الخميس، 5 سبتمبر 2024

مواعيد عرقوب قصة المثل

 يحكى أنه كان هناك رجل يهودي من يثرب يضرب به المثل في الكذب، وخلف الوعود، وفي مرة أتاه أخوه في طلب له، فقال له عرقوب، وقد كان لديه نخلة يزرعها: حينما تثمر النخلة سأعطيك طلعها، فلما أثمرت النخلة عاد أخوه إليه مرة ثانية يطلب ما وعده به عرقوب، فما كان من عرقوب الكذاب إلا أن قال له دعها حتى تصير بلحاً.

فلما أبلحت رجع إليه الأخ مرة ثالثة يسأله عما وعده به، فماطل عرقوب أخاه قائلاً: له دعها حتى تصير زهواً، فانصرف أخوه وعاد لما زهت يسأله عن ثمر النخلة، فقال له عرقوب: دعها حتى تصير رطباً، وانتظر الأخ مرة أخرى، ولما أرطبت الثمار ذهب يطلبها، ولكن عرقوب الماكر طلب منه أن يدعها حتى تصير تمراً، فلم يملك الأخ سوى الانتظار حتى يأتي عرقوب بما وعد، ولكنها لما أتمرت، صعد إليها عرقوب ليلاً، وجمع تمرها، ولما عاد الأخ لم يجد في النخلة شيئاً.

وبعدها صار عرقوب مضرباً للمثل بوعده أخاه وأخلف أكثر من مرة، فهو لم يخلف لأمر خارج عن يده، بل عمد إلى ذلك وقصد الخلف بالوعد، ومن الشعراء من قال عنه:

أمنجزٌ أنتمُ وعداً وثقت به * 

أم اقتفيتم جميعاً نهجَ عرقوب

وقال كعب بن زهير:

صارت مواعيد عرقوب لها مثلاً *

وما مواعيدها إلا الأباطيل

فليس تنجز ميعاداً إذا وعدت *

 إلا كما يمسك الماءَ الغرابيلُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...