السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان نويشي بن ناشي المشيعلي من بني عمرو من حرب الذي عاش بحدود نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر الهجري . في وادي الفرع له جار يقال له اليتيم من ذوي بدير من مطير قدم الى الوادي واصبح جارا لـ نويشي وفي احد المرات تعرض له مجموعه من قبيلة نويشي, وارادوا سلب ما معه فقال لهم تراي خوي نويشي بن ناشي فلم يصدقوه فقاومهم ولكنهم قتلوه واستولوا على مامعه . ولما وصل الخبر الى نويشي طار الشرر من عينيه واقسم بأغلظ الايمان ان ينتقم لخويـه , وقام بقتلهم وعددهم سته واحدا بعد الاخر
وفي يوم من الايام كان يسير ومعه خاله , وعندما مروا في احد المواقع قال له خاله انظر الى ذلك المكان يا نويشي فقال وماذا في ذلك فقال ذلك المكان هو الذي تم قتل جارك اليتيم فيه فلم يتمالك نويشي نفسه وتحمل ذلك فسل سيفه وقطع يد خاله التي كان يؤشر بها , من واقع القهر الذي يعيشه بسبب خفر ذمته .وقد ارسل نويشي الابيات التاليه الى زوجة جاره يقول فيها :-
يا راكـب اللـي شايبـاتٍ مقاريـه
مثل الظليم اليـا ضـرب لـه قـرارا
يسـرح وممسـاه البديـري حراويـه
اللي نـزل بيـن السهـل والوعـارا
خوينـا يـا متلـف الـروح نغليـه
واللي ورى الصبيـان دربـه عسـارا
مطلق مطيحه بأيمـن السـوق شوفيـه
فوقـه رمـن شنودهـن الـعـذارا
ارخصت عمي ما احسب القلب يصخيه
عند الخـوي كنـه حتيـن الجفـارا
اقفـى مـع الطـاروق دمـه يباريـه
دمه مع الطـاروق يغشـى الجـدارا
احدٍ سمـع واحـدٍ بالأعيـان راعيـه
البـدو والحضـران فوقـه صـبـارا
وكان نويشي يريد الاستمرار بتصفية اقارب الذين قاموا بقتل جاره أي انه لم يكتفي بالمعتدين بل يريد القضاء على اقاربهم , ولكن مشائخ القبيله تدخلوا والتزموا له بارضاء قبيلة جاره ودفع ديته . وقد سارت الركبان بهذه القصه واصبح المثل يضرب في نويشي الحربي, وقد حصل ان حدثت قصه مشابهة لأحد الاشخاص من قبيلة جار نويشي ولم يستطع القصاص من قاتل جاره فقال هذه الأبيات :-
لا وهني نويشي اللي قضى الدين
وجهه كما القمرا من اول شهرها
وانا ديونـي مرمسـات زمانيـن
امشي وكني دارع فـي غدرهـا
احيا اليتيم واقعده بالنبا الزيـن
يستاهل البيضا بـدارٍ حضرهـا
عقب اربعه واثنين يسلم من الشين
غير اليمين اللي نويشـي عثرهـا
وقد حضر رجل الى ابن رشيد حاكم زمانه يذكر بأن ذمته قد خفرت في جاره ويسأله ما العمل , وكيف يعمل فقال ابن رشيد ( يابعد حيي انشد نويشي الحربي) وقد اصبحت هذه القصه مجال رحب للشعراء , حيث يقول الشاعر الكبير المرحوم / سبيل بن سند الحصني الحربي من اهل دخنه في نجد :-
ونويشي اللي بالخوي كلٍ اوحاه
بثرا خويه عن عوانيـه نايـب
قص اربعه واثنين والسابع انجاه
انهى الملام وخاطره ماهو طايب
كما يقول الشاعر غزاي بن مطر الطريسي في قصيدة يمدح فيها المشاعله منها هذه الابيات :
منهم نويشي كان حـل المجالـي
سجل له التاريخ بالمجد مكتـوب
عند الخوي ما حسبوا بالموالـي
انهى الملامه واشقر الدم مصبوب
ذباح في ثار الخوي كل غالـي
في حزة مافيه قاضب ومقضوب
سته وخاله مع رجـالٍ غوالـي
دون الخوي ما قال غالي ومحبوب
ويقول الشاعر رباح بن خلف الشمري الابيات التالية ضمن قصيده ارسلها الى محمد بن عوض المعمري:-
موقفك شرف دوننا يابن الاخيار
حق الخوي تعطونه اول وتالـي
ونويشي اللي للعرب حط تذكار
بيض تغزز له بـروس الجبالـي
كذلك يقول الشاعر محمد بن عبدالله العسيلي البشري الابيات التاليه من ضمن قصيدة طويله :-
ونويشي اللي خلد الوقـت ذكـراه
له مركز فـي قمـة المجـد مرمـوق
راع النقـا زاح الملامـه بيمـنـاه
دون الخوي ما يلحقه كل ملحـوق
قص اربعه واثنين والسابـع اعيـاه
وقطع اليمين اللي على الجنب مطروق
ويقول الشاعر مرزوق بن مبشر الحصني من اهل دخنه :-
والفعل الآخر نور يجلى الظلامي
فعل جلى نـوره كـل ليلـي
فعل يزيل من الوجيه الملامـي
ماله مثيل ولا ذكر له بديلـي
نويشي اللي قال فيه الدهامـي
اللي شكا من ضيم حمل محيلي