الجمعة، 20 نوفمبر 2020

قصة الحجاج والحسن البصري

 


" الحجاج بن يوسف الثقفي كان مشهورًا بالظلم وكان الإمام الحسن البصري يبغضه لذلك، وذات يوم بنى الحجاج بناءً عظيمًا ونادى في الناس ليشهدوا تمامه وروعة منظره، فاستغل الحسن البصري تجمع الناس وأخذ يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.

الإمام البصرى تابع مخاطبة العوام قائلا "لقد نظرنا إلى ما بنى أخبث الأخبثين -يقصد الحجاج- فوجدنا أن فرعون شيّد أعظم مما شيّد وبنى أعلى مما بنى ثم أهلك الله فرعون وأتى على ما بنى وشيّد، ليت الحجاج يعلم أن أهل السماء قد مقتوه وأن أهل الأرض قد غرّوه "..

البصري مضى على هذا المنوال حتى أشفق عليه الناس وخافوا عليه من بطش الحجاج فقالوا له: حَسُبك أي يكفي هذا فقال الحسن : لقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم ليُبينُنّه للناس ولا يكتمونه ..

الحجاج حين علم بكلام الحسن البصري تلمّظ كما تتلمّظ الحية واستشاط غضبًا وعزم على قتله..ثم أمر بسيف ونطع -والنطع هو بُساط من الجِلد يُفرش تحت المحكوم عليه بقطع الرأس- ثم أمر أن يأتوا إليه بالحسن فلبوا ما أمر به.

وحينما حضر الحسن البصري إلي مجلسهم حتى شخصت إليه الأبصار ووجفت القلوب وخفقت، فلما رأى الحسن السيف والنطع حرّك شفتيه ثم أقبل على الحجاج في ثبات وهيبة وجلال ..

فما إن رآه الحجاج حتى خاف منه وارتعدت فرائصه وهابه أشد الهيبة ثم بدأ يسأله في أمور الدين والحسن يجاوبه في ثبات وجأش ثم قال له الحجاج : أنت سيد العلماء يا أبا سعيد ثم أمر بطيب وطيّب له لحيته بنفسه ثم ودّعه.

الحاجب خرج مُهرولًا خلف الحسن يقول له : لقد طلبك الحجاج لغير هذا يا إمام لقد كان يُريد قتلك وقد رأيتك حركت شفتيك فماذا كنت تقول ؟

::::: الحسن البصري رد علي الحاجب : لقد قُلت : يا وليّ نعمتي وملاذي عند كُربتي اجعل نقمته بردًا وسلامًا علىّ كما جعلت النار بردًا وسلامًا على إبراهيم ::::


مرثية معن

 

ألِمَّا على مَعْنٍ وَقُولاَ لِقَبْرِهِ
سَقتْكَ الغَوادي مَرْبَعاً ثُمَّ مَرْبَعا
فيا قَبْرَ مَعَنٍ كنتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ
من الأرضِ خُطّتْ لِلسَّماحَةِ مَضْجَعا
ويا قَبْرَ مَعَنٍ كيفَ وَارَيْتَ جُودَهُ
وقد كان منه البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعا
بَلَى قَدْ وَسِعْتَ الجودَ والجُودُ مَيِّتٌ
ولو كان حَيَّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعا
ولما مضَى مَعْنٌ مضى الجودُ وانْقَضَى
وأصبحَ عِرْنِينُ المَكارِمِ أَجْدَعَا
وما كان إلاَّ الجُودُ صُورَةَ خَلْقِهِ
فَعاشَ زَماناً ثُمَّ وَلَّى فَوَدَّعَا
وكنتَ لِدَارِ الجُودِ يا مَعْنُ عامِراً
فقد أصبحتْ قَفْراً مِنَ الجُودِ بَلْقَعا
فَتىً عِيشَ في مَعْرُوفِهِ بَعْدِ مَوْتِهِ
كما كانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْراهُ مَرْتَعا
تَمَنَّى أُناسٌ شَأوَهُ من ضَلالِهِمْ
فأضْحَوْا على الأذْقَانِ صَرْعَى وظُلَّعا
تَعَزَّ أبا العباسِ عَنْهُ ولا يَكُنْ
جَزَاؤُكَ مِنْ مَعْنٍ بأَنْ تَتَضَعْضَعا
أَبَى ذِكْرُ مَعْنٍ أَنْ تَمُوتَ فِعَالُهُ
وإنْ كَان قَدْ لاقَى حِماماً ومَصْرَعَا
فما ماتَ مَنْ كُنْتَ ابنَهُ لا ولا الذي
له مثْلُ ما أَسْدَى أبوكَ ومَا سَعى
لِنَدْبِكَ أحْزَانٌ وسابقُ عَبْرَةِ
أَثَرْنَ دَماً مِنْ دَاخِلِ الجَوْفِ مُنْقَعا
تَجَرَّعْتُها مِنْ بَعْدِ مَعْنٍ بموته
لأَعْظَم منها ما احْتَسَى وتَجَرَّعَا
ومِنْ عَجَبٍ أَنْ بِتَّ بالرُّزْءِ ثَاوياً
وبِتُّ بما خَوَّلْتَني مُتَمَتِّعا
ولو أنَّني أَنْصَفْتُكَ الوُدَّ لم أَبِتْ
خِلاَفَكَ حَتَّى نَنْطَوِي في الرَّدَى معا

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020

قصيدة انا الغريق اللي غرق في بحركم

خاطرة مسعد


أنا الغريق اللي غرق في بحركم

غرقان من حبك ومالي مجاديف


يا عارفين الحب  وجهة نظركم

أنتم هواي وخاطري يتبع الريف


كم واحدٍ غامر ولاقى خطركم

في زحمة العشاق ماله معاريف


يا ويله اللي عاشقٍ ما عرفكم

ماله شوير وجاهلٍ  بالتصاريف


ياليتني جارٍ لكم في ضعنكم

حتى أني أقراء كتبكم بالتواليف


و أشوف حيٍ غايته مع عربكم

ياقف مع اللي يكثرون التواقيف


يا سعد من هو زار والا عزمكم

و الرزق عند الله وسيع المحاريف


يقوله :: اللي بالمحبه غمركم

رزقه حلال ولا يفك المظاريف


مسعد المطيري

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2020

بيت عن مئة بيت

 يُقْضَى عَلَى المَرْءِ فِي أَيّامِ مِحْنَتِهِ

حَتّى يَرَى حَسَنًا مَا لَيْسَ بِالحَسَنِ

ابراهيم بن المنذر

الجمعة، 16 أكتوبر 2020

كم واحد له غاية ما هرجها

الله من هم بروحي سهجها *** بخافي ضميري في كنين الحشا لاج

احر من نار تواقد وهجها *** منها خطر روحي على سلك ديباج

وعين عسى المولى يعجل فرجها *** يفوح ناظرها كما عين هداج

استرسلت للدمع من مارهجها *** غيظ يكض عبارها مثل الامواج

كم واحد له غاية ماهرجها *** يكنها لو هو للادنين محتاج

يخاف من عوجا طوال عوجها *** هرجت قفا يركض بها كل هراج

يقضب عليك المخطيه من حججها *** حلو نباه وقلبه اسود من الصاج

الله خلق دنيا وساع فججها *** وعما يريب القلب لك كم منهاج

والرجل وان شطت لياليك سجها *** عسس تواليها تبشر بلافراج

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...