وفد بني زبيد
جاءوا ومعهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وقد كان قال لابن أخيه قيسالمرادي: إنك سيد قومك، فانطلق بنا إلى محمد لنبلوا أمره، فإن كان نبيًّا كمايقول فلن يخفى عليك، فأبى عليه قيس وسفَّه رأيه، وجاء عمرو فأسلم، فلماعلم قيس قال: خالفني وترك أمري ورأيي، وتوعد عمرًا، فقال عمرو من أبيات:
أَعاذلَ عُدَّتي بَزّي وَرُمحي
وكلُّ مُقَلِّصٍ سَلِسِ القِيادِ
أَعاذلَ إِنَّما أفنى شبابي
إِجابتي الصَريخ إلى المُنادي
مع الأَبطال حتى سُلَّ جسمي
وأَقرَح عاتقي حَملُ النِّجادِ
وَيبقى بعد حِلمِ القومِ حِلمي
ويفني قبل زادِ القومِ زادي
ومن عَجَبٍ عجبتُ له حديثٌ
بديعٌ ليس من بِدَعِ السَّدادِ
تَمَنَّى أَن يلاقيني قُييسٌ
وَدِدتُ وأينما منّي وِدادي
تَمَنَّاني وسابغتي قميصي
كأَنَّ قَتِيرَها حَدَقُ الجَرَادِ
وسيفٌ من لَدُن كنعانَ عندي
تُخُيِّرَ نَصلُهُ من عهدِ عادِ
فَلو لاقيتني لَلَقِيتَ ليثاً
هَصُوراً ذا ظُباً وشَباً حِدادِ
ولاستيقنت أَنَّ الموت حقٌّ
وصَرَّحَ شحمُ قلبِكَ عن سوادِ
أُريدُ حَياتَهُ وَيُريد قَتلي
عَذِيرَكَ من خليلِكَ من مُرادِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق