دخل الحارث بن نوفل بابنه على معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنه، فقال له معاوية: ما علمت ابنك؟ فقال الحارث: القرآن والفرائض. فقال معاوية: روه من فصيح الشعر فإنه يفتح العقل ويفصح المنطق ويطلق اللسان ويدل على المروءة والشجاعة، ولقد رأيتني ليلة الحرب وما يحبسني من الهرب الا أبيات عمرو بن الأطنابة التي قال فيها:
أَلا مَن مُبلِغُ الأَحلافِ عَنِّي | |
| |
فَقَد تُهدَى النَصيحة للنصيحِ |
| | |
مِنَ القَولِ المُرَغَّى والصَريحِ |
|
سَيَندَمُ بَعضُكُم عَجلاً عليه | |
| |
وما أَثرى اللِسانُ إِلى الجَرُوحِ |
|
أبت لي عفَّتِي وأَبى بَلائي | |
| |
وأَخذِي الحَمدَ بالثَمَنِ الرَبِيحِ |
|
وإِعطائي على المكروهِ مالي | |
| |
وضَربي هامَةَ البَطَلِ المُشِيحِ |
|
بِذي شطَبٍ كَلَونِ المِلحِ صافٍ | |
| |
ونَفسٍ ما تَقر على القبيحِ |
|
وقَولي كَلَّما جَشأت وجاشَت | |
| |
مَكانَكِ تُحمَدِي أو تستريحي |
|
لأَدفَعَ عَن مآثرَ صالحاتٍ | |
| |
وأحمي بَعدُ عن عِرضٍ صَحِيحِ |
|
أُهِينُ المالَ فيما بَينَ قَومِي | |
| |
وأدفَعُ عَنهمُ سُنَنَ المَنِيحِ |
|
ابت لي أَن أُقضِّي في فعالي | |
| |
وأَن أُغضِي على أمرٍ قبيحِ |
|
فأما رُحتُ بالشرفِ المُعلى | |
| |
وإِما رُحتُ بالموتِ المُرِيحِ |
|
|
عمرو بن الإطنابة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق