أخبار هلال و نسبه
نسبه و هو شاعر أموي شجاع أكول:
هو، فيما ذكر خالد بن كلثوم، هلال بن الأسعر بن خالد بن الأرقم بن قسيم [1] بنناشرة بن سيّار بن رزام بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم. شاعر إسلاميّ منشعراء الدولة الأموية، و أظنه قد أدرك الدولة العباسية، و كان رجلا شديدا عظيمالخلق أكولا معدودا من الأكلة. قال أبو عمرو: و كان هلال فارسا شجاعا شديدالبأس و البطش أكثر الناس أكلا و أعظمهم في حرب غناء. هذا لفظ أبي عمرو. وقال أبو عمرو: و عمّر هلال بن أسعر عمرا طويلا و مات بعد بلايا عظام مرّت علىرأسه. قال: و كان رجل من قومه من بني رزام بن مالك يقال له المغيرة بن قنبريعوله و يفضل عليه و يحتمل ثقله و ثقل عياله فهلك، فقال هلال يرثيه:
كان المغيرة بن قنبر يعوله فلما مات رثاه:
ألا ليت المغيرة كان حيّا
و أفنى قبله الناس الفناء
ليبك على المغيرة كلّ خيل
إذا أفنى عرائكها [2] اللّقاء
ويبك على المغيرة كلّ كلّ
فقير كان ينعشه العطاء
ويبك على المغيرة كلّ جيش
تمور [3] لدى معاركه الدّماء
فتى الفتيان فارس كلّ حرب
إذا شالت [4] و قد رفع اللّواء
/ لقد وارى جديد [5] الأرض منه
خصالا عقد عصمتها الوفاء
فصبرا للنوائب إن ألمّت
إذا ما ضاق بالحدث الفضاء
هزبر تنجلي الغمرات عنه
نقيّ العرض همّته العلاء
/ إذا شهد الكريهة خاض منها
بحورا لا تكدّرها الدّلاء
جسور لا يروّع عند روع [6]
و لا يثني عزيمته اتّقاء
[1] سمي بقسيم كأمير و قسيم كزبير. و قد ضبط هذا الاسم بالقلم في ط كزبير.
[2] العرائك: جمع عريكة. و أصل العريكة سنام البعير، و تقال على النفس، وعلى القوّة و الشدّة، و لعل هذا المعنى هو المراد في هذا البيت. و قد فسرتالعريكة بمعنى الشدّة و القوّة في قول الأخطل:
من اللواتي إذا لانت عريكتها
كان لها بعدها آل و مجهود
(أنظر «اللسان» مادة عرك).
[3] تمور: تجري و تسيل.
[4] شالت الحرب: تهيأت الآن يخوض الأبطال غمارها. و هو من شالت الناقة إذارفعت ذنبها للقاح.
[5] يريد بجديد الأرض قبره الذي جدّ منها و حفر ليدفن فيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق