لما قدم وفد إياد على النبي ﷺ قال: « يا معشر وفد إياد ما فعل قس بن ساعدة الإيادي ».
قالوا: هلك يا رسول الله.
قال: « لقد شهدته يوما بسوق عكاظ على جمل أحمر يتكلم بكلام معجب مونق لا أجدني أحفظه ».
فقام إليه أعرابي من أقاصي القوم فقال: أنا أحفظه يا رسول الله.
قال: فسر النبي ﷺ بذلك قال: فكان بسوق عكاظ على جمل أحمر وهو يقول:
يا معشر الناس اجتمعوا فكل من فات فات، وكل شيء آت آت، ليل داج، وسماء ذات أبراج، وبحر عجاج، نجوم تزهر، وجبال مرسية، وأنهار مجرية، إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا، ما لي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون، أرضوا بالإقامة فأقاموا، أم تركوا فناموا، أقسم قس بالله قسما لا ريب فيه إن لله دينا هو أرضى من دينكم هذا، ثم أنشأ يقول:
قس بن ساعدة الإيادي
في الذاهِبينَ الأَوَّلي
نَ مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر
لَمّا رَأَيتُ مَوارِداً
لِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر
وَرَأَيتُ قَومي نَحوَها
تَمضي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر
لا يَرجِعُ الماضي وَلا
يَبقى مِنَ الباقينَ غابِر
أَيقَنتُ أَنّي لا مَحا
لَةَ حَيثُ صارَ القَومُ صائِر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق