السبت، 8 يونيو 2024

قصيدة عبد الرحمن الداخل


عبْدِ الرَّحْمنِ الدَّاخِلِ -صَقْرِ قُرَيشٍ

حينَ تَهيَّأَ وَفْدُ الأنْدَلُسِ للسَّفَرِ إلى المَشرِقِ: قال:

أيُّها الرَّاكِبُ المُيَمِّمُ أرْضي
أَقْرِ مِن بعضيَ السَّلامَ لبَعْضي
إنَّ جِسْمي كما عَلِمْتَ بأرْضٍ
وفُؤادي ومالِكيهِ بأرْضِ
قُدِّرَ البَيْنُ بيْنَنا فافْتَرَقْنا
وطَوى البَيْنُ عن جُفونيَ غَمْضي
قد قَضى اللهُ بالفِراقِ علينا
فعَسى باجْتِماعِه سوف يَقْضي


يُلقَّب عبدالرحمن بن معاوية الداخل بصقر قريش، وهو مُؤسِّس الدولة الأمويّة في الأندلس، وحفيد الخليفة الأمويّ هشام بن عبدالملك الذي استطاع أن يُثبت للناس جميعاً أنّ الإسلام باقٍ في الأندلس، ولم يمت، لقد كانت نشأته في بيت الخلافة الأمويّة، علماً بأنّ عبدالرحمن لُقِّب بصقر قريش من قِبَل الخليفة العبّاسي أبي جعفر المنصور الذي لم يستطع الانتصار عليه في حَربه ضِدّه.


قصيدة. الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب

 مهلا بني عمّنا مهلا موالينا *** لا تنبشوا بيننا ما كان مدفونا

لا تطمعوا أن تُهِينُونا ونُكرمكم *** وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا


مهلا بنى عمّنا من نحتِ أثلتنا *** سيروا رويدا كما كنتم تسيرونا


الله يعلم أنا لا نحبّكم *** ولا نلومكم ان لم تحبّونا


كلّ له نيةٌ فى بغض صاحبه *** بنعمة الله نقليكم وتقلونا


الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب

الجمعة، 7 يونيو 2024

قصيدة بشار بن برد. و بيت سلم الخاسر

بشار بن برد

خُشّابَ هَل لِمُحِبٍّ عِندَكُم فَرَجُ

أَو لا فَإِنّي بِحَبلِ المَوتِ مُعتَلِجُ

لَو كانَ ما بي بِخَلقِ اللَهِ كُلِّهِمُ

لا يَخلُصونَ إِلى أَحبابِهِم دَرَجوا

لِلهَجرِ نارٌ عَلى قَلبي وَفي كَبِدي

إِذا نَأَيتِ وَرُؤيا وَجهِكِ الثَلَجُ

كَأَنَّ حُبَّكِ فَوقي حينَ أَكتُمُهُ

وَتَحتَ رِجلَيَّ لُجٌّ فَوقَهُ لُجَجُ

قَد بُحتُ بِالحُبِّ ضَيقاً عَن جَلالَتِهِ

وَأَنتِ كَالصاعِ تُطوى تَحتَهُ السُرُجُ

خُشّابَ جودي جِهاراً أَو مُسارَقَةً

فَقَد بُليتُ وَمَرَّت بِالمُنى حِجَجُ

حَتّى مَتى أَنتِ يا خُشّابَ جالِسَةً

لا تَخرُجينَ لَنا يَوماً وَلا تَلِجُ

لَو كُنتِ تَلقينَ ما نَلقى قَسَمتِ لَنا

يَوماً نَعيشُ بِهِ مِنكُم وَنَبتَهِجُ

لا خَيرَ في العَيشِ إِن كُنّا كَذا أَبَداً

لا نَلتَقي وَسَبيلُ المُلتَقى نَهَجُ

مَن راقَبَ الناسَ لَم يَظفَر بِحاجَتِهِ

وَفازَ بِالطَيِّباتِ الفاتِكُ اللَهِجُ

وَقَد نَهاكِ أُناسٌ لا صَفا لَهُمُ

عَيشٌ وَلا عَدِموا خَصماً وَلا فَلَجوا


قالوا حَرامٌ تَلاقينا فَقَد كَذَبوا

ما في اِلتِزامٍ وَلا في قُبلَةٍ حَرَجُ

أَما شَعَرتِ فَدَتكِ النَفسُ جارِيَةً

أَن لَيسَ لي دونَ ما مَنَّيتِني فَرَجُ

إِنّي أُبَشِّرُ نَفسي كُلَّما اِختَلَجَت

عَيني أَقولُ بِنَيلٍ مِنكِ تَختَلِجُ

وَقَد تَمَنَّيتُ أَن أَلقاكِ خالِيَةً

يَوماً وَأَنّي وَفيما قُلتِ لي عِوَجُ

أَشكو إِلى اللَهِ شَوقاً لا يُفَرِّطُني

وَشُرَّعاً في سَوادِ القَلبِ تَختَلِجُ

يا رَبِّ لا صَبرَ لي عَن قُربِ جارِيَةٍ


تَنأى دَلالاً وَفيها إِن دَنَت غَنَجُ

غَرّاءَ حَوراءَ مِن طيبٍ إِذا نَكَهَت

لِلبَيتِ وَالدارِ مِن أَنفاسِها أَرَجُ

كَأَنَّها قَمَرٌ رابٍ رَوادِفُهُ

عَذبُ الثَنايا بَدا في عَينِهِ دَعَجُ

سرقة  الشاعر. سلم الخاسر من بشار


مَن راقَبَ الناسَ ماتَ غَمّاً

وَفازَ بِاللّذَّةِ الجَسورُ

لَولا مُنى العاشِقينَ ماتوا

غَمّاً وَبَعضُ المُنى غُرورُ

قصيدة تركي بن عبد الله سر ياقلم و أكتب على ما تورا

 طار الكرا عن مقلة العين فرا

فزيت من نومي طرا لي طواري

وأبديت من جاش الحشا ما تذرا

واسهرت من حولي بكثر الهذاري

خط لفاني زاد قلبي بحرا

من شاكين ظيم النيا والعزاري

سر يا قلم واكتب على ما تورا

واكتب جواب لابن عمي مشاري

دنياك هذي يا بن عمي مغرا

لا خير في دنيا توري النكاري

تسقيك حلو ثم تسقيك مرا

ولذاتها بين البرايا عواري

اكفخ بجنحان السعد لا إتدرا

وما قدر الباري على العبد جاري

ولا في يد المخلوق نفع وضرا

والعمر ما ياقاه كثر المداري

يوم ان كل من عميله تبرا

ونجد غدت باب بليا سواري

رميت عني برقع الذل برا

ولا خير في من لا يدوس المحاري

نزلتها غصب بخير وشرا

وجمعت شمل بالقرايا وقاري

واجهدت في طلب العلا لين قرا

وطاب الكرا مع لابسات الخزاري

ومن غاص غبات البحر جاب درا

وحمد مصابيح السرا كل ساري

انا احمد اللي جابها ما تحرا

واذهب غبار الذل عني وطاري

واحصنت نجد عقب ماهي تطرا

مصيونة عن حر لفح المذاري

والشرع فيها قد مشى واستمرا

يقرا بنا درس الضحى كل قاري

ولا سلت عن من قال لي لاتزرا

حطيت الاجرب لي خوي مباري

نعم الصديق ليا صطا هم جرا

يودع مناعير النشاما حباري


قصة الرويبضة و المقارنة الصعبة

 تعرفون أنه في آخر الزمان يتكلم الرويبضة، وهو الذي لم يكن له قدر في الناس، أي يسود غير المسود، ويوسد الأمر إلى غير أهله، وقد جاء أبو العلاء المعري بأبيات يتكلم فيها عن هذا، يوم يقدم اللئيم، ويؤخر الكريم، ويصعد الذنب إلى الرأس، ويتأخر الرأس إلى الذنب، وهذا في الناس اليوم موجود، وهو من علامات الساعة، حتى تجد البيوت في القبائل المعروفة بالكرم والسماحة والندى والمجد، أصبحت الآن متأخرة، وتجد الرويبضة، والذين ليس لهم أثر، أصبحوا الآن يتكلمون ويشار إليهم، يقول أبو العلاء عن هذا:


إذا عير الطائي بالبخل مادر
وعير قساً بالفهاهة باقل 

وقال السهى للشمس أنت كسيفة 
وقال الدجى للبدر وجهك حائل 


فيا موت زر إن الحياة ذميمة 
ويا نفس جدي إن دهرك هازل 


أشرح الأبيات:

حاتم الطائي أكرم العرب، ومادر أبخل العرب، يقولون: كان مادر هذا من بخله إذا أراد أن يحتلب شاة يمصها من ثديها حتى لا يسمع الناس صوت الثدي في الإناء فيأتون، فـمادر هذا يسب حاتم الطائي بالبخل كما يقول أبو العلاء :

إذا عير الطائي بالبخل مادر وعير قساً بالفهاهة باقل 


قس بن ساعدة أخطب العرب، وعير قساً بالفهاهة باقل ، وباقل أعيا العرب لا يتكلم، يقولون: كانت أمه تلقنه اسمه في أول النهار فينساه مع الظهر، فتخليوا باقلاً يسب قساً ويقول: ما كان فصيحاً، فهل أنت يا باقل فصيح؟! يقولون: إنه من حمقه كان فيه قلادة وضعتها أمه عليه حتى لا يختلط بالصبية، تعرفه إذا خرج الشارع فتأتي به، فأتى أخوه في الليل، فأخذ القلادة فلبسها، فأتى في الصباح، فقال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟!

(وقال السها للشمس أنت كسيفة) يقول الليل للشمس: أنت كسيفة، (وقال السهى) وهو نجم خافت (للبدر وجهك حائل).

فيا موت زر إن الحياة ذميمةٌ ويا نفس جدي إن 
دهرك هازل 

الخميس، 6 يونيو 2024

قصة مصرع أبي مسلم الخرساني

 

مصرع أبي مسلم الخراساني

وأخذ أبو مسلم بيد المنصور يعركها ويعتذر إليه. ولكن المنصور أسرع فصفق بيده، فخرج عثمان بن نهيك فضربه ضربة خفيفة بالسيف فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه.

فأومأ أبو مسلم إلى رجل أبي جعفر يقبلها ويقول: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، استبقني لأعدائك. فدفعه برجله وقال له: لا أبقاني الله إذن، وأي عدو لي أعدى منك؟

فضربه شبيب فقطع رجله.

فقال أبو مسلم: واتعساه، ألا قوة؟ ألا مغيث؟

وصاح المنصور: اضربوه، قطع الله أيديكم. فاعتوره القوم بالسيوف فقتلوه.


مؤسسة هنداوي

https://www.hindawi.org/books/61404864/7/