نكبة البرامكة
عندما قتل هارون الرشيد جعفر البرمكي و نصب رأسه على الجسر خرج الرشيدفنظر إليه فتأمله ثم أنشأ يقول:
تقاضاك دهرك ما أسلفا *
وكدر عيشك بعد الصفا فلا تعجبن
فإن الزمان * رهين بتفريق ما ألفا
قال: الشاعر ثمامه فنظرت إلى جعفر وقلت:
أما لئن أصبحت اليوم آية
فلقد كنت في الكرم والجود غاية،
قال: فنظر إلي هارون الرشيد كأنه جمل صؤول ثم أنشأ يقول: -
ما يعجب العالم من جعفر *
ما عاينوه فبنا كانا
من جعفر أو من أبوه
ومن * كانت بنو برمك لولانا
ثم حول وجه فرسه وانصرف (1).
………………………………
قال الرقاشي، وقيل إنها لابي نواس (1):
الآن استرحنا واستراحت ركابنا *
وأمسك من يحدي ومن كان يحتدي (2)
فقل للمطايا قد أمنت من السرى *
وطي الفيافي فدفدا بعد فدفد
وقل للمنايا قد ظفرت بجعفر *
ولن تظفري من بعده بمسود
وقل للمطايا بعد فضل: تعطلي *
وقل للرزايا كل يوم تجددي
ودونك سيفا برمكيا مهندا *
أصيب بسيف هاشمي مهند
وقال الرقاشي (3)، وقد نظر إلى جعفر وهو على جذعه:
أما والله لولا خوف واش *
وعين للخليفة لا تنام
لطفنا حول جذعك واستلمنا *
كما للناس بالحجر استلام
فما أبصرت قبلك (4) يا بن يحيى *
حساما فله السيف الحسام
على اللذات والدنيا جميعا (5) *
ودولة آل برمك السلام
قال فاستدعاه الرشيد فقال له: كم كان يعطيك جعفر كل عام ؟ قال: ألف دينار.
قال: فأمر له بألفي دينار.
https://youtu.be/zfKmk_8tZR4?si=O7MkGIRwp033YwZy
الجعويني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق