الأحد، 25 أغسطس 2024

قصة صخر و أمرأته سليما و أم صخر

 بقلم فاروق مواسي

صخر بين امرأته وأمه




سمع صخر بن عمرو الشَّريد امرأته تشكو مرضه، وذلك بعد أن أصيب فيالقتال، ولم يعد قادرًا على الحركة، فقال:

أَرى أمَّ صخرٍ لَا تمَلُّ عيادتي

ومَلَّتْ سُلَيمى مَضْجَعي ومَكانِي

وَما كنتُ أخشَى أَن أكونَ جِنَازَة

عليكِ وَمن يَغترُّ بالحَدَثان

أهُمُّ بِأَمْر الحزْم لَو أستطيعه

وَقد حيلَ بينَ العَـيرِ والنَّزَوان

لَعَمري لقد نَبَّهْتِ من كَانَ نَائِمًا

وأسمعتِ من كَانَت لَهُ أذُنان

ولَلموتُ خيرٌ من حَيَاة كَأَنَّهَا

مَحلّة يَعسوبٍ بِرَأْس سِنان

وأيُّ امْرِئ سَاوَى بأمٍّ حَلِيلَة

فَلَا عَاشَ إِلَّا فِي شقًا وهوان

جِنازة: إذا أثقل المريض على أهله يقال هو جنازة عليهم.

الحدثانمصائب الدهر.

العَـيْر: الحمار.

النزَوان: الوثوب على أنثاه، والكناية عن عدم قدرتهوكذلك يضرب المثل لمنيريد أمرًا، ولكنه لا يجد له سبيلاً.

الحليلة :الزوجة

اليعسوب: السيد والرئيس
روي البيت قبل الأخير في لسان العرب (مادة "عسب"):

وما خير عيشٍ لا يزال كأنه

مَحِـلّةُ يعسوب برأس سنانِ

ومعناه أن الرئيس إذا قُتل جُعل رأسه على سنان، يعني أن العيش إذا كان هكذا،فهو الموت.
ورواية البيت في (وَفَيات الأعيان)لابن خَلِّكانج2، ص 84:

فللموتُ خير من حياة كأنها

مُعرَّسُ يعسوبٍ برأس سنان

وأما قوله :أهم بأمر الحزم لو أستطيعهإشاره إلى عزمه بقتلها وعدم إطاقتهحمل السيف.

قصة الأبيات

الرواية الأولى:

غزا صَخْر بن عمرو الشريدأخو الخنساء بني أسد بن خُزَيْمَة، فَأَصَاب غَنَائِموسبيًا، وَأخذ صَخْر يَوْمئِذٍ امْرَأَة اسمها بُدَيلة من بني أسدوأصابته يَوْمئِذٍ طعنةطعنهُ بهَا رجل يُقَال لَهُ ربيعَة بن ثَوْر، ويكنى أَبَا ثَوْر، فَأدْخل جَوْفه حلقًا منالدِّرْع، فاندمل عَلَيْهِ حَتَّى شقّ عَلَيْهِ بعد سِنِين، وَكَانَ ذَلِك سَبَب مَوته.

رُوي أَن صخرًا مرض من تلك الطعنة قَرِيبًا من حَول حَتى ملّه أَهله، فَسمعصخرًا امْرَأَة تسْأَل امْرَأَته: كَيفَ بعلك؟

فَقَالَت: لَا حيٌ فيرجى، وَلَا ميت فيُنعى(وفي رواية أخرىفيُسلى، وفي أخرى:فيُنسى)، وَقد لَقينَا مِنْهُ الْأَمريْنِ، فَقَالَ صَخْر فِي ذَلِك الأبيات السابقة.

فَلمَا طَال عَلَيْهِ الْبلَاء وَقد نتأت قِطْعَة مثل الْيَد فِي جنبه من مَوضِع الطعنةفتدلت وَاسْتَرْخَتْ قَالُوا لَه: لَو قطعتها لرجونا أَن تَبرأ، فَقَالَ شَأْنكُمْ وَهِي!

فأشفق عَلَيْهِ بَعضهم، فنهاهم، فَأبى صَخْر، وَقَالَ:

الْمَوْت أَهْون على مِمَّا أَنا فِيهِ، فأحموا لَه شفرة، ثمَّ قطعوها، فيئس من نَفسه.

(الأصفهانيالأغاني، ج 15، ص 75- دار الفكر.)

ويذكر الأصفهاني اسم الزوجة (بُدَيلة) على لسان راوٍ آخر:

ألا تلكمُ عِرِسي بُديلة أوجستْ

فِراقي وملّت مضجعي ومكاني

في رواية أخرى:

أنه لما طعن ودخلت حلق الدرع في جوفه ضجر منها زمانًا، ثم ملته امرأتهوكان يكرمها ويعينها على أهله، فمر بها رجل وهي قائمة، وكانت ذات كَـفَلوأوراك، فقال لها:
أيباع هذا الكفَل؟ فقالت: عما قليل، وصخر يسمع ذلك، فقال: لئن استطعتلأقدمنك أمامي، ثم قال لها: ناوليني السيف أنظر هل تقلّه يدي، فدفعته إليهفإذا هو لا يقله، فعندها أنشد الأبيات السابقة، ثم لم يلبث أن مات، وكان أخوهمعاوية قد قتل قبله، ورثته الخنساء أيضًا.
(العباسي، معاهد التنصيص على شواهد التلخيص، ج1، ص116).

وروي البيت الأول:
أرى أم صخر لا تجفّ دموعها...
(المبرد: الكامل، ج2، ص 373 حيث يذكر أن صخرًا رأى أنها برمت به، وأنأمه حدبت عليه.

رواية أخرى:

"وكان صخر من أشجع العرب وأكرمهم وأجملهم، وكانت تحبه سلمى بنتعوف بن ربيعة بن حارث الرياحي، وصخر هذا هو أخو الخنساء المشهورة فيهبالشعر.

وكان عاهد سلمى على أن لا تتزوج بعده، وهو كذلك عاهدها، وكان يقول إذانظر إليها لا أكره الموت إلا أنه يفرق بيني وبين هذهفلما كان اليوم المشهوربيوم الكُلابوهو الذي تحارب فيه بنو عوف وبنو الحرث، التقى صخر معربيعة بن ثور العوفي الأسدي بعدما غلبت بنو الحرث على بني أسد ونهبتهم،فطعن ربيعة صخرًا، وكان رمح صخر قصيرًا، فأصاب ربيعة في بطنه حلقاً منالدرع فمرض صخر سنة بالطعنة، فكانت أمه تلاطفه، وقصّرت سلمى فيخدمته، فسمع يومًا امرأة تقول لأمه كيف حال صخر؟ فقالت: "نحن بخير مادمنا نرى وجهه"، وسألت امرأتَه أخرى، فقالت: "لا حي فيرجى، ولا ميتفينعى"، فغمّ لذلك، وأنشد:

فأي امرىء ساوى بأم حليلة ... فلا عاش إلا في عنًا وهوان وحكى في "النزهة"أنه جلس يومًا ليستريح، وقد رفع سجف البيت، فرأى سلمى واقفة تحدث رجلاًمن بني عمها، وقد وضع يده على عجيزتها، فسمعه يقول لها: أيباع هذا الكفَل؟فقالت عن قريب.

فقال صخر لأمه: علي بسيفي لأنظر هل صدىء أم لا؟ فأتته به، فجرده وهمّبقتل سلمى، فلما دخلت رفع السيف فلم يستطع حمله، فبكى وأنشد الأبيات.
(الأنطاكي: تزيين الأسواق في أخبار العشاق، ج1، ص 315.)

صفوة القول إن الشعر يشير إلى حب الأم وإخلاصها ووفائها أكثر من غيرها، بلإن الذي يفضل حليلته على أمه يعيش في الشقاوة والهوانكما يرى الشاعر.

الأم هي عماد في هذه الحياة: هى التعزية فى الحزن، الرجاء فى اليأس، والقوةفى الضعف، وحب الأم لا يشيخ أبدًا، ولا يضعف، وحتى ننصف: لا تنسَوا أنالزوجة غالبًا ما ستغدو أمًا.

أختم بطريفتين:

موافقة زوجين قبيح وحسناء

نظرت امرأة عِمْران بن حِطّان في المرآة، وكانت جميلة وزوجها قبيح،

فقالت له: أنا وأنت في الجنّة.

قال: ولم؟

قالت: لأنك رُزِقتني فشكرتَ، وأنا ابتُليت بك فصبرتُ، والصابر والشاكر فيالجنّة.

انتصار زوج:

وقال رجل لامرأته: ما خُلِق أحبُّ إليّ منكِ.

فقالت: ولا أبغضُ إليّ منكَ.

فقال:

الحمد لله الذي أولاني ما أحب، وابتلاك بما تكرهين.

المأمون العباسي و الرجل الفقيه و الشاه

 كان المأمون الخليفة العباسي جالساً مع ندمائه (أصحابه) مشرفاً على دجلة

يتذاكرون أخبار الناس ,

فمرّ رجلٌ حسن الهيئة فاخر الثياب فطلب المأمون إحضاره,

فسلّم فأجاد السلام فأجلسه وسأله عن اسمه,

فقال: علويه.

قال المأمون: فما الكنية؟

فقال: أبو أحمدويه!

فضحك المأمون ,ثم قال: ما صنعتك؟

قال: فقيه.

فقال المأمون:

ما تقول في رجلٍ اشترى شاةً (ماعز ) فلمّا تسلّمها و قضى الثمن (دفعه للبائع )

حَبَقَت (ضرطت) فخرج من استها (مؤخرتها) بعْرةٌ فقأت عين رجلٍ من المارة

أفتُوجبَنّ ديّة العين على البائع أم على المشتري؟

فنكت الرجل بإصبعه الأرض فترةً (أي أخذ يخط في التراب للتفكير)

ثم قال: على البائع.

فقال المأمون : ولماذا على البائع ؟

قال: لأنه لمّا باعها لم يُعلن أن في اسْتِها منجنيقاً. 


- العقد الفريد _ لابن عبد ربّه الأندلسي.

قصيدة محمد الحدا ري من قال بالناس قالوا به

 هذه القصيدة هي نهاية المساجلات بين الشاعر الكبير محمد بن شبيب الحداري الحربي رحمه  الله وبين ابن معيتق العنزي اللي يقول ياحرب تبنا وهونا ... وسالفتهم طويلة ومعروفة ..


يقول محمد الحداري ردا على ابن معيتق:

يـاراكــب فـــوق منجوبه  الحايل  الـلـي هــوى بـالـي

ماطبـت الـسـوق مجلـوبـه  ولاصـفـقــه كـــــل دلالـــــي

القـيـظ اوجـــزت لاهـوبــه  بـيــن الـغـزالـيـن مـقـيـالـي

تلـفـي عـلــى ربـــع هـلـوبـه  فنجالهـم يـسـوا الانـذالـي

يابـن معيـتـق  قل التوبه   من ما مضا وأتـرك التالـي

مـن قــال بالـنـاس قالـوبـه  ومــن عــال تاتـيـه عيَـالـي

جـدك عجـوز خـذت ثـوبـه  وخذت مع الثوب له مالي

غـدت علـى جدك  عقـوبـه   ينـزي مـع السـوق بعقـالـي



ومن ضمن هذه القصيده البيت المشهور 

من قال بالناس قالو به ومن عال تاتيه عيالي

السبت، 24 أغسطس 2024

قصيدة حمود البغيلي

الشاعر:  حمود البغيلي

 

الغرب يصنع طائرات وصواريخ  .. والشرق الاوسط ضاع نفطه بلاشي

........

حطوا لهم في صفحة العلم تاريخ .. وحــــنا بماضينا نعيد النقــــــــاشي

..........

من عقب ماكنا جبال شواميـــــخ .. صرنا تحــــــت حكم الاجانب ولاشي

.........

شي يدوخ الراس تدويـــــــــــــخ.. وشلون عقب الحر حــــــام الفراشي

.............

اقولها والقلب اقوى من الصيخ .. متى نشوف الحق في الارض ماشي

..............

لاني ولد تاجر ولاني ولد شيـــخ .. انا فقير وراس مـــــــالي معــــاشي

قصة مثل الدلة اللي ما تبهر من الهيل

يقال أن عجران السبيعي حل ضيفا على فجـحان الفراوي المطيري


من كبار شعراء وكرماء ووجهاء قبيلة مطير


وكان يسكن في الصمان وكانت الأسواق والقرى بعيده عن المراتع


ووسائل النقل بطيئه لنقل الطعام


أو القهوه والهيـل فقد ينفذ الهيل مثلا ويبقى صاحب البيت مده بدون هيلوهكذا *


وهذا ماحصل لفجحان الفرواي عندما ضافه عجران السبيعي


وقام الفراوي وذبح الخروف وأمر بطبخه وعمل


القهوه ولم يجد هيلاً فوضع فيها شيئا من الزنجبيل ويقال


القرنفل ( العويدي ) ويقال بأنه قدمها


بدون هذا كله وكان الفراوي لايعرف بأن ضيفه هذا هو عجران السبيعي

علما بأنه يسمع به وشهرته ذائعه


وكذلك عجران لايعرف بأن هذا هو فجحان الفراوي شاعر وكريم من كبار قبيلةمطير فعند ما قدم الفرواي


الفنجال لضيفه عجران وذاق القهوه واذا هي بدون هيــل فقال :


الدلـة اللـي ماتبهـر مـن الهيـل

مثل الهزيل اللي قليل دسمها

ريحة دسمها في قعور الفناجيل

مثل العجوز اللـي خبيـث نسمهـا

من لايكيل الكيف مـن بنـدره كيـل

والنـار تشعـم معتبيـن حزمـهـا

اللي الى جاء الوقت يصبر على الميل

هذي طبـوع اللـي عـزازٍٍٍ شيمهـا



لكن الرجل الذي أمامه شاعر مثله أو يفوقه حين قال 


حنا نحط الهيل ومفطح الحيل

ومرن نخلي الموجبه من عدمها

وعجوزك اللي ضوتك طارف الليل

وش قربك يا ضيف من ريح فمها


عندما عرف السبيعي أن مضيفه شاعر وكريم قال :

 ( أسد يا أسد )


عن كتاب قصة و مثل

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...