قصيدة طريفة لإبن سودون
أرى أني إذا ما الحرب قامت ..... أرابط خلف ربات الحجــــــــــالِ
أُحمّس في الوغى أبناء قومي ..... وأحمي ظـهرهم عند النزالِ
فإن هربوا سبقتهم جميعا..... وإن هجموا فقد دبرت حالي
وفي الهيجاءِ ما جربت نفسي ..... ولكن في الهزيمة كالغـــزالِ
ولو جربت حالي لكنت شهماً ..... أصيح بملء صوتي لا أبالي
ولي عزم يشق الماء شقاً ..... ويكسر بيضتين على التـــوالي
ويقطع خيط قطن بعد لأيٍ ..... إذا ما الخـــيط كان على انحلالِ
وإن أدخل على الصيصان يوما ..... أدوس ضعيفهم تحت النعالِ
و أنتف ريش ميتها بنفسي ..... كنتف الباز أرياش الحجال
أرى الفئران تهرب من أمامي ..... إذا ما شاهدت يوما خيالــي
وينهزم الذبــــــــــــاب فلا أراه ..... وكم هشمت آلاف النمــــالِ
وقد شاهدت صرصوراً كبيراً ..... فلم أهرب ولا سلـــــمت حالي
إلى أن جاءني مدد سريعٍ ..... من المولى العلي وذي الجلالِ
وألهمني بأن ألقي بنفسي ..... وأن أتماوتن علـــــــى الرمالِ
إلى أن يأذن المــــولى بحلٍ ..... وينهزم العـــــــــــدو بلا نزالِ
ولو لم ينـــــهزم لغدا صريعاً ..... وشاهد همتى ورأي احتمالي
وتلك مزية الشجعان مثلي ..... يفر عدوهــــــم قـــــبل النزالِ
علي بن سودون (توفي 868 هـ - 1463 م) شاعر هزلي من أهل مصر في عصر المماليك البرجية، كتب بالمصرية والعربية الفصحى. ألف كتاباً بعنوان "نزهة النفوس ومضحك العبوس" بالعامية المصرية الدارجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق