الخميس، 1 أغسطس 2024

قصيدة دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ: يَرْثِي أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ

 قَالَ دُرَيْدُ بْنُ الصِّمَّةِ:

يَرْثِي أَخَاهُ عَبْدَ اللَّهِ
أَرَثَّ جَــدِيــدُ الْـحَـبْــلِ مِــــنْ أُمِّ مَـعْــبَــدِبِـعَـاقِــبَــةٍ وَأَخْــلَــفَــتْ كُــــــلَّ مَـــوْعِــــدِ
وَبَـانَــتْ وَلَـــمْ أُحْـمِــدْ إِلَـيْــكَ جِـوَارَهَــاوَلَـــمْ تَـــرْجُ فِـيـنَـا رِدَّةَ الْـيَــوْمِ أَوْ غَــــدِ
أَعَـــاذِلَ إِنَّ الـــرُّزْءَ فِــــي مِــثْــلِ خَــالِــدٍوَلاَ رُزْءَ فِـيـمَـا أَهْـلَــكَ الْـمَــرْءُ عَــــنْ يَــــدِ
وَقُـلْــتُ لِـعَــرَّاضٍ وَأَصْـحَــابِ عَــــارِضٍوَرَهْـطِ بَنِـي السَّـوْدَاءِ وَالْقَـوْمُ شُهَّـدي
عَـلانِــيَــةً ظُــنُّـــوا بــألــفَــيْ مُـــدَجَّـــجٍسَـرَاتُـهُــمُ فـــــي الـفــارِسِــيِّ الـمُــسَــرَّدِ
أمَـرْتُـهُــمُ أَمْـــــرِي بِـمُـنْـعَــرَجِ الــلِّـــوَىفلَمْ يَسْتَبِينُوا الرُّشْـدَ إلا ضُحَـى الغَـدِ
فلمَّـا عَصَوْنـي كـنْـتُ منـهُـمْ وقــد أرَىغِـوَايَـتَـهُــمْ وأنَّـــنـــي غـــيـــرُ مُــهــتَــدِ
ومَـــا أنَــــا إلا مــــن غَــزِيَّــةَ إنْ غــــوَتْغــوَيْــتُ وإنْ تَــرشُــدْ غــزَّيَـــةُ أَرْشُـــــدِ
وإنْ تُعـقِـبِ الأيـــامُ والـدهــرُ تعـلـمُـوابَـنــي قــــاربٍ أنَّــــا غِــضَــابٌ بِـمَـعْـبَـدِ
تَـنـادَوْا فَقـالُـوا أَرْدَتِ الـخَـيْـلُ فـارِسًــافــقُــلــتُ أَعَـــبْـــدُ اللهِ ذِلِـــكـــمُ الــــــرَّدِي
وإِنْ يَـــــكُ عَــبْـــدُ اللهِ خَــلَّـــى مَـكَــانَــهُفَـمَــا كَـــانَ وَقَّـافًــا ولا طــائــشَ الــيَــدِ
ولا بـــرِمًـــا إذَا الـــريــــاحُ تَــنَــاوَحَـــتْبِـرَطْـبِ العِـضَـاهِ وَالـضَّـرِيـعِ المُـعَـضَّـدِ
كَمِـيـشُ الإِزَارِ خـــارِجٌ نِـصْــفُ سَـاقِــهِصَـبُـورٌ عـلَــى الـعَــزَّاءِ طَـــلاَّعُ أنْـجُــدِ
رَئــيـــسُ حُـــــرُوبٍ لا يَــــــزَالُ رَبــيــئَــةًمُشِيحًا عَلَى مُحْقَوْقِـفِ الصُّلْـبِ مُلْبَـدِ
صَـبُــورٌ عـلــى رُزْءِ المَـصَـائِـبِ حـافِــظٌمِـنَ اليَـوْمِ أَدْبَــارَ الأحَـادِيـثِ فِــي غَــدِ
صَبَا ما صَبَا حتَّى عَلا الشَّيْـبُ رَأْسَـهُفـلـمَّــا عــــلاهُ قــــالَ لـلـبـاطِــلِ ابْــعُـــدِ
وهَـــوَّنَ وَجْـــدِي أنَّـنِــي لَـــمْ أقُـــلْ لَـــهُكَـذَبْـتَ ولَــمْ أَبْـخَـلْ بِـمَـا مَلَـكَـتْ يَـــدِي
وكُـــنْـــتُ كـــأَنِّـــي واثِــــــقٌ بِــمُــصَــدَّرٍيُـمـشِّـي بـأَكْـنَـافِ الحَـبِـيـبِ فَـمَـحْـتِـدِ
غَــــدَاةَ دَعَــانـــي والــرِّمَـــاحُ يَـنُـشْـنَــهُكوَقْعِ الصَّيَاصِي فـي النَّسِيـجِ المُمَـدَّدِ
وكُـنْـتُ كَـــذَاتِ الـبَــوِّ رِيـعَــتْ فَأَقْـبَـلَـتْإلــى جِــذَمٍ مِــن مَـسْـكِ سَـقْــبٍ مُـجَـلَّـدِ
فطَاعَنْـتُ عـنـهُ الخَـيْـلَ حـتَّـى تَـبَـدَّدَتْوحـتَّـى عَـلانـي حـالِـكُ الـلَّـوْنِ أَسْــوَدُ
طِـعَـانَ امْـــرِئٍ آسَـــى أخَـــاهُ بنَـفْـسِـهِوأَعْـــلَـــمُ أنَّ الـــمَــــرْءَ غَـــيْــــرُ مُــخــلَّـــدِ
وهَــــوَّنَ وَجْــــدِي أنَّــمَــا هُــــوَ فَـــــارِطٌأمَـامِــي وأنِّــــي وارِدُ الــيــومِ أو غَــــدِ
وغَـــارَةٍ بــيــنَ الــيــومِ والـلَّـيْــلِ فَـلْـتَــةٍتَـدَارَكْـتُـهَــا رَكْــضًـــا بِـسِــيــدٍ عَـــمَـــرَّدِ
سَلِيمِ الشَّظَا عَبِلِ الشَّوَى َشنِجِ النَّسَاطَــوِيــلِ الــقَــرَا نَــهْــدٍ أَسِــيــلِ الـمُـقَـلَّـدِ
ويُـخـرِجُ مِـنـهُ صَــرَّةُ الـقــومِ مَـصْـدَقًـاوطـــولُ الـسُّــرَى دُرِّيَّ عَـضْــبٍ مُـهَـنَّـدِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...