حدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو عثمان قال أخبرني العتبي عن أبيه أن عبد الملك بن مروان رحمه الله كان يوجه إلى مصعب جيشا بعد جيش فيهزمون فلما طال ذلك عليه واشتد غمه أمر الناس فعسكروا ودعا بسلاحه فلبسه فلما أراد الركوب قامت إليه أم يزيد ابنه وهي عاتكة بنت يزيد بن معاوية فقالت يا أمير المؤمنين لو أقمت وبعثت إليه لكان الرأي فقال ما إلى ذلك من سبيل فلم تزل تمشي معه وتكلمه حتى قرب من الباب فلما يئست منه رجعت فبكت وبكى حشمها معها فلما علا الصوت رجع إليها عبد الملك فقال وأنت أيضا ممن يبكي قاتل الله كثيرا كأنه كان يرى يومنا هذا حيث يقول
( إذا ما أراد الغزو لم تثن همه ** حصان عليها نظم در يزينها )
( نهته فلما لم تر النهي عاقه ** بكت فبكى مما شجاها قطينها )
ثم عزم عليها بالسكوت وخرج
وقال أبو علي وبعد هذين البيتين يقول
( ولم يثنه يوم الصبابة بثها ** غداة استهلت بالدموع شؤونها
( ولكن مضى ذو مرة متثبت ** بسنة حق واضح مستبينها
من كتاب الأمالي. لأبي علي القالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق