الثلاثاء، 30 أبريل 2024

قصة. و قصيدة سحيم بن و ثيل الرياحي

 1



قال سحيم بن وثيل الرياحي أحد بني حميري*

1: أَنَـا ابـنُ جَــلَا وطَــلَّاعُِ الثَّنَـايَـامـتَـى أضَــعِ العِمـامَـةَ تَعرِفُـونـي
2: وَإِنَّ مَـكَـانَـنَـا مِــــنْ حِـمْــيَــرَيٍّمَكَـانُ اللَّـيْـثِ مِــنْ وَسَــطِ الْعَـرِيـنِ
3: وإنــي لا يـعــود إلـــى قـرنــيغـــــداة الــغـــب إلا فـــــي قــريـــن
4: بــذي لـبـد يـصـد الـركـب عـنـهولا تـــوتـــى فـريـســتــه لــحــيـــن
5: عذرت البزل إذ هي خاطرتنـيفـمـا بـالــي وبـــال ابـنــي لـبــون
6: ومــاذا يــدري الشـعـراء مـنـيوقــــد جـــــاوزت رأس الأربـعــيــن
7: أخو خمسين مجتمعـا أشـديونـجــذنــي مـــــداورة الــشـــؤون
8: فــإن علالـتـي وجــراء حـولـيلـذو شـق علـى الـضـرع الظـنـون
9: سأحيي ما حييت وإن ظهريلـمـسـتـنـد إلـــــى نــضـــد أمـــيـــن
10: كريم الخال من سلفي ريـاحكنصـل السـيـف وضــاح الجبـيـن
11: فــإن قناتـنـا مـشـظ شظـاهـاشــديــد مــدهــا عــنـــق الـقــريــن


قال الأصمعي: حدثنا رجل من بني رياح قال: جاء رجل إلى الأخوص والأبيرد (1)، وهما من ولد عتاب بن هرمي. يطلب هناء. فقالا: إن بلغت 
* ترجمته: هو سحيم بن وثيل بن أعيقر بن أبي عمرو بن إهاب بن حميري بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك ابن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. شاعر مخضرم، عاش في الجاهلية 40 سنة وفي الإسلام 60 سنة. وهو صاحب القصة المشهورة في المعاقرة، وذلك أن أهل الكوفة أصابتهم مجاعة فخرج أكثر الناس إلى البوادي، فعقر غالب بن صعصعة، والد الفرزدق، لأهله ناقة صنع منها طعامًا، وأهدى منه إلى ناس من تميم، فأهدى إلى سحيم جفنة، فكفأها وضرب الذي أتى بها، ونحر لأهله ناقة. ثم تفاخرا في النحر حتى نحر غالب مائة ناقة، ولم تكن إبل سحيم حاضرة، فلما جاءت نحر ثلاثمائة ناقة. وكان ذلك في خلافة علي بن أبي طالب، فمنع الناس من أكلها وقال: «إنها مما أهل لغير الله به» وقد صدق. فجمعت لحومها على كناسة الكوفة، فأكلها الكلاب والعقبان والرخم. والقصيدة مفصلة في النقائض 414  418 و625  626 و1070  1071 والأمالي 3: 52  54 ومعجم البلدان 5: 395 والخزانة 1: 461  463 وأشار إليها في الإصابة 3: 164 واللسان 5: 270. و«حسيم» تصغير «أسحم» وهو الأسود. و«وثيل» بفتح الواو، من الوثالة وهي الرجاجة. وضبطه الحافظ في الإصابة والسيوطي في شواهد المغني بالتصغير، وهو خطأ.
جو القصيدة: كان سحيم شيخًا قد بلغ السن، والأخوص والأبيرد شابين يافعين، فتحدياه
(1) «الأخوص» بالخاء المعجمة، ويكتب خطأ في كثير من المراجع بالمهملة. وهو لقبه واسمه: زيد بن عمرو بن عتاب بن هرمي بن رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن عمرو بن تميم. شاعر فارس. و«الأبيرد» هو ابن المعذر بن قيس بن عتاب بن هرمي، شاعر مقل حسن.
--- سحيم بن وثيل ببيتا وأتيتنا بجوابه؟ قال: نعم، هاتياه. فأنشداه:
إن بداهتي وجراء حولي.......لذو شق على الحطم الحرون *
فلما أنشده إياه أخذ عصاه وجعل يهدج في الوادي ويقول أنا ابن جلا وطلاع الثنايا يقال للنافذ في الأمور «طلاع الثنايا» و«طلاع أنجد». «جلا» بارز منكشف.
في الشعر، فأحفظه ذلك وقال هذه الأبيات، يقارع بها هذا التحدي، ويفخر بأبيه وعشيرته، وبشجاعته. وهو في الأبيات 5  8 يهزأ بهما وبسنهما، ويعتز بالحنكة التي أفادها في سن الخمسين.
تخريجها: هي برقم 76 في طبعة أوربة. والبيت الأول منها مشهور معروف، تمثل به الحجاج على المنبر في أول خطبة له حين ولى العراق. والقصيدة في الخزانة 1: 123  130 عدا البيت 9 وفيها 3 أبيات زائدة، وكذلك في شواهد المغني 157. والبيات 1، 2، 5، 6 في الجمحي 191. والأبيات 1، 10، 4، 6، 7 في حماسة البحتري 13. والأبيات 1، 6، 7 في الإصابة 3: 164 والسمط 558 والعيني 1: 193. والبيت 1 في البيان للجاحظ 2: 246 والأمالي 1: 246 والاشتقاق 138 والجمهرة 3: 228 وابن السكيت 474 واللسان 18: 165 والعيني 4: 356. والبيتان 5، 6 في الموشح 22، 132. والبيت 6 في المخصص 14: 5. وعجز البيت 6 في شرح الحماسة 4: 98. والبيتان 6، 7 في الموشح 24 واللسان 18: 279. وصدر البيت 7 وعجز 6 في الموشح 280. والبيت 7 في الجمهرة 2: 73 والكنز اللغوي 161 والخزانة 1: 78 واللسان 5: 383. والبيت 11 في شرح الحماسة 3: 81 واللسان 9: 343. وقد خلط بعض الرواة والمخرجين بين هذه القصيدة وقصيدة المثقب العبدي (المفضلية 76)، كما أشرنا إليه في شرحها، فانظر مثلاً العيني 1: 193، 488 و4: 149، 356.
(1) ابن جلا: يعني أنا ابن الواضح المكشوف. يقال للرجل إذا كان على الشرف لا يخفى مكانه «هو ابن جلا». و«طلاع الثنايا» بالخفض صفة لأبيه، وبالرفع على أنه من صفته، كأنه قال «وأنا طلاع الثنايا»، وهي جمع «ثنية» وهو الطريق في الجبل. أراد بذلك أنه جلد مغالب للصعوبات. تعرفوني: قال ثعلب: العمامة تلبس في الحرب وتوضع في السلم. وقال التبريزي: أي متى أسفر وأحدر اللثام عن وجهي تنظروا إلي فتعرفوني. 
* «البداهة» أول جرى الفرس. وهي أيضًا أول كل شيء وما يفجأ منه. فيقال لأول جرى الفرس بداهته، والذي يكون بعده علالته. «الحطم» بضم ففتح: هو العسوف العنيف. «الحرون» أصله: الفرس الذي لا ينقاد، إذا اشتد به الجري وقف.
حميري بن رياح بن يربوع.
«الغب»: أن تشرب الإبل يوما ثم تترك يوما. وهو هنا معاودة قرنه إليه في اليوم الثاني. أي إذا قاومني يوما وعاودني من الغد.
أي إذا افترس شيئًا لم يتبعه أحد إلى موضع فريسته إلا بعد حين.
يدري: يختل، والادراء: الختل. أي قد كبرت وتحنكت.
نجذني: حنكني وعرفني الأشياء. منجذ: محنك. مداورة: معالجة. الشؤون: الأمور. 
(3) القرين: المقارن والمصاحب. و«في» بمعنى «مع». أراد أن قرنه لا يقاومه من الغد إلا مستعينًا بغيره.
(4) بذي لبد: يعني بأسد، اراد به من استعان به قرنه. «توتى: تؤتى» سهل الهمزة. 
(5) البزل: جمع «بازل» وهو البعير المسن. خاطرتي: راهنتي، من «الخطر» وهو الشيء الذي يتراهن عليه. ابن اللبون: ولد الناقة إذا استكمل الثانية ودخل في الثالثة. يقول: إذ راهنني الشيوخ عذرتهم لأنهم أقراني، وأما الشبان فلا مناسبة بيني وبينهم. وأراد بابني لبون الأخوص والأبيرد فإنهما طلبا مجاراته في الشعر.
(6) الأربعين: روى بكسر النون، والأصل فتحها، قال ابن السكيت: كسر نون الجمع لأن القوافي مخفوضة. ولها توجيهات أخر، انظر شرح ابن يعيش على المفصل 5: 11  14 والأشموني 1: 120. ورواه المرزباني في الموشح بفتح النون وجعله مثلا للإقواء 22، 132.
(7) مجتمعًا: في طبعة أوربة «مجتمع» وهي توافق بعض الروايات. أشد: جمع «شدة» كنعمة وأنعم، كما ذهب إليه سيبويه وابن جني، ومن وراء ذلك خلاف. واجتماع الأشد عبارة عن كمال القوى في البدن والعقل.
العلالة: أن تحلب الناقة ثم... يقول: الذي بقى مني على الكبر [جري]* شديد. الضرع: الصغير السن. الظنون: الذي لا يوثق بما عنده.
يقال «مسست شيئًا فمشظت يدي»، وهو أن تمس جذعًا فيعلق في يدك شيء من شظاه 
(8) العلالة: في تفسيرها بياض في الأصل. وفي اللسان: «أن تحلب الناقة أول النهار وآخره. وتحلب وسط النهار، فتلك الوسطى هي العلالة». الجراء، بكسر الجيم، المجاراة، مصدر «جاراه» أي جرى معه. الشق: المشقة. الضرع: بفتح الراء فقط، وضبطها الشنقيطي بخطه مرتين بكسرها. وهذا تعريف بأن في الأخوص والأبيرد ضعفًا فلا يقدران على مجاراته وإن كان شيخًا. وبيته يشبه البيت الذي تحدياه به.
(9) النضد، بفتح الضاد: السرير ينضد عليه المتاع والثياب.
(11) مشظ شظاها: مثل لامتناع جانبه. أي لا تمس قناتنا فينالك منها أذى، وإن قرن بها أحد مدت عنقه وجذبته فذل، كأنه في حبل يجذبه. قاله في اللسان. «عنق» مفعول للمصدر «مدها».
(*) كلمة «جرى» ترك موضعها بياضًا في خط الشنقيطي، وزدناها لتعينها في موضعها.

الاثنين، 29 أبريل 2024

قصيدة الشافعي. ما في المقام لذي عقل

  ما في المقامِ لذي عقلٍ وذي أدبِ

مِنْ رَاحَةٍ فَدعِ الأَوْطَانَ واغْتَرِبِ

سافر تجد عوضاً عمَّن تفارقهُ

وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَ الْعَيْشِ فِي النَّصَبِ

إني رأيتُ وقوفَ الماء يفسدهُ

إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ

والأسدُ لولا فراقُ الأرض ما افترست

والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً

لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ

والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَىً في أَمَاكِنِهِ

والعودُ في أرضه نوعً من الحطب

فإن تغرَّب هذا عزَّ مطلبهُ

وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّ كالذَّهَبِ


الشافعي

السبت، 27 أبريل 2024

قصة ابن السكيت يموت الفتى من عثرة بلسانه

 قَالَ ثَعْلَبٌ: أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ أَعْلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِالسِّكِّيْتِ، وَكَانَ المُتَوَكِّلُ قَدْ أَلْزَمَهُ تَأْدِيْبَ وَلَدِهِ المُعْتَزِّ، فَلَمَّا حَضَرَقَالَ لَهُ ابْنُالسِّكِّيْتِ: بِمَ تُحِبُّ أَنْ تَبْدَأَقَالَ: بِالانْصِرَافِقَالَ: فَأَقُوْمُقَالَ المُعْتَزُّ: فَأَنَا أَخَفُّمِنْكَ، وَبَادَرَ، فعثر، فسقط، وَخَجِلَفَقَالَ يَعْقُوْبُ:

يَمُوْتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ ... وَلَيْسَ يَمُوْتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ

فَعَثْرَتُهُ بِالقَوْلِ تُذْهِبُ رَأْسَهُ ... وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى مَهْلِ

قصة هند بنت عتبة بن أبي ربيعة القرشي. :: موحا

 https://youtu.be/loFE9lfuIAU?si=NL-_f7U3byvOAbPv

الأربعاء، 24 أبريل 2024

قصيدة خوينا ما نصلبه بالمصالي ب

 خوينا ما نصلبه بالمصاليب .... ولا يشتكي منا دروب العزاري


هذه القصة تتحدث عن أحد عادات وسلوم العرب

وهو الوفاء بحق الخوي والمقصود بالخوي هو الرفيق المصاحب في السفر

الذي أوصى به الله في كتابه العزيز .. ( والصاحب بالجنب )



وهذه القصة حدثت في عام 1800 هجري تقريبا 
أنه كان هناك قافلة متجهة إلى الحج من أهالي المذنب وعنيزة بالقصيم ويتزعم القافلة شخص يدعى ( صالح بن رخيص ) مرت هذه القافلة على بلدة الرس فرافقهم الشاب
( محمد بن منصور الريس من الوهبة من بني تميم )
إلى الحج فلما قضوا مناسكهم وهم عائدون إلى ديارهم أصيب أحد أفراد القافلة بمرض ( الجدري ) وهو مرض خطير مميت ومعدي ،فلما أشتد عليه المرض أصبح جسده متهالك ولا يتحمل الركوب على الراحلة ولا يتحمل الحركة لأن مرض الجدري يذيب الجسم ويمزق اللحم .
فتشاور الجميع في حل موضوع هذا المصاب ، فقال بعضهم نضع له مصاليب وهي نعشا ً من العصي كالسلم يوضع على الراحلة ولكن هذا مؤلم لرجل أنهكه المرض ، وقال البعض : نضعه في عدل ونحمله عليه والعدل هو وعاء كالكيس يصنع من الصوف الخشن .
وعندها قام الشاب محمد بن منصور الريس التميمي وقال : عندي الحل وهو البقاء عنده حتى يحكم الله له بموت أو حياة ، فقال بن رخيص زعيم القافلة : لا نستطيع البقاء لأن المرض يطول ، والقافلة ليس لديها المئونة الكافية لمدة طويلة وقال لأهل القافلة : إذن أذهبوا أنتم وأنا سوف أمكث مع المصاب فإن مات دفنته وإن شفي أتيت به ، فأخذ كبير وأمير القافلة بن رخيص يشير على الشاب بعدم البقاء في هذه الجبال ( حيث أنهم بالقرب من جبل بلغه المعروف بين القصيم والمدينة المنورة ) الموحشة والصحاري القليلة الماء والكلاء فقال بن ريس مخاطبا ً لابن رخيص : هذا خوينا يا بن رخيص هذا خوينا يا بن رخيص ولما عزم بن رخيص على المغادرة وترك المريض و الشاب محمد بن منصور بن ريس التميمي نظم الشاب الشهم محمد بن منصور بن ريس قصيدته المشهورة وأرسل بها مع بن رخيص وطلب بأن يوصل القصيدة لأمه واللتي راح تسأل عن أبنها اللذي لم يصل ضمن القافلة
والقصيدة هي التي أصبحت مشهورة بين الناس والتي قال فيها :

قل هيه ألا ياشايبات المحاقيب = وأقفن من عندي إجداد الأثاري

أقفن بالرخصة كما يقفي الذيب = لاطالع الشاوي إبليل ٍ غداري

ياكن لسب أذيالهن بالعراقيب = رقاصة تبغي إبزينة تماري

يابن رخيص كب عنك الزواريب = عمارنا يابن رخيص عواري

خوينا ما نصلبه بالمصاليب = ولا يشتكي منا دروب العزاري

لزمن تجيك أمي بكبده لواهيب = تبكي ومن كثر البكا ماتداري

تنشدك باللي يعلم السر والغيب = وين ابني اللي لك خوي إمباري

قله قعد في عاليات المراقيب = في قنة ٍ ماحولها الا الحباري

يتنى خويه لين يبدي به الطيب = ولا يجيه إمن الصواديف جاري

وإن كان ماقمنا بحق المواجيب = حرم علينا لابسات الخزاري


وجلس بن ريس عند رفيقه بجبل فرقين بغار قريب من بلدة بلغة حالياً وهي بين القصيم والمدينة المنورة وقام بالصيد وإشعال النار ثم يقوم بملة رفيقه وبعد خمسين يوماً أو أكثر بدأ خويه يتعافى ولما أصبح قادراً على ركوب الذلول اتجها من بلغة إلى الرس وأستقبل بن ريس في الرس إستقبال الأبطال
وجائت والدة محمد بن منصور الريس من بين صفوف المستقبلين يقودها شعور الأمومة لاحتضان ابنها محمد وقيل أنها كانت كاشفة الوجه من شدة فرحها واحتضنت إبنها الشجاع وأخذت تعاتبه من شدة الفرح وتقول له : وين أنت يا أبا الضلعان ؟ جالس بالضلعان وأنا قلبي يتقطع عليك باليوم والليلة ومن هذه الحادثة أطلق عليه الناس أبا الضلعان ولاتزال سلالة المذكور تعرف بـ (الضلعان) إلى اليوم وهم من ساكني محافظة الرس,,, تغمده الله بواسع رحمته

قصة وقصيدة. عمر بن أبي ربيعة ليت هندا. أنجزتنا ما تعد. نكبة البرامكة

 كان هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى حدوث نكبة البرامكة، واليومنقص عليكم قصة أحد هذه الأسباب.

من هو عمر بن أبي ربيعة

هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في مكة المكرمة، وتوفي فيها.

قصة قصيدة ليت هندا أنجزتنا ما تعد

أما عن مناسبة قصيدة “ليت هندا أنجزتنا ما تعد” فيروى بأنه في يوم من الأيامعرضت جارية على الخليفة هارون الرشيد، فأعجب بجمالها، وسأل صاحبها عنسعرها، فقال له صاحبها: يا مولاي، والله إن أقسمت علي بكل يمين، ما بعتهابأقل من مائة ألف دينار، فاشتراها منه، وأرسل إلى يحيى بن خالد أن يرسل إليهبالمال من بيت المال، فبعث له يحيى بأنه لا يوجد في بيت المال مائة ألف،فبعث له الخليفة: كيف لا يوجد في بيت مالي مائة ألف؟، وعندها اضطر يحيىأن يرسلها له، ولكنه بعثها له على شكل دراهم لعله يراها كثيرة، ولا يقوم بشراءالجارية.

ووضعوها له في طريقه بينما كان خارجًا من المسجد، وعندما مر من عندهارآها، وكانت على شكل كوم، فاستكثرها، وأمر بوضعها عنده في القصر، ومنبعد ذلك أعجب بجمع المال، وأخذ يتتبع أموال بيت المال، فوجد بأن البرامكةقد استهلكوها جميعها، فبدأ يحجم عنهم أحيانًا، ويريد هلاكهم أحيانًا.


وفي ليلة من الليالي جلس وفي مجلسه رجل يقال له أبو العود، وأنشده أبوالعود قصيدة، فأعجب بها، وأمر له بثلاثين ألف درهم، وبعث به إلى يحيى بنخالد لكي يعطيه إياها، وعندما ذهب إلى يحيى ماطله، ولم يعطه إياها، وفيليلة أخرى ذكر له أبو العود ذلك الخبر، وذلك من خلال شعر عمر بن أبي ربيعة،عندما قال:

لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد

يتمنى الشاعر بأن محبوبته قد وفت له بوعدها، وشفت ما كان به من مرض.


وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد

فأخذ الخليفة يكرر قوله: إنما العاجز من لا يستبد، وفهم بأنه يقصد الثلاثينألف درهم، وبعد ذلك بفترة قصيرة حتى أخذ الخليفة البرامكة، وكانتنهايتهم.

الخلاصة من قصة القصيدة: اشترى الخليفة هارون الرشيد جارية، فبعث إلىيحيى بن خالد أن يدفع ثمنها، فأرسلها له على شكل دراهم، وعندما رآهااستكثرها، وتتبع ماله، فوجد بأن البرامكة يستهلكوه، وفي يوم أنشده أبو العودقصيدة، فأمر له بمال، ولكن يحيى لم يعطه إياه، وكان ذلك سببًا من أسبابنكبة البرامكة.



قصيدة عمر بن ابي ربيعة


لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد

وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد

وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً

إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد

زَعَموها سَأَلَت جاراتِها

وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد

أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني

عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد

فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها

حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد

حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها

وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد


غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها

حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد

وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما

حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد

طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا

مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد

سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى

تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد

وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتَ لَها

وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد

قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا مَن


شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد

نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ مِنىً

ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد

قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا

فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند

إِنَّما خُبِّلَ قَلبي فَاِجتَوى

صَعدَةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِد

إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا

إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد

حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت

عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد


كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا

ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد

قصص من الخيال الغول و العنقاء

  الغول والعنقاء والخل الوفي 3 دقائق للقراءة قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احت...