السبت، 11 نوفمبر 2023

أبيات تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفرادا

 تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً وإذا افترقن تكسرت أفرادا


هذا بيت شعر نادر، يصلح أن يكتب على بوابة الأمانة العامة لمجلس التعاونالخليجي، حتى لا يطمع فينا أحد ولا نستضعف ونكون يداً واحدة كحالنا لمااجتاحت قوات صدام الغازية الكويت الآمنة المطمئنة، فكانت دول مجلسالتعاون يداً واحدة ضد هذا الغزو الهمجي غير المسبوق، رحم الله تعالى منطرح فكرة إنشاء مجلس التعاون الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه،«واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا —–» آل عمران، 103، وحبل اللهالجماعة، والجماعة نجاة، وبيت الشعر في هذا المعنى الرائع، أما صاحبه فهوالقائد الفاتح المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وللبيت قصة رائعة، رواها الطبري،فقال: لما حضرت المهلب الوفاة دعا حبيبا ابنه ومن حضر من أولاده، ودعا بسهامفحزمت وقال لهم : أترونكم كاسري هذه السهام وهي مجتمعة؟ قالوا : لا، ففرقالسهام وقال لهم: أفترونكم كاسريها متفرقة؟ قالوا: نعم، قال: فهكذا الجماعة ثمأوصاهم بأن يكون أمرهم واحدا وألا يختلفوا في كلام طويل ثم قال:
كونوا جميعا يابني إذا اعترى
خطب ولاتتفرقوا آحادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا
وإذا افترقن تكسرت أفرادا
أما المهلب أبوسعيد فهو من مشاهير الأمراء القادة، وكان من أشجع الناسوأكثرهم سياسة، دوخ الخوارج حتى هربوا منه في كل مكان، كما كان سيداجليلا نبيلا فقيها جوادا ليس له نظير، وكان آخر ما تولى خراسان من جهةالحجاج بن يوسف، وكانت وفاته في خلافة عبدالملك بن مروان سنة اثنتينوثمانين، ولما مات رثاه الشعراء، ومنهم نهار بن توسعة الذي قال فيه:
ألا ذهب الغزو المقرب للغنى
ومات الندى والجود بعد المهلب
أقاما بمرو الروذ لا يبرحانها
وقد قعدا من كل شرق ومغرب
ورثاه زياد الأعجم بأبيات مشهورة منها:
إن السماحة والمروءة ضمنا
قبرا بمرو على الطريق الواضح
فإذا مررت بقبره فاعقر به
كوم الهجان وكل طرف سابح
وانضح جوانب قبره بدمائها
فلقد يكون أخا دم وذبائح
وقد وصف المهلب أحد ألد أعدائه وهو قطرى بن الفجاءة فقال: المهلب منعرفتموه إن أخذتم بطرف ثوب أخذ بطرفه الآخر، يمده إذا أرسلتموه ويرسله إذامددتموه ولا يبدؤكم بقتال إلا أن تبدؤوه، وما إن يرى فرصة سانحة إلا انتهزها،فهو الليث المبر والثعلب الرواغ والبلاء المقيم «انتهى»، فهذه شهادة أعدائهفكيف بشهادة من كان معه، وكان مولده في السنة الثامنة من الهجرة، وعده ابنسعد في طبقاته من التابعين، وكان المهلب يقول : الحياة خير من الموت  والثناءخير من الحياة ولو أعطيت ما لم يعطه أحد لأحببت أن تكون لي أذن أسمع بهامايقال في إذا مت، فاللهم وحد صفوفنا واكبت عدونا وأدم علينا نعمة الأمنوالأمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...