كان هنالك العديد من الأسباب التي أدت إلى حدوث نكبة البرامكة، واليومنقص عليكم قصة أحد هذه الأسباب.
من هو عمر بن أبي ربيعة
هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم،شاعر من شعراء العصر الأموي، ولد في مكة المكرمة، وتوفي فيها.
قصة قصيدة ليت هندا أنجزتنا ما تعد
أما عن مناسبة قصيدة “ليت هندا أنجزتنا ما تعد” فيروى بأنه في يوم من الأيامعرضت جارية على الخليفة هارون الرشيد، فأعجب بجمالها، وسأل صاحبها عنسعرها، فقال له صاحبها: يا مولاي، والله إن أقسمت علي بكل يمين، ما بعتهابأقل من مائة ألف دينار، فاشتراها منه، وأرسل إلى يحيى بن خالد أن يرسل إليهبالمال من بيت المال، فبعث له يحيى بأنه لا يوجد في بيت المال مائة ألف،فبعث له الخليفة: كيف لا يوجد في بيت مالي مائة ألف؟، وعندها اضطر يحيىأن يرسلها له، ولكنه بعثها له على شكل دراهم لعله يراها كثيرة، ولا يقوم بشراءالجارية.
ووضعوها له في طريقه بينما كان خارجًا من المسجد، وعندما مر من عندهارآها، وكانت على شكل كوم، فاستكثرها، وأمر بوضعها عنده في القصر، ومنبعد ذلك أعجب بجمع المال، وأخذ يتتبع أموال بيت المال، فوجد بأن البرامكةقد استهلكوها جميعها، فبدأ يحجم عنهم أحيانًا، ويريد هلاكهم أحيانًا.
وفي ليلة من الليالي جلس وفي مجلسه رجل يقال له أبو العود، وأنشده أبوالعود قصيدة، فأعجب بها، وأمر له بثلاثين ألف درهم، وبعث به إلى يحيى بنخالد لكي يعطيه إياها، وعندما ذهب إلى يحيى ماطله، ولم يعطه إياها، وفيليلة أخرى ذكر له أبو العود ذلك الخبر، وذلك من خلال شعر عمر بن أبي ربيعة،عندما قال:
لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
يتمنى الشاعر بأن محبوبته قد وفت له بوعدها، وشفت ما كان به من مرض.
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد
فأخذ الخليفة يكرر قوله: إنما العاجز من لا يستبد، وفهم بأنه يقصد الثلاثينألف درهم، وبعد ذلك بفترة قصيرة حتى أخذ الخليفة البرامكة، وكانتنهايتهم.
الخلاصة من قصة القصيدة: اشترى الخليفة هارون الرشيد جارية، فبعث إلىيحيى بن خالد أن يدفع ثمنها، فأرسلها له على شكل دراهم، وعندما رآهااستكثرها، وتتبع ماله، فوجد بأن البرامكة يستهلكوه، وفي يوم أنشده أبو العودقصيدة، فأمر له بمال، ولكن يحيى لم يعطه إياه، وكان ذلك سببًا من أسبابنكبة البرامكة.
قصيدة عمر بن ابي ربيعة
لَيتَ هِنداً أَنجَزَتنا ما تَعِد
وَشَفَت أَنفُسَنا مِمّا تَجِد
وَاِستَبَدَّت مَرَّةً واحِدَةً
إِنَّما العاجِزُ مَن لا يَستَبِد
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها
وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِد
أَكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني
عَمرَكُنَّ اللَهَ أَم لا يَقتَصِد
فَتَضاحَكنَ وَقَد قُلنَ لَها
حَسَنٌ في كُلِّ عَينٍ مَن تَوَد
حَسَدٌ حُمِّلنَهُ مِن أَجلِها
وَقَديماً كانَ في الناسِ الحَسَد
غادَةٌ تَفتَرُّ عَن أَشنَبِها
حينَ تَجلوهُ أَقاحٍ أَو بَرَد
وَلَها عَينانِ في طَرفَيهِما
حَوَرٌ مِنها وَفي الجيدِ غَيَد
طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا
مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِد
سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى
تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَرَد
وَلَقَد أَذكُرُ إِذ قُلتَ لَها
وَدُموعي فَوقَ خَدّي تَطَّرِد
قُلتُ مَن أَنتِ فَقالَت أَنا مَن
شَفَّهُ الوَجدُ وَأَبلاهُ الكَمَد
نَحنُ أَهلُ الخَيفِ مِن أَهلِ مِنىً
ما لِمَقتولٍ قَتَلناهُ قَوَد
قُلتُ أَهلاً أَنتُمُ بُغيَتُنا
فَتَسَمَّينَ فَقالَت أَنا هِند
إِنَّما خُبِّلَ قَلبي فَاِجتَوى
صَعدَةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِد
إِنَّما أَهلُكِ جيرانٌ لَنا
إِنَّما نَحنُ وَهُم شَيءٌ أَحَد
حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت
عُقَداً يا حَبَّذا تِلكَ العُقَد
كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا
ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق