قَالَ ثَعْلَبٌ: أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ بَعْدَ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ أَعْلَمَ بِاللُّغَةِ مِنِ ابْنِالسِّكِّيْتِ، وَكَانَ المُتَوَكِّلُ قَدْ أَلْزَمَهُ تَأْدِيْبَ وَلَدِهِ المُعْتَزِّ، فَلَمَّا حَضَرَ, قَالَ لَهُ ابْنُالسِّكِّيْتِ: بِمَ تُحِبُّ أَنْ تَبْدَأَ? قَالَ: بِالانْصِرَافِ. قَالَ: فَأَقُوْمُ. قَالَ المُعْتَزُّ: فَأَنَا أَخَفُّمِنْكَ، وَبَادَرَ، فعثر، فسقط، وَخَجِلَ. فَقَالَ يَعْقُوْبُ:
يَمُوْتُ الفَتَى مِنْ عَثْرَةٍ بِلِسَانِهِ ... وَلَيْسَ يَمُوْتُ المَرْءُ مِنْ عَثْرَةِ الرِّجْلِ
فَعَثْرَتُهُ بِالقَوْلِ تُذْهِبُ رَأْسَهُ ... وَعَثْرَتُهُ بِالرِّجْلِ تَبْرَا عَلَى عجلِ
ابن السكيت
إذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى اليَأْسِ القُلُوبُ
وَضَاقَ لِمَا بِهَا الصَّدْرُ الرَّحِيبُ
وَأَوْطَأتِ المَكَارِهُ وَاسْتَقَرَّتْ
وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوبُ
وَلَمْ تَرَ لانْكِشَافِ الضُّرِّ وَجْهًا
وَلا أَغْنَى بِحِيلَتِهِ الأَرْيبُ
أَتَاكَ عَلَى قُنُوطٍ مِنْكَ غَوْثٌ
يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيفُ المُسْتَجِيبُ
وَكُلُّ الحَادِثَاتِ إِذَا تَنَاهَتْ
فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرِيب
،، ابن السكيت من أكبر علماء اللغة وكان ديّناً, خيّراً, ومؤدباً لابني الخليفةالعباسي المتوكل وكان في الخليفة على (فضله) شيء من (نصب) فقال لابنالسكيت يوماً وقد علم بتشيُّعه: أيّما أحبّ إليك.. ولدايَ المؤيد والمعتزّ أمالحسن والحسين ؟ فقال ابن السكيت: والله إنّ نعل قنبر خادم علي (ع) خيرمنك ومن ولديك فقال المتوكل: سلّوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات منساعته. مع أنه القائل:
يموتُ الفتى مـن عثرةٍ بلسانهِ وليسَ يموتُ المرءُ من عثرةِ الرجلِ
فعثرتُه بالقـــولِ تذهبُ رأسَه وعثرتُه بالرجــــــلِ تبرا على مهلِ !،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق