يقين الإنسان من فناء عمره وسرعة زواله من الدنيا هو الذي يجعله يسعى إلى وضع بصمة خالدة لنفسه في صفحات التاريخ تحييه بين الناس، عندما يغيّبه التراب، ولذلك يقول المتنبي:
ذِكْرُ الفتى عُمْرُهُ الثّاني وَحاجَتُهُ
مَا قَاتَهُ وَفُضُولُ العَيشِ أشغَالُ
ويقول الشاعر فهد عافت:
كفاني من حياتي لو مُضيت وما شهدت بزور..
وكفاني من مماتي لو مضيت ولي أثر باقي!
وكذلك لم يتردد خليل الله إبراهيم (عليه السلام) في سؤال الله تعالى أن يجعل له لسان صدق في الآخِرين، أي يجعله سيرة حسنة يتناقلها الأجيال، وقد كان؛ فجميع الأديان متفقة عليه، (عليه الصلاة والسلام).
فحرص الإنسان على خلود سيرته بين الناس ممّا تحفّز إليه طبائع النفس البشرية، ولكن هناك أناساً ـــ مع الأسف ـــ يستصعبون طريق الخلود عن طريق الفضائل ليقينهم من خلو جعبتهم ممّا يؤهلهم للمُضي في هذا الطريق الوعر، فيخلقون لأنفسهم مناخاً ممتلئاً بالأوهام يعيشون به أوهام البطولات الوهمية!
فأمثال هذه البطولات لا تتطلب أكثر من خلع ثوب الحياء والدعوة إليه باسم الحرية، ولا تحتاج أكثر من الإسفاف وشتم الآخرين في مواقع التواصل بطريقة تشمئز منها النفوس، التي لديها أدنى حظ من التربية والمروءة والإنصاف باسم النضال وانتزاع الحرية والحياة!
وليتهم استوعبوا قول المتنبي:
لا يُدرِكُ المَجدَ إلاّ سَيّدٌ فَطِنٌ
لِمَا يَشُقُّ عَلى السّاداتِ فَعّالُ
لَوْلا المَشَقّةُ سَادَ النّاسُ كُلُّهُمُ؛
ألجُودُ يُفْقِرُ وَالإقدامُ قَتّالُ!!
فارتاحوا وأراحوا!!
عبدالكريم دوخي المجهول
يقال :
أن سيد القوم هو الذي إذا جلسوا
خادمهم.
وإذا مشوا قائدهم .
وأذا ناموا حارسهم.
وأنا أقول من كف شره عن الناس وأظهر نفعه لهم هو سيدهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق