقال عمارة:
عبدالرحيم قد احتجب
إن الخلاص من العجب
هكذا في العهود السابقة كلما أبدى أحد رأيه وفيه اعتراض لنظام الحكم أتهم بالكفر والزندقة لخروجه عن طاعة الحاكم ونظامه – هذا هو عمارة اليمني.


عمارة اليمني

إذا لم يسالمك الزمان فحارب

وباعد إذا لم تنتفع بالأقارب

إذا كان أصلي من تراب فكلها

بلادي وكل العالمين أقاربي

ولا تحتقر كيد الضعيف فربما

تموت الأفاعي من سموم العقارب

فقد هد قدماً عرش بلقيس هدهد

وخرب فأر قبل ذا سد مأرب

إذا كان رأس المال عمرك فاحترز

عليه من الإنفاق في غير واجب

فبين اختلاف الليل والصبح معرك

يكر علينا جيشه بالعجائب

وما راعني غدر الشباب لأنني

أنست بهذا الخلق من كل صاحب

وغدر الفتى في عهده ووفائه

وغدر المواضي في نبو المضارب

إذا كان هذا الدر معدنه فمي

فصونوه عن تقبيل راحة راهب

رأيت رجالاً أصبحت في مآدب

لديك وحالي وحدها في نوادب

تأخرت لما قدمتهم علاكم

علي وتأبى الأسد سبق الثعالب

ترى أين كانوا في مواطني التي

غدوت لكم فيهن أكرم نائب

ليالي أتلو ذكركم في مواقف

حديث الورى فيها بغمز الحواجب









التوقيع : الصديق ابوروعة

قصيدة. وقصة الإمام الهادي


كان المتوكل العباسي يشدّد الرقابة على الإمام علي الهادي عليه السلام ، فقد نقل سبط ابن الجوزي عن المسعودي في كتاب مروج الذهب قال: نمي إلى المتوكل بعلي بن محمد أنّ في منزله كتباً وسلاحاً من شيعته من أهل قم، وأنّه عازم على الوثوب بالدولة.

فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهاجموا داره ليلاً، فلم يجدوا فيها شيئاً، ووجدوه في بيت مغلق عليه، وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى، وهو متوّجه إلى الله تعالى يتلو آيات من القرآن. وعلى هذه الحال حمل إلى المتوكل العباسي، وأدخل عليه، وكان المتوكل في مجلس شراب، وبيده كأس الخمر، فناول الإمام الهادي ، فردّ الإمام : «والله ما خامر لحمي ولا دمي قط فأعفني»، فأعفاه. فقال له: «أنشدني شعراً»، فقال الإمام : «أنا قليل الرواية للشعر». فقال: «لا بد». فأنشده:



قصيدة الإمام الهادي التي ألقاها على المتوكل العباسي



باتوا على قللِ الاجبـال تحرسُهـم *** غُلْبُ الرجالِ فمـا أغنتهـمُ القُلـلُ‪
‬

واستنزلوا بعد عزّ مـن معاقلهـم *** وأودعوا حفراً يابئس مـا نزلـوا

‪
‬ناداهمُ صارخٌ من بعد مـا قبـروا *** أين الاسـرّة ُوالتيجـانُ والحلـلُ‪
‬

أين الوجوه التـي كانـتْ منعمة ً*** من دونها تُضربُ الأســتارُ والكللُ‪
‬

فافصـحَ القبـرُ حيـن سـاء لهم *** تلك الوجوه عليها الــدودُ يقتتـلُ

‪
‬قد طالما أكلوا دهراً وما شربـوا *** فأصبحوا بعد طول الأكلِ قــد أكلوا

‪
‬وطالما عمّـروا دوراً لتُحصنهـم *** ففارقوا الدورَ والأهلينَ وارتحلـوا

‪
‬وطالما كثروا الأموال و ادّخـروا *** فخلّفوها إلى الأعــداء وانتقلـوا‪
‬

أضحت منازلُهـم قفـراً معطلـة ً*** وساكنوها إلى الأجداث قد رحلـوا

‪
‬سـل الخليفة َإذ وافـت منيتـهُ *** أين الحماة وأين الخيلُ والخـــولُ‪
‬

أين العبيد التي أرصـدتهم عددا *** أين الحــديد وأين البيض والأسلُ‪
‬

أين الفوارس والغلمان ماصنعوا *** أين الصــــوارم والخطية الذبلُ

‪
‬أين الرماة ُألم تُمنع بأسهمِهـمْ *** لمّا أتتـك سهـامُ المـوتِ تنصـلُ

‪
‬أين الكماة ُالتي ماجوا لما غضبوا *** أين الحماة التي تُحمى بهـا الدولُ‪
‬

ولا الرشا دفعتـها عنك لو بذلوا *** ولا الرقى نفعت فيهــا ولا الحيلُ

‪
‬ما ساعدوك ولا وافاك أقــربهم *** بل ســلموك لها يابئس ما فعلوا

‪
‬ما بال قبرك وحشـاً لا أنيس به *** يغشاك من كنفي الروع والوهــلُ

‪
‬ما بال قصـرك لا يأنس به أحد *** ولا يطــــوف به من بينهم رجلُ‪
‬

ما بال ذكــرك منسياً ومطرحاً *** وكلهــــم باقتسام المال قد شغلوا

‪
‬لا تنكرن فما دامت على مــلك *** إلا اناخ عليــــه الموت والوجلُ‪
‬

وكيف يرجو دوامَ العيش متصلاً *** وروحه بحبالِ المـوتِ تتصـــلُ‪
‬

وجسمه لبنيان الـردى عرض‪ ***‬ وملكـــه زائل عنـــه ومنــــــــــــــــتقـلُ
( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ).
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...