ابو الاسود وزوجته وأبنهما والحكم العادل
كان ابو الاسود الدؤلى من اكبر الناس عند معاوية بن ابى سفيان واقربهم مجلسا
وكان لا ينطق الا بعقل ولا يتكلم الا بعد فهم
فبينما هو ذات يوم جالسا وعنده
وجوه قريش واشراف العرب اذ
اقبلت امراة ابى الدؤلى حتى حاذت معاوية وقالت:
السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة الله وبركاته
ان الله جعلك خليفة فى البلاد ورقيبا على العباد
يستسقى بك المطر ويستثبت بك الشجر وتؤلف بك الاهواء
ويامن بك الخائف ويردع بك الجانف
فانت الخليفة المصطفى والامام المرتضى
فاسال الله لك النعمة فى غير تغيير والعافية من غير تعذير
لقد ألجأنى اليك يا امير المؤمنين امر ضاق على فيه
المنهج وتفاقم على فيه المخرج
لامر كرهت عاره
لما خشيت اظهاره
فلينصفنى امير المؤمنين من الخصم فانى
اعوذ بعقوبته من العار الوبيل والامر الجليل
الذى يشتد على الحرائر ذوات البعول الاجائر………
فقال لها معاوية:
ومن بعلك هذا الذى تصفين من امره المنكر ومن فعله المشهر
فقالت:
هو ابو الاسود الدولى
فالتفت اليه فقال:
ياابا الاسود ما تقول هذة المراة
قال ابا الاسود:
هى تقول الحق بعضا ولن يستطيع احد عليها نقضا
اما ما ذكرت من طلاقها فهو حق وانا
مخبر امير المؤمنين عنه بالصدق
والله يا امير المؤمنين ما طلقتها عن ريبة ظهرت
ولا لاى هفوة حضرت
ولكنى كرهت شمائلها فقطعت عنى حبائلها
فقال معاوية:
واى شمائلها يا ابا الاسود كرهت؟
قال يا امير المؤمنين انك مهيجها على بجواب عتيد
ولسان شديد فقال له معاوية لا بد لك من محاورتها فاردد عليها قولها عند
مراجعتها
فقال ابو الاسود يا امير المؤمنين انها كثيرة الصخب دائمة الذرب مهينة للاهل موذية
للبعل مسيئة الى الجار
مظهرة للعار ان رات خيرا كتمته وان رات شرا اذاعته.
فقالت:
والله لولا مكان امير المؤمنين وحضور من حضر من المسلمين
لرددت عليك بوادر كلامك بنوافذ اقرع كل سهامك وان كان لا يجمل بالمرأة الحرة
ان تشتم بعلا ولا ان تظهر لاحد جهلا..
فقال معاوية:
عزمت عليك لما اجبته
فقالت:
يا امير المؤمنين ما علمته الا سؤولا جهولا ملحا بخيلا
ان قال فشر قائل وان سكت فذودغائل
ليث حين يامن وثعلب حين يخاف
شحيح حين يضاف ان ذكر الجود
انقمع لما يعرف من قصر شانه ولؤم ابائه
ضيفه جائع وجاره ضائع
لا يحفظ جارا ولا يحمى ذمارا ولا يدرك ثارا
اكرم الناس عليه من اهانه
واهونهم عليه من اكرمه
فقال معاوية :
سبحان الله لما تاتى به هذة المراة من السجع
فقال ابو الاسود:
اصلح الله امير المؤمنين انها مطلقة ومن اكثر كلاما
من مطلقة..
فقال لها معاوية اذا كان رواحا فتعالى افصل بينك وبينه بالقضاء
..فلما الرواح جاءت ومعها ابنها قد احتضنته فلما راها ابو الاسود قام اليها لينتزع ابنه
منها فقال له معاوية:
يا ابا الاسود لا تعجل المراة ان تنطق بحجتها
قال:يا امير المؤمنين انا احق بحمل ابنى منها..
فقال له معاوية:
يا ابا الاسود دعها تقل.. فقال:
ياامير المؤمنين حملته قبل ان تحمله
ووضعته قبل ان تضعه
فقالت:صدق والله يا امير المؤمنين حمله خفا وحملته ثقلا
ووضعه بشهوة ووضعته كرها ان بطنى لوعاؤه وان ثدى لسقاؤه وان حجرى لفناؤه
فقال معاوية:سبحان الله لما تاتين به
فقال ابو الاسود:انها تقول ابيات من الشعر فتجيدها
فقال معاوية:انها قد غلبتك فى الكلام فتكلف لها ابياتنا لعلك تغلبها.. فانشا ابو الاسود يقول:
مرحبا بالتى تجور علينا,,, ثم سهلا بالحامل المحمول
اغلقت بابها على وقالت,,,,,,, ان خير النساء ذات البعول
شغلت نفسها على فراغا,,,,,,,, هل سمعتم بالفارغ المشغول
فاجابته وهى تقول:
ليس من قال بالصواب وبالحمق…. كمن جار على منار السبيل
كان ثدى سقاؤه حين يضحى……… ثم حجرى فناؤه بالاصيل
لست ابغى بواحدى يا بن حرب……. بدلا ما علمته والخليل
فقال معاوية:
ليس من غذاه حينا صغيرا…. سقاه من ثديه بخذول
هى اولى به واقرب رحما……. من ابيه بالوحى والتنزيل
ام ما حنت عليه وقامت…… هى اولى بحمل هذا الضئيل
………..
فقضى لها معاوية عليه واحتملت ابنها وانصرفت……..
,,,,,,, من كتاب بلاغات النساء,,,,,,,,
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من أختيارات أخوكم مسعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق