الجمعة، 28 يونيو 2024

قصيدة ذو الأصبع العدواني لي ابن عم

 اسمه حرثان، وهو من بني الظرب بن عمرو من بني يشكر بن عدوان، وإنّما كان لقبه ذو الاصبع: قيل إن حيّة نهشت إبهام قدمه فقطعها، وقيل بل كانت له إصبع زائدة في رجله. وكان ذو الاصبع فارسا معدودا فكانت له وقائع مشهورة. وقد أسنّ جدّا حتى خرف، وكانت وفاته نحو عام 25 ق. ه‍. (595 م).

ذو الاصبع من قدماء الشعراء في الجاهلية، وهو شاعر وجداني أكثر شعره في الفخر والحماسة والحكمة، وله شيء من الطرد (في وصف السهام خاصة). وشعره سهل التركيب ظاهر المعاني. وله وصاة إلى ابنه أسيد في نثر جيد.
- المختار من شعره:
كان فرعا بني عدوان (بنو ناجي بن يشكر وبنو عوف بن سعد) مختلفين يتقاتلان حتى كادا أن يتفانيا. وكان لذي الاصبع ابن عم يعاديه ويؤلّب عليه الاعداء. فقال ذو الاصبع يلوم قومه ويقرّع ابن عمه في شيء من الفخر بنفسه وخلقه ومن التهكّم على ابن عمه وقوم ابن عمه:
لي ابن عمّ، على ما كان من خلق... مختلفان: فأقليه ويقليني(1)
أزرى بنا أننا شالت نعامتنا... فخالني دونه، بل خلته دوني (2) 
لاه ابن عمك، لا أفضلت في حسب... عنّي، ولا أنت ديّاني فتخزوني (3) 
ولا تقوت عيالي يوم مسغبة... ولا بنفسك في العزّاء تكفيني (4) 
فان ترد عرض الدنيا بمنقصتي... فان ذلك ممّا ليس يشجيني(5)
لو لا أواصر قربى لست تحفظها... ورهبة اللّه في من لا يعاديني 
اذن بريتك بريا لا انجبار له... إنّي رأيتك لا تنفكّ تبريني 
إن الذي يقبض الدنيا ويبسطها... إن كان أغناك عنّي سوف يغنيني
ما ذا عليّ، وإن كنتم ذوي رحمي... ألاّ أحبّكم إن لم تحبّوني 
لو تشربون دمي لم يرو شاربكم... ولا دماؤكم جمعا تروّيني
يا عمرو، إلاّ تدع شتمي ومنقصتي... أضربك حتّى تقول الهامة: اسقوني (6)
عنّي إليك: فما أمّي براعية... ترعى المخاض، ولا رأيي بمغبون (7)
إنّي أبيّ أبّيّ ذو محافظة... وابن أبيّ أبيّ من أبيّين
عفّ يئوس: إذا ما خفت من بلد... هونا، فلست بوقّاف على الهون
كلّ امرئ صائر يوما لشيمته... وان تخلّق أخلاقا إلى حين
إنّي، لعمرك، ما بابي بذي غلق... عن الصديق، ولا خيري بممنون
ولا لساني على الادنى بمنطلق... بالفاحشات، ولا فتكي بمأمون
وأنتم معشر زيد على مائة... فأجمعوا أمركم طرّا فكيدوني (8)
فإن علمتم سبيل الرشد فانطلقوا... وإن جهلتم سبيل الرشد فأتوني
______________________
1) قلاه يقليه: كرهه، أبغضه.
2) أزرى بنا: عابنا، نقص من قدرنا. شالت نعامتنا: افتقرنا، تفرق أمرنا. بل خلته دوني (غ 3:104). في المفضليات: وخلته دوني.
3) لاه: للّه، ما أحسنه! الديان: القاضي الحاكم في أعمال الناس. تخزوني: تحملني بالقهر على ما تريد.
4) المسغبة: الجوع. العزاء: السنة الماحلة الشديدة.
5) إذا كنت لا تستطيع أن تكسب عيشك إلا بذمي والانتقاص مني فافعل، فان ذلك حينئذ لا يحزنني.
6) زعم الجاهليون أن الرجل إذا قتل ولم يؤخذ بثأره خرجت من رأسه هامة (طائر خرافي)، تظل تصيح: «اسقوني (دما)» حتى يؤخذ بثأره. (يقصد الشاعر: أقتلك ولا يؤخذ بثأرك).
7) عني اليك: دعني، اعلم مني. المخاض: النياق الصغيرة...
8) زيد على مائة: أكثر من مائة. كاده: مكر به.

قصيدة العباس بن الأحنف. أبكي الذين أذاقوني مودتهم

 أَبكي الَّذينَ أَذاقوني مَوَدَّتَهُم

حَتّى إِذا أَيقَظوني لِلهَوى رَقَدوا

وَاِستَنهَضوني فَلَمّا قُمتُ مُنتَصِباً

بِثِقلِ ما حَمَّلوا مِن وُدِّهِم قَعَدوا

جاروا عَلَّيَ وَلَم يوفوا بِعَهدِهِمُ

قَد كُنتُ أَحسَبُهُم يوَفونَ إِن عَهِدوا

لَأَخرُجَنَّ مِنَ الدُنيا وَحُبُّكُمُ

بَينَ الجَوانِحِ لَم يَشعُر بِهِ أَحَدُ

أَلفَيتُ بَيني وَبَينَ الهَمِّ مَعرِفَةً

لا تَنقَضي أَبَداً أَو يَنقَضي الأَبَدُ

حَسبي بِأَن تَعلَموا أَن قَد أَحَبَّكُمُ

قَلبي وَأَن تَسمَعوا صَوتَ الَّذي أَجِدُ





الأربعاء، 26 يونيو 2024

من أيام العرب يوم الصفقة على بني تميم

 وشد رجل من بنى تميم يقال له عبيد بن وهب على سلسلة الباب فقطعها وخرج فقال:

تذكرت هندا لات حين تذكر * تذكرتها ودونها سير أشهر 

حجازية علوية حل أهلها * مصاب الخريف بين زور ومنور

 ألا هل أتى قومي على النأي انني * حميت ذمارى يوم باب المشقر 

ضربت رتاج الباب بالسيف ضربة * تفرج منها كل باب مضبر 

وكلم هوذة بن علي الحنيفي 

 (المكعبر  ) يومئذ في مائة من أسرى بنى تميم فوهبهم له يوم الفصح فأعتقهم ففي ذلك يقول 

الأعشى 

سائل تميما به أيام صفقتهم * لما أتوه أسارى كلهم ضرعا 

وسط المشقر في غبراء مظلمة * لا يستطيعون بعد الضر منتفعا فقال للملك أطلق منهم مائة * رسلا من القول مخفوضا وما رفعا ففك عن مائة منهم إسارهم * وأصبحوا كلهم من غلة خلعا 

بهم تقرب يوم الفصح ضاحية * يرجوا لاله بما أسدى وما صنعا 

فلا يرون بذا كم نعمة سبقت * إن قال قائلها حقا بها وسعا 

يصف بنى تميم بالكفر لنعمته * قال فلما حضرت وهرز الوفاة 


وذلك في آخر ملك أنوشروان دعا بقوسه ونشابه ثم قال أجلسوني فأجلسوه فرمى وقال انظروا حيث وقعت نشابتى فاجعلوا ناؤوسى هناك فوقعت نشابته من وراء الدير وهى الكنيسة التي عند نعم وهى تسمى اليوم مقبرة وهرز فلما بلغ كسرى موت وهرز


،،،


كان الملك هوذة بن علي يخفر قوافل كسرى عند مرورها بديار بني حنيفة فياليمامة في نجد ، وهي في طريقها إلى نجران واليمن، وكان يتردد إلى كسرىفي مجلسه، ويزوره في المهماتوفي إحدى هذه الزيارات أكرمه كسرى،وكساه قباء ديباج منسوج بالذهب واللؤلؤ، وقلنسوة مزينة بالدر والجواهر،فكان يلبسها؛ لذلك سمي ذا التاج ، واشتهر حديث هوذة مع كسرى حين سألهعن أولاده، وأيهم أحب إليه، فقال: «غائبهم حتى يقدم، وصغيرهم حتى يكبرومريضهم حتى يبرأ» ، وشارك هوذة في وقائع قومه وأيامهم في الجاهلية،وخاصة مع بني تميم في يوم الصفقة، فقد أقنع الفرس بأخذ ما يعطى لبنيتميم مقابل حمايتهم لقوافل كسرى في ديارهم، على أن يرافق القوافلويحميها حتى وصولها إلى نجران، وعندما علم بنو سعد من تميم بما فعله،اعترضوا القافلة، وقتلوا حاميتها من الفرس وسلبوها، وأسروا هوذة، فافتدىنفسه بثلاثمئة بعير، وأحسن أمر من بقي من الحامية الفارسية، وانطلق بهمإلى كسرى، وأخبره بما حصل، فضم إليه كسرى جيشاً من الأساورة، واستطاعهوذة بمكيدة دبرها الإيقاع ببني تميم في يوم الصفقة، فقد كانت عداوته لهمشديدة، لقتلهم والده ولأسره، وعبر عن هذه العداوة بقوله لكسرى: «بينيوبينهم حساء الموت».[5]



N


فيصل ركن التاريخ


وكلم هوذة بن علي الحنيفي 


https://youtu.be/ZFRRvTxfQCo?si=bVYlHcE7Ai34CUPr

قصص من الخيال الغول و العنقاء

  الغول والعنقاء والخل الوفي 3 دقائق للقراءة قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احت...