الأحد، 27 فبراير 2022

قصايد نبطيه . شالح بن هدلان

 هناك روائع من الشعر في تاريخنا العربي سواء منها ما كان

بالفصيح 

أو بالشعر النبطي وكما هو الدر في القلائد هناك الدر في القصيد

وكثيرُ ما تستوقفنا قصائد تجعلنا نصمت أمامها رهبة من الكلمات ، 

واندهاشاً من الموقف واستغراب من جزالة الكلمة وقوة المعنى

وإعجاباً بنباهة وذكاء الشاعر حتى قبل أن يستوقفنا اسم شاعرها ، 

وحين نعرف من هو تستوقفنا أكثر لأننا نعلم حينها بان لا يمكن أن

يصدر عن الكمال إلا مزيد من الكمال ولا ينثر الجميل إلا من يحمل بداخله

فيض من الجمال من القصائد التي استوقفتني كثيراً وأثارت شجوني وبالفعل

وجدتها من أجمل القصائد التي مرت بي في الرثاء هي قصيدة قديمة ومشهورة

للشاعر والفارس شالح بن هدلان يرثي فيه ابنه ذيب


فمن هو شالح بن هدلان وماقصته


شــــــالـح بن هـــدلان





هو الفارس شالح بن حطاب بن هدلان 

نشأ شالح بين أفراد قبيلة الخنافرة التي هي من قبيلة آل محمد القحطانية

وعاش الى سنة 1340هـ وكان مثالاً للأمانة والشجاعة وحسن الخلق والكرم

والوفاء وكان محبوباً عند قبائل قحطان و عند القبائل الأخرى وكان له شقيق

أصغر يسمى الفديع وكان مثالياً بشجاعته وأخلاقه ويماثل أخاه شالحاً في كل شئ

إلا أنه مغامراً بفروسيته إلى أبعد الحدود وكان وفياً مع أخيه شالح وخادماً أمين

اً له .وكان يحس شالح بهذا الامر ويقدره

ويتمنى لو كان له أبناء كبار حتى يساعدونه ويخدمونه ويخف العبء

من على كاهل الفديع

فرد عليه الفديع بهذه القصيدة

يا بوذعار أكفيك لوني لحالي = واصبر على الدنيا وباقي تعبها

وان غم اخوة معثرين العيالي = انا لِخويه سِعد عِينِه عَجَبْهَا

وان جَن مِثْلِ مخزماتَ الجمالي = كم سابقٍ تقْزِي وانا من سبَبْها

كم خفرة ٍ قد حَرّمَت للّدلالي = لبست سوادٍِ عقب لذة طربـها

وان جيت لي قفرٍ من النشر خالي = يفرح بي الحَواز يوم أقبل بها

أفديك ياشالح بحالي ومالي = يا فارس الفرسان يا مِقْدِمْ عَرَبـها

يامتيه ابلهْ بروسَ المفالي = ياللي حميت حدودها يَا جَنَبْها 




وبعد أن قال هذه الأبيات تأثر شالح بها وأجابه بهذه القصيدة



لا وَاخوٍ لي عقب فرقاه بـَاضِيعْ = كنّي بما يجري على العمر داري

أخوي يا سِتر البِـنيّ المفاريع = ومطلِق لسان الىّ باهلها تماري

ماقط يوم شد بين الفراريع = ياكود بين الكِمِي و المِشَاري

ليته عصاني مرّةٍ قال ما اطيع = كود اني اصبر يوم تجري الجواري

أنا أشهد انّه لي سريع المنافيع = عَبْدٍ مليك لي و لا ني بشاري

تشهد علية مناتلات المصاريع = واعداه من كفة تَشُوْف العزازي

يمناه تنثر من دماهم قراطيع = وعُوْقَ العديم اللي بدمه يثاري

جداعْ سَفْرِينَ الوجيه المداريع = مخَــلّي الخيل منهم عواري

القلب ماينسى بعيد المناويع = ليث على صيد المشاهير ضاري 



وكأن شالحاً قد توقع بهذه القصيدة مستقبل أخيه الفديع

هو الموت في أحد المعارك لأن الفديع شخص مغامر لايهاب الموت ,

وفي أحد الأيام وبينما هو مريض بمرض في العينين أغارت أحد القبائل

على مساكنهم وكان أخيه شالحاً وحيداً في المعركة يقاتل فلم يستطيع الفديع

أن يتركه على هذا الحال فدخل المعركة فجندل معظم فرسانهم فرشقوه بعدد

من الرماح دفاعاً عن النفس فأصاب الفديع رمح اخترق رأسه فخر قتيلاً ونزل

شالح من جواده وقلب أخاه فاذا هو ميت وكانت نكبة موجعة لشالح وكانت

لحظات ألم لم يستطع إيقافها إلا بالدموع التي تسابقت بالسقوط 

على وجنتيه ثم قام بدفنه في مكان يسمى خفا بنجد , ولقد رثى شالحاً أخاه

ليس بالشعر ولكن بنبض قلبه ، ودم روحه




أمس الضحي عديت روس الطويلاتْ=وهيضت في راس الحَجَا ما طرا لِي

وتسابقت دمــوع عيني غزيـــــــرات=وصفقت بالكف اليمين الشمالـي

وجريت من خافي المعاليق ونـــــات=والقلب من بين الصناديق جَالــي

واخــوي يم قَارَة خَفَا فَــــــــــــــــاتْ=من عاد عقبة بيستر خَمَالـي؟!

ليته كِفاني سُوّ بقعا ولاَ مـــــــــــات=وانا كفيته سُو قبرٍ هَيـــالـــي

وليته مع الحييّن راعي الجمـــــــالات=وانا فداً له من غِبُون الليالــي

واخوي ياللي يوم الاخوان فــــــــلات=من خَلْقِتِه ما قال ذ الك وذا لـــي

تبكيه هجن تالي الليل عجـــــــــلات=ترقب وعدها يوم غاب الهلالــــي

وتبكي على شوفه بِنيّ عفيفــــــاتْ=من عقب فقده حر من الـــــــدّلاَلِ

عَوْق العَدِيم إن جاء نهار المثيـــــرات=والخيل من حسه يجيهن جفـــالِ 




وحين اخذ شالح بثأره من الذي قام يقتل الفديع

انشد هذه القصيدة :




ضيف الله اشرب ما شربنا مـــــــراره=اصبر وكنّك شالــحٍ يوم حَــــــــــــزّنْ

راح الفديع اللي علينا خســـــــــــــاره=واخذ قضاه عبيد حامي ثقلهــــــــنْ

يمنى رَمَتْ به ما تجيها الجبـــــــــــاره=اللي رمت بعبيد في معتلجهـــــــنْ

من نسل ابوي وضاري للشطــــــــاره=يصيب رمحه يوم الارماح يخطِــــــــن

وعبيد خِللّي طايحٍ بالمغـــــــــــــــــاره=عليه عكفان المخالب يحومــــــــــن

وعادتنا بالصيد ناخذ خيـــــــــــــــاره=ثلاثة الجذعان غصبن بلا مَـــــــــــنّ

يا قاطع الحسنى ترى العلم شـــــــاره=لابد دورات الليالي يــــــــــــــــدورنْ

حريبِنا كنّه رقيد الخـــبــــــــــــــــاره=خطرٍ عليه اليا توقظ من الجـــــــــن

ماني بقصادٍ بليا نمــــــــــــــــــــــارَه=أجدع نطيحي بالسهل وإن تلاقــن

من حل دار الناس حلوا ديــــــــــاره=لابدّ ما تســكن دياره ويغبَـــــــــــنْ

ومن شق ستر الناس شقوا ستــــــاره=ومن ضحك بالثرمان يضحك بلا سنْ

وان كان ضيف الله يعسف مهـــــاره=فمهارنا من عصر نوح يطيعـــــــــن

تِدنَا لِصِبيانٍ ســُواةِ النمـــــــــــــــاره=شهبٍ لماضين الفَعَايل يـعَـنّــــــنْ 




ومن قصائده الجميلة :



أنا لِيَا كثرت لَشَاوير مـا شِيْــــــــــرْ=وحلفت ماتي بارزٍ ما دعانـــــــــــي

لامن وطيته قاعد رحت انا اسيــــر=شوره قداه وشوري اللي قدانــــي

واناجا حساسٍ عند تالي المظاهير=جيته على صفرا تلوك العنانــــــــي

وانا صديقه في ليالي المعـاسيـــر=والا الـرخا كل يِسِد بمكــانِـــــــــي

شُوري لِيا هَجّت تُوالي المظاهيـــر=شلفـــَا عليها رايب الدمّ قــَانـــــي

شلفاً معــوّدها لجدع المشاهيـــر=يوم السّبايا كنّها الدّيدَحــــانــــــي

شلفا وريع من وساع المطاييـــــــر=،يفرح بها لاحان راع الحصانــــــــــي

مانيب حداي الظعن كني الزيـــــــر=ولانيب بياع الغتر مربحانــــــــــــــي

ولاحط بيتي بين عوج الدواوييــــــــر=لالوّذ المنزل عريض البطانــــــــــــي

ماني بخبلٍ ما يعرف المعابيــــــــــر=قدني على قطع الفرَج مِـرجعانـــي

إن سندُوا حدرت يم الـجُوافيـــــــــر=وان حـدّروا سنّدت لــمريغانـــــــــي

ناخذ بخيران المريبخ مساييــــــــــر=ما دبّر المولى على العبد كـانـــــي 




وأيضا هذه القصيدة :

التي قالها

حين أغارت عليهم احدى القبائل فشارك ذيب بن شالح رغم صغر سنه

في الدفاع عنهم فغنم اجمل جواد في نجد وافضلها وكانت تسمى العزبة

وعندما علم بها الأمير محمد بن سعود بن فيصل وعلم بها الأمير محمد بن رشيد

ارسل كل منهما رسله يطلبها ولكنه اعتذر للرسل وقال لهم بصريح العبارة

ان هذه الجواد اخذها شالح من الأعداء وهي لا تصلح إلا له وانشد هذه القصيدة

واختبأ بعدها مع عائلته والجواد في الربع الخالي خوفاً من أن تسلب منه قسراً




يا سابقي كثرت علوم العرب فيــــكْ=عٌلوم الملوك من أولٍ ثم تـالـــــــــيْ

لا نيب بايع و لا نـي بِمهـــديــــــــك=وانا اللي اسـتاهـــــل كلّ غَالـــــْــي

وانتي من الثلث المحرم ولا اعطيك=وانتي بها الدنيا شريدة حلالـــــــْــي

ياما حَلَى خطوى الـقلاعَة تباريـــك=افرح بها الدنيا الصديق الموالــــــيْ

وياما حَلَى زين الندى في مواطيـــك=في عَثْعَثٍ توّه من الوسم سالــــــْــي

ويا ما حلْو شمشولٍ من البدو يتليْــكْ=بقفر به الجازي تربّى الغَزَالـــــــــْــــــي

الخيْْرْ كــلّه نـابتٍ في نواصـيــــــــكْ(1)=وادْلهْ ليا راعيْتْ زولك قبالـــــــــــْـــــــي

بِالضيق لوْجيْه المـداريع نثْنيــــْـــــكْ=وعَجله وريّـضْه خلاف التوالــــــــــــْــــي

حـقّكْ علّي أنّي من الـبّر أبـــّديـــــــْـــــكْ=وَعَلى بدنْك الجوخَ أحطّه جْلالـــْـــــــــي

أبيه عن برد المـشاتي يــدفّـيـــــــــك=وبالقيظ احطك في نعيم الظلالـــــــــــي

يا نافدا اللّي حصلك من مجانيـــــــك=،جابك عقاب الخيل ذيب العيالــــــْــــــي

جابك صبي الجُود من كفّ راعيــْكْ=في ساعة تذْهلْ عقول الرجالــــــــــْي

يا سـابقي نبي نبعـــد مشاحيــــــــــك=والبعد سلم مكرمين السّبالـــــــــــــــيْ

يم الجنوب وديرِتِهِ نِنتِحي فِيــــــــــك=لربعٍٍ من الأوناس قفرٍ وخالـــــــــــــــــيْ 



1- من الحديث الشريف : (( الخيل معقود في نواصيها الخير ))





وبعد أن اطمأن على جواد ابنه عاد من الربع الخالي وعاد الى

الى قبيلته معززاً مكرماً شيخاً عليهم وعندها بدأ يلمع اسم ذيب واصبح الجميع

يخاف بطشه ويعجبون بفروسيته في نفس الوقت وكان شجاعا ًلم تشهد العرب

في ذلك الوقت مثله وقد توقع والده مقتله يوما ما لكثرة معاركه وعدم خوفه

من الموت فأنشد هذه الأبيات يرثيه بها وهي حي :





ما ذكر به حيّ بـكى حي ياذيــــب=واليوم أنا بابكيك لو كنت حـــــيــــــا

وياذيب يبكونك هل الفطر الشّيـــب=إن لايعتــهُمْ مثل خيل المـــحَـيّـــــا

وتبكيك قـطعان عليها الكلاليب =وشيال حمل اللي يبون الكــــفيـّـــا

وتبكيك وضـحٍ علقُــوهَا دِبَابيـــــــــب=إن ردّدّتْ من يمّة الخوف عـــيــــــــّا

ويبكيك من صكّت عليه المغاليـــــب=إن صاح بأعلى الصوت ياهل الحميّا!

ننـزل بك الحزم المطرّف لياَ هِيْـــــب=إن ردّدُوهن ناقــلـين العــصــــــــــــِيّا

انا أشهـد انك بيننا منقع الطيــــــب=والطيب عسرٍ مطلبه مـا تــــهيــــــــّا 




لقد اشتهر ذيب ببره لوالديه ووفائه مع اصدقائه وعطفه على

جيرانه وكرمه الحاتمي , وذات ليلة كان هو ووالده ساهرين , 

وكان والده يداعبه ,ويلقى عليه بعض الأشعار فأنشد هذه الأبيات

يـا ذيـب انا يا ابوك حلي تردّى = وانا عليك من الـمواجيب يا ذيب

تكْسِبْ ليَ اللّي لا قحٍ عِقْب عَدَا = طويلة الّنسْنوْس حرشا عـراقيب

تجر ذيل مثل حـبل الـمـعـــدّا = وتبرى لحيرانٍ صغارٍ حـباحِيب

واشْري لك اللي ركْضها ماتقدا = ماجدٍ لقي فيْها عيوب وعذاريْب 

واري لك اللّي ركضهـا ما تقـدا = ماحدٍ لقى فيها عيوب وعذاريب

قبّا على خيل المعادي تحـدّى = مثل الفهد توثْب عليهم تواثيْب

أنا أشهد انك باللوازم تـســدّا = وعزا الله انك خيرة العرب بالطّيْب

يا اللّي على ذيب السريا تعدا = لو حال من دونه عيال معاطِيب

ليثٍ عَلَى قرب المراجل مقدّى = ما فيك يا ذيب السبايا عذاريْب 




عندما سمع ذيب هذه القصيده اسرها في نفسه

وجمع مجموعة من شباب الحي وذهب للقنص ولكن كان هناك شخص مختبئ

بين الشجر اطلق ناره فاصابت ذيب فخر صريعاً . وهنا لقد حلت الكارثة الكبرى

على الشيخ الطاعن بالسن شالح بن هدلان , فقد شعر بأنه قد فقد كل أمل له

في الحياة ، وانهار أقوى ركن بحياته .وقد قال شالح أشعـاراً كثيرة بعد وفاة ابنه ذيب وأشهرها هذه القصيدة والتي

يقول مطلعها :



يا ربعـنا ياللّي على الفـطّرَ الشّيــــب=عزالله إنه ضاع منكم وداعَــــــــــــــهْ

ذيب عوى وانا على صوته اجيــــــب=ومن ونتي جضت ضواري سباعــــــهْ 




وذات ليله وهو ساهر مع أحزانه 0 كان هناك شخص 

من قبيلة قحطان يسمى الهويـــدي قد ضـــاع صقره وأخذ يبحث عــنه ويسال

رافعاً صـــــوته كـلــما مــر بــنـــار قــطـــــين منادياً ( من عيّن الطير ) 

فرد عليه شالح بهذه القصيدة :



إن كان تنشد يالهويدي عن الطيــرْ=الطير والله يالهويدي غــَـدَ لِـــــي

طيري عذاب معسكرات المسامير=إن حل عند اقطِيّهن الجــفـالــــي

إن جاء نهار فيه شرّ بلا خـيــــــر=وغدا لهن عند الطريح اجتوالِـــيْ

إن دبرن خيل وخيل مناحـيــــــــر=وغدن مثل مخــزمات الجمـالِـــيْ

على الرّمَك صيدهِ عيالٍ مناعيــــر=وشره على نشر الحَريب الموالِيْ

يضحك ليا صكّت عليه الطوابيـــر=طير السعد قلبه من الخوف خالِيْ

خيّالنا وإن عرجدنّ المظاهِـيـــــــر=وزيزوم عيرات طُـواها الحيالِــــــيْ

غيثٍ لنا وان جت ليالي المعاسيــر=وبالشح ريفٍ للضعُوف الهزالِـــــيْ

يسْقِي ثَراه من الروايح مـزابيـــــر=تمطر على قبر سكن فيه غـالِـــيْ 




ومن القصص اللي تعرض لها الشيخ شالح بن هدلان انه

كان في يرقب ذيب بجانب الصخور عند مغيب الشمس يتصيد للأغنام ،

فأشعل شالح النار وقام بمطاردة الذيب حتى هرب وبعد هروب الذيب الحقيقي

لم يعلم بأنه قد أثار شجون الشيخ شالحوقلب عليه المواجع


فانشد :




الذيب والله يا هل الضان ذيبــــــي=والا فذا ذيبٍ عدته الحوامـــــــــــي

ذيبي يدنا له من الهجن شيبـــــــــي=ويرقع حفاها عقب وقت الصرامـــي

يدني لها من كل غمرٍ عريبــــــــي=يتلونه العربان شرقٍ وشامــــــــــي

ذيبي عذاب مشعثرات السبيبــــــي=ويفكها لاجار نهار الزحامــــــــــــــي

عند المجيذم حل يومٍ رعيبـــــــــي=بين الدواسر مع سبيعٍ ويامــــــــي

ذيبي نها الكون ضد الحريبــــــــي=لما اغتشى قب السبايا عسامـي

من شبته ما حسني في مشيبـــــــي=الا ايبشرني بعشوا السنامـــــــي

ياذيب والله ما حملك النصيبــــــي=مير اغد يا ذيب الخلاء بالاسامــي 





هذه القصيدة المكلومة التي قالها الشيخ شالح 

تعبر عن قمة الالم في قلبه واليأس وقسوة الفقد


ياذيب

يا رَبْعَنَا يَاللي على الفطّر الشيب =عز الله أنه ضاع منكم وداعه

رحْتواعلى الطّوْعات مثل العياشيب = وجيتوا وخلّيتوا لقلْبي بضاعه 

خليتوا النّادر بدار الأجانيب =وضاقت بي الآفاق عقب إتساعه

تكدرن لي صافيات المشاريب =وبالعون شفت الذل عقب الشجاعه

يا ذيب أنا بوصيك لا تاكل الذيب =كم ليلةٍ عشـّـاك عقب المجاعه

كم ليلةٍ عشـّـاك حِرش العراقيب =وكم شيخ قوم ٍ كزته لك ذراعه

كفه بعدوانه شنيع المضاريب =ويسقي عدوه بالوغى سِم ساعه

ويضحك ليا صَكّت عليه المغاليب =ويلكد على جمع العدو باندفاعه

وبيته لجيرانه يشيّـد على الطيب =و للضيف يبني في طويل الرفاعه

جرحي عطيب ولا بقى لي مقاضيب =وأفخت حبل الوصل عقب إنقطاعه

كني بعد فقده بحامي اللواهيب =وكني غريب الدار مالي جماعه

من عقب ذيب الخيل عِرج ٍ مهاليب =ياهل الرمك ما عاد فيهن طماعه

قالوا تطيب وقلت : وش لون أبا طيب =وطلبت من عند الكريم الشفاعه 






ثم أردفها بقصيدة على نفس البحر والقافيه وقال :




ذيبٍ عوى وأنا على صوته أجيب =ومن ونتي جضت ضواري سباعه

عز الله إني جاهل ٍ ما أعلم الغيب =والغيب يعلم به حفيظ الوداعه

يالله يا رزّاق عِكف المخاليب =يا محصي خلقه ببحره وقاعه

تفرج لمن صابه جروح ٍ معاطيب =وقلبه من اللوعات غادٍ ولاعه

إن ضاق صدري لذت فوق المصاليب =مانيب من يشمت فعايل ذراعه

صار السبب مني على منقع الطيب =ونجمي طِمَن بالقاع عقب إرتفاعه

يا طول ما هجيتهن معْ لواهيب =ولاني برادي كسرها من ضلاعه

ويا طول ما نوختها تصرخ النيب =وزن البيوت إللي كبار ٍ رباعه

وأضوي عليهم كنهم لي معازيب =إليا رمى زين الوسايد قناعه

أضوي عليهم واتخطى الأطاتيب =وآخذ مهاويه الجمل باندفاعه

أبا أنذر إللي من ربوعي يبا الطيب =لا ياخذ إلاّ من بيوت الشجاعه

يجي ولدها مذرب كنـّـه الذيب =عِز لِبُوه وكل ما قال طاعه

وبنت الردي ياتي ولدها كما الهيب =غبنٍ لبُوه وفاشله بالجماعه

يا كبر زوله عند بيت المعازيب =متحرّي ٍ متى يقدّم متاعه 



.ذا الحزن الذي تشعر بأنه قد احتل شغاف القلب وأذابه

وحول من عاشه إلى كتلة من المشاعر المتباينة مابين الألم والحنين والشوق

والقهروقلة الحيلة حيث أننا حين نرى كل حزن لا يطاق نشبهه بحزن شالح ،

وحين نرى الفقد فوق قوة الاحتمال نشبه بفقد شالح لابنه 

هذا ما أحس به شاعرنا ناصر عبيد الغيثاني

حين كتب هذه القصيدة المعبرة عن فقدانه لطيره الغالي على قلبه وضاح

وان كان هناك فرق فليس فقد فلذة الكبد كفقد طائر ولكن الحزن بداخل الإنسان

هو الحزن

حين الفقد

وحين الفراق

فمهما بلغت القوة بقلب الإنسان

تجده يتساقط وينهار حين الفراق.





قالوا تريح قلت ماني بمرتاح=والنوم مالي به مع اللي يبونه

ناموا عسى نوم العوافي والأفراخ==قوموا ارقدوا ما دامكم تشتهونه

وأفوح صدي فوحة البن لا فاح=بنٍ على جمر الغضا ينجزونه

اضحك وأجامل كوده الهم ينزاح=وادرى الحزن خوف الربع يلحظونه

لا والله الا يالربع راح وضاح=اقفى وأنا نفسي عليه مغبونه

اقفى وخلا سد راعيه ينباح=اثره ولو هو وافيٍ فيه خونه

عذاب الاصبح لاغدا كنه سباح=لاصفت فروخ الشواهين دونه

اليا رقاله كنه البرق لالاح=من سرعته خطرٍ تصافق متونه

يفريه فريٍ ما يداويه جراح=بمقوس ٍ ماهي تداوي طعونه

قاطع ويضرب في النحر ضرب سفاح=كنــه شجـــــاع لابتــــه ينعتونـــــه

خربه يحول ميتٍ كنه ملواح=وأهل العلايم دايمٍ ما يجونـــه

يشدي عقيدٍ للمعادين نطاح=زيزوم قوم سابقه ما تخونه

عليه الاحي نايح الورق لا ناح=واون له ونة طريح الصخونه

من هو يلوم مولع الطير لا صاح=عسى حزن شالح يفطر عيونه

ادعي وأناظرله مع كل مسطاح=وانشد على العالم ولا يذكرونه

وادوج والمسراح يقفاه مرواح=ومن التعب ينقال لي والمعونه

وأخر جداي بجاه قباض الأرواح=تكفون يالاجواد لا تجحدونــــــه 



حــــــــزنُ أخــــــــــر


كما قلت كل حزن يفري بالعظام نسميه حزن شالح وكل قصيدة

رثاء أب بابنه تذكرنا بشالح وذيب ولأنه لا يوجد أقسى ولا أصعب من فقد الأب

أو الأم لفلذة كبدهم إنها النار التي تظل تستعر قي قلوبهم حتى الموت

لذا لا نستغرب حين نسمعهم يقولون جعل يومنا قبل يومكم لان يدركون تمام

أي موت سيعيشونه بعد رحيل الأبناء فكما تقول الروايات أنه حين يفقد الأب ابنه

تنكت في القلب نقطة سوداء ولو فقد ابن أخر زادت نقطة السواد حتى يدركه

الموت ويرحمه هذه القصيدة التي تفطر القلب قالها الشاعر القطري 

الكبير حامد بن مايقه الاحبابي حين فجع بفقد ابنه وفجع الجميع معه

وحين نشرت هذه القصيدة شعرنا جميعاً بان حزن الشاعر هو حزننا ،

وحرقة قلبه أحرقت جوفنا اللهم ارحمه وأسبغ صبرك على قلب أبيه

واطيري اللي في ليالي هداده




وأطيري اللي في ليالي هداده=تقطعت من راس كفي سبوقه

بانت مواري مقبلاته وعاده=لاطال عمره بان خافي عموقه

زرع نفد قدام ياتي حصاده=مات النبات ويابسات عروقه

ليلي من الظلما تزايد سواده=علي ثمر قلبي وطبه وعوقه

فرخ الحرار اللي بعيد مصاده=نازع عموقه للمراجل تسوقه

عينه وكفه وأن تحدث زياده=شفت السعاده في مباديء طروقه

قم ياخيالي تالي الليل ناده=قل له لذاذة نومنا مانذوقه

وقل له ترى حامد تقطع فؤاده=مثل الجريح اللي وساع فتوقه

وقل له ترى عودك تغير رقاده=يطلب رقاده والسواري تبوقه

يحط راسه فوق جال الوساده=ويشوف زولك بين جفنه وموقه

ويون وناتٍ عليها شهاده=دمعه وشمعات الفؤاد محروقه

وقل له عسى جنات ربي مهاده=زرعٍ زرعنا ماقطفنا عذوقه

وقل له جرى لي في ظروف أبتعاده=جرحٍ بجوفي ماتبرد حروقه

لولا رجاء اللي يرتجونه عباده=لاشق جيب الثوب وأفري شقوقه

لولا رجاء اللي كلنا في مراده=لازور قبره وأتمنى لحوقه

قلبي وزابه مثل شوك العراده=وعروق حلقي بالعبار مخنوقه

حلقي عدا به مثل ريق الجراده=مرٍ علي ذوقه غداه وريوقه

حزني بنصف الليل يبدأ عناده=وأهم يومي من بداية شروقه

هوَّن مصيبتنا زعيم القياده=حامي حما شعبه وراعي حقوقه

والشعب وأصحاب السمو والسعاده=جميلهم من تحت راسي وفوقه

الله يادار الوفاء والسياده=دارٍ لجزلات المفاخر صدوقه

من راس ركن الي جنوبي زباده=جعل الحيا توضي عليها بروقه 




إن كان تنشد يالهويدي عن الطيــرْ=الطير والله يالهويدي غــَـدَ لِـــــي

طيري عذاب معسكرات المسامير=إن حل عند اقطِيّهن الجــفـالــــي

إن جاء نهار فيه شرّ بلا خـيــــــر=وغدا لهن عند الطريح اجتوالِـــيْ

إن دبرن خيل وخيل مناحـيــــــــر=وغدن مثل مخــزمات الجمـالِـــيْ

على الرّمَك صيدهِ عيالٍ مناعيــــر=وشره على نشر الحَريْب الموالِيْ

يضحك ليا صكّت عليه الطوابيـــر=طير السعد قلبه من الخوف خالِيْ

خيّالنا وإن عرجدنّ المظاهِـيـــــــر=وزيزوم عيرات طُـواها الحيالِــــــيْ

غيثٍ لنا وان جت ليالي المعاسيــر=وبالشح ريفٍ للضعُوف الهزالِـــــيْ

يسْقِي ثَراه من الروايح مـزابيـــــر=تمطر على قبر سكن فيه غـالِـــيْ 




رحم الله الشاعر شالح بن هدلان ..

ورحم ابنه الذيب واموات المسلمين اجمعين


حبيت فيك الوفاء والزين والطيبه

يــاطيب القلــب لا تنسى زيارتنا

بعدك يسبب لنا ضيقات ومصيبه

نبــي جوارك وقرّب لأجــل جيرتنا

ما فيه غيرك بشر نقبل تراحيبه

قربــك يـــداوي وبعدك صار علتنا

مسعد المطيري


الأحد، 20 فبراير 2022

قصيدة الشنفرة لامية

http://www.khayma.com/salehzayadneh/qasayed/shanfara.htm


( من الطويل )

1- أَقِيمُـوا بَنِـي أُمِّـي صُـدُورَ  مَطِيِّـكُمْ         فَإنِّـي  إلى قَـوْمٍ سِـوَاكُمْ  لَأَمْيَـلُ

2- فَقَدْ  حُمَّتِ  الحَاجَاتُ  وَاللَّيْـلُ   مُقْمِـرٌ         وَشُـدَّتْ لِطِيّـاتٍ  مَطَايَـا  وَأرْحُلُ 

3- وفي الأَرْضِ مَنْـأَى لِلْكَرِيـمِ  عَنِ  الأَذَى         وَفِيهَا  لِمَنْ  خَافَ  القِلَـى  مُتَعَـزَّلُ 

4- لَعَمْـرُكَ مَا بِالأَرْضِ ضِيـقٌ على  امْرِىءٍ           سَرَى رَاغِبَـاً أَوْ رَاهِبَـاً وَهْوَ يَعْقِـلُ 

5- وَلِي دُونَكُمْ  أَهْلُـون : سِيـدٌ  عَمَلَّـسٌ           وَأَرْقَطُ زُهْلُـولٌ  وَعَرْفَـاءُ  جَيْـأََلُ

6- هُـمُ الأَهْلُ  لا مُسْتَودَعُ  السِّـرِّ  ذَائِـعٌ           لَدَيْهِمْ وَلاَ  الجَانِي  بِمَا جَرَّ  يُخْـذَلُ 

7- وَكُـلٌّ  أَبِـيٌّ   بَاسِـلٌ   غَيْـرَ  أنَّنِـي           إذا عَرَضَتْ أُولَى  الطَرَائِـدِ  أبْسَـلُ 

8- وَإنْ مُـدَّتِ الأيْدِي إلى  الزَّادِ  لَمْ  أكُـنْ           بَأَعْجَلِهِـمْ إذْ  أَجْشَعُ  القَوْمِ  أَعْجَلُ 

9- وَمَـا ذَاكَ  إلّا  بَسْطَـةٌ  عَـنْ   تَفَضُّـلٍ          عَلَيْهِـمْ وَكَانَ  الأَفْضَـلَ  المُتَفَضِّـلُ 

10- وَإنّـي كَفَانِـي فَقْدَ  مَنْ  لَيْسَ   جَازِيَاً           بِحُسْنَـى  ولا  في  قُرْبِـهِ  مُتَعَلَّـلُ 

11- ثَـلاَثَـةُ أصْحَـابٍ : فُـؤَادٌ  مُشَيَّـعٌ           وأبْيَضُ  إصْلِيتٌ  وَصَفْـرَاءُ  عَيْطَـلُ

12- هَتُـوفٌ مِنَ المُلْـسَِ  المُتُـونِ  تَزِينُـها           رَصَائِعُ قد نِيطَـتْ  إليها  وَمِحْمَـلُ 

13- إذا زَلََّ عنها  السَّهْـمُ حَنَّـتْ  كأنَّـها           مُـرَزَّأةٌ  عَجْلَـى تُـرنُّ   وَتُعْـوِلُ 

14- وَأغْدو  خَمِيـصَ  البَطْن لا  يَسْتَفِـزُّنيِ           إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ

15- وَلَسْـتُ بِمِهْيَـافٍ  يُعَشِّـي  سَوَامَـه          مُجَدَّعَـةً   سُقْبَانُهـا  وَهْيَ   بُهَّـلُ

16- ولا  جُبَّـأٍِ  أكْهَـى مُـرِبٍّ   بعِرْسِـهِ           يُطَالِعُهـا في  شَأْنِـهِ كَيْفَ  يَفْعَـلُ

17- وَلاَ خَـرِقٍ هَيْـقٍ  كَـأَنَّ   فــؤادَهُ           يَظَـلُّ به المُكَّـاءُ  يَعْلُـو  وَيَسْفُـلُ

18- ولا  خَالِــفٍ  دارِيَّــةٍ  مُتَغَــزِّلٍ           يَـرُوحُ وَيغْـدُو داهنـاً  يَتَكَحَّـلُ 

19- وَلَسْـتُ  بِعَـلٍّ  شَـرُّهُ  دُونَ  خَيْـرِهِ           ألَفَّ إذا ما رُعْتَـهُ اهْتَـاجَ  أعْـزَلُ

20- وَلَسْـتُ بِمِحْيَارِ  الظَّـلاَمِ  إذا  انْتَحَتْ          هُدَى الهَوْجَلِ العِسّيفِ  يَهْمَاءُ  هؤجَلُ

21- إذا  الأمْعَـزُ الصَّـوّانُ  لاقَـى مَنَاسِمِي          تَطَايَـرَ   منـه   قَـادِحٌ   وَمُفَلَّـلُ

22- أُديـمُ مِطَـالَ الجُـوعِ حتّـى أُمِيتَـهُ           وأضْرِبُ عَنْهُ الذِّكْرَ  صَفْحاً  فأُذْهَـلُ

23- وَأَسْتَـفُّ  تُرْبَ الأرْضِ كَيْلا يُرَى  لَـهُ           عَلَـيَّ مِنَ الطَّـوْلِ امْـرُؤٌ مُتَطَـوِّلُ 

24- ولولا اجْتِنَابُ الذَأْمِ لم يُلْـفَ  مَشْـرَبٌ           يُعَـاشُ بـه  إلاّ  لَـدَيَّ  وَمَأْكَـلُ

25- وَلكِنّ  نَفْسَـاً  مُـرَّةً  لا تُقِيـمُ  بـي           علـى الـذامِ إلاَّ رَيْثَمـا  أَتَحَـوَّلُ

26- وَأَطْوِي على الخَمْصِ الحَوَايا كَما انْطَوَتْ          خُيُوطَـةُ  مـارِيٍّ  تُغَـارُ   وتُفْتَـلُ

27- وأَغْدُو على القُوتِ الزَهِيـدِ كما غَـدَا           أَزَلُّ  تَهَـادَاهُ   التنَائِـفَ   أطْحَـلُ

28- غَدَا طَاوِيـاً يُعَـارِضُ  الرِّيـحَ  هَافِيـاً          يَخُـوتُ  بأَذْنَابِ الشِّعَابِ ويُعْسِـلُ 

29- فَلَما لَوَاهُ  القُـوتُ  مِنْ  حَيْـثُ  أَمَّـهُ          دَعَـا  فَأجَابَتْـهُ   نَظَائِـرُ   نُحَّـلُ 

30- مُهَلَّلَـةٌ   شِيـبُ   الوُجُـوهِ  كأنَّـها           قِـدَاحٌ  بأيـدي  ياسِـرٍ  تَتَقَلْقَـلُ 

31- أوِ الخَشْـرَمُ المَبْعُـوثُ حَثْحَثَ  دَبْـرَهُ           مَحَابِيـضُ أرْدَاهُـنَّ سَـامٍ مُعَسِّـلُ 

32- مُهَرَّتَـةٌ   فُـوهٌ   كَـأَنَّ    شُدُوقَـها           شُقُوقُ العِصِـيِّ كَالِحَـاتٌ وَبُسَّـلُ

33- فَضَـجَّ وَضَجَّـتْ  بالبَـرَاحِ  كأنَّـها           وإيّـاهُ  نُوحٌ  فَوْقَ  عَلْيَـاءَ  ثُكَّـلُ

34- وأغْضَى وأغْضَتْ  وَاتَّسَى  واتَّسَتْ  بـه          مَرَامِيـلُ عَـزَّاها  وعَزَّتْـهُ  مُرْمِـلُ 

35- شَكَا وَشَكَتْ ثُمَّ ارْعَوَى  بَعْدُ  وَارْعَوَتْ           وَلَلْصَبْرُ  إنْ  لَمْ  يَنْفَعِ  الشَّكْوُ  أجْمَلُ 

36- وَفَـاءَ  وَفَـاءَتْ  بَـادِراتٍ   وَكُلُّـها           على نَكَـظٍ  مِمَّا  يُكَاتِـمُ مُجْمِـلُ

37- وَتَشْرَبُ  أسْآرِي  القَطَا  الكُـدْرُ  بَعْدَما          سَرَتْ قَرَبَـاً  أحْنَاؤهـا  تَتَصَلْصَـلُ 

38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ  وَابْتَدَرْنَـا  وأسْدَلَـتْ           وشَمَّـرَ   مِنِّي   فَـارِطٌ   مُتَمَهِّـلُ 

39- فَوَلَّيْـتُ  عَنْها  وَهْيَ  تَكْبُـو  لِعُقْـرِهِ           يُبَاشِـرُهُ  منها  ذُقُـونٌ   وَحَوْصَـلُ 

40- كـأنَّ  وَغَـاها  حَجْرَتَيـْهِ   وَحَوْلَـهُ          أضَامِيـمُ مِنْ سَفْـرِ القَبَائِـلِ  نُـزَّلُ 

41- تَوَافَيْـنَ  مِنْ  شَتَّـى  إِلَيـْهِ  فَضَمَّـهَا          كما ضَـمَّ أذْوَادَ الأصَارِيـمِ مَنْهَـلُ 

42- فَغَـبَّ غِشَاشَـاً  ثُمَّ  مَـرَّتْ  كأنّـها          مَعَ  الصُّبْحِ رَكْبٌ  مِنْ  أُحَاظَةَ  مُجْفِلُ

43- وآلَفُ  وَجْـهَ  الأرْضِ  عِنْدَ  افْتَراشِـها          بأَهْـدَأَ   تُنْبِيـهِ  سَنَاسِـنُ   قُحَّـلُ 

44- وَأعْدِلُ  مَنْحُوضـاً  كـأنَّ  فُصُوصَـهُ           كعَابٌ  دَحَاهَا لاعِـبٌ  فَهْيَ  مُثَّـلُ

45- فإنْ  تَبْتَئِـسْ  بالشَّنْفَـرَى أمُّ  قَسْطَـلٍ           لَمَا اغْتَبَطَتْ بالشَّنْفَرَى  قَبْلُ  أطْـوَلُ 

46- طَرِيـدُ  جِنَايَـاتٍ  تَيَاسَـرْنَ  لَحْمَـهُ           عَقِيرَتُــهُ   لأِيِّـها   حُـمَّ    أَوَّلُ

47- تَنَـامُ إذا  مَا  نَـامَ  يَقْظَـى  عُيُونُـها          حِثَاثَـاً   إلى   مَكْرُوهِـهِ   تَتَغَلْغَـلُ 

48- وإلْـفُ هُمُـومٍ مـا  تَـزَالُ  تَعُـودُهُ           عِيَاداً كَحُمَّـى الرِّبْـعِ أو  هِيَ أثْقَلُ

49- إذا  وَرَدَتْ   أصْدَرْتُـها   ثـمّ   إنّـها          تَثُـوبُ فَتَأتي  مِنْ تُحَيْتُ ومِنْ  عَـلُ

50- فإمّا  تَرَيْنِي  كابْنَـةِ  الرَّمْـلِ  ضَاحِيَـاً          على  رِقَّـةٍ  أحْفَـى   ولا   أَتَنَعَّـلُ 

51- فإنّي  لَمَولَى  الصَّبْـرِ أجتـابُ   بَـزَّهُ           على مِثْلِ  قَلْبِ  السِّمْعِ  والحَزْمَ  أفْعَلُ 

52- وأُعْـدِمُ   أَحْيَانـاً   وأَغْنَـى  وإنَّمـا           يَنَـالُ  الغِنَى ذو  البُعْـدَةِ  المُتَبَـذِّلُ

53- فلا  جَـزِعٌ  مِنْ   خَلَّـةٍ   مُتَكَشِّـفٌ           ولا  مَـرِحٌ  تَحْتَ  الغِنَى   أتَخَيَّـلُ

54- ولا تَزْدَهِي الأجْهـالُ حِلْمِي  ولا  أُرَى           سَؤُولاًَ  بأعْقَـاب  الأقَاويلِ  أُنْمِـلُ

55- وَلَيْلَةِ  نَحْـسٍ  يَصْطَلي  القَوْسَ  رَبُّـها           وَأقْطُعَـهُ  اللَّاتـي  بِـهَا    يَتَنَبَّـلُ

56- دَعَسْتُ على غَطْشٍ  وَبَغْشٍ  وَصُحْبَتـي          سُعَـارٌ  وإرْزِيـزٌ  وَوَجْـرٌ   وَأفَكَلُ

57- فأيَّمْـتُ  نِسْوَانَـاً  وأيْتَمْـتُ   إلْـدَةً          وَعُـدْتُ كما  أبْدَأْتُ واللَّيْلُ  ألْيَـلُ 

58- وأصْبَـحَ عَنّـي بالغُمَيْصَـاءِ  جَالسـاً           فَرِيقَـانِ: مَسْـؤُولٌ وَآخَرُ  يَسْـألُ 

59- فَقَالُـوا: لَقَدْ  هَـرَّتْ  بِلَيْـلٍ  كِلَابُنَـا          فَقُلْنَـا: أذِئْبٌ عَسَّ أمْ  عَسَّ  فُرْعُـلُ 

60- فَلَمْ  يَـكُ  إلاَّ  نَبْـأةٌ  ثُـمَّ  هَوَّمَـتْ           فَقُلْنَا: قَطَـاةٌ رِيـعَ أمْ رِيعَ  أجْـدَلُ 

61- فَإِنْ يَـكُ مِنْ جِـنٍّ  لأبْـرَحُ  طارِقـاً          وإنْ يَكُ إنْسَـاً ما كَها  الإنسُ  تَفْعَلُ 

62- وَيومٍ  مِنَ  الشِّعْـرَى  يَـذُوبُ  لُعَابُـهُ          أفاعِيـهِ  فـي  رَمْضائِـهِ  تَتَمَلْمَـلُ

63- نَصَبْـتُ له وَجْهي  ولا  كِـنَّ  دُونَـهُ          ولا سِتْـرَ إلاَّ  الأتْحَمِـيُّ  المُرَعْبَـل

64- وَضَافٍ إذا  طَارَتْ  له  الرِّيحُ  طَيَّـرَتْ           لبائِـدَ  عن  أعْطَافِـهِ  ما   تُرَجَّـلُ

 65- بَعِيـدٌ بِمَسِّ الدُّهْـنِ  والفَلْيِ  عَهْـدُهُ           لـه عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسْل مُحْـوِلُ 

66- وَخَرْقٍ كظَهْرِ  التُّـرْسِ  قَفْـرٍ  قَطَعْتُـهُ          بِعَامِلَتَيْـنِ ،  ظَهْـرُهُ  لَيْسَ  يُعْمَـلُ

 67- فألْحَقْـتُ   أُوْلاَهُ   بأُخْـرَاهُ   مُوفِيَـاً          عَلَى  قُنَّـةٍ  أُقْعِـي  مِرَارَاً   وَأمْثُـلُ 

68- تَرُودُ  الأرَاوِي  الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها          عَـذَارَى  عَلَيْهِـنَّ  المُلاَءُ   المُذَيَّـلُ 

69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ  حَوْلِي  كأنّنـي           مِنَ العُصْمِ أدْفى  يَنْتَحي  الكِيحَ  أعْقَلُ

السبت، 12 فبراير 2022

قصيدة الحطئة من يفعل الخير

 

وَاللَهِ ما مَعشَرٌ لاموا اِمرَأً جُنُباً

في آلِ لَأيِ بنِ شَمّاسٍ بِأَكياسِ

عَلامَ كَلَّفتَني مَجدَ اِبنِ عَمِّكُمُ

وَالعيسُ تَخرُجُ مِن أَعلامِ أَوطاسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ لا أَبا لَكُمُ

في بائِسٍ جاءَ يَحدو آخِرَ الناسِ

لَقَد مَرَيتُكُمُ لَو أَنَّ دِرَّتَكُم

يَوماً يَجيءُ بِها مَسحي وَإِبساسي

وَقَد مَدَحتُكُمُ عَمداً لِأُرشِدَكُم

كَيما يَكونَ لَكُم مَتحي وَإِمراسي

وَقَد نَظَرتُكُمُ إِعشاءَ صادِرَةٍ

لِلخَمسِ طالَ بِها حَبسي وَتَنساسي

فَما مَلَكتُ بِأَن كانَت نُفوسُكُمُ

كَفارِكٍ كَرِهَت ثَوبي وَإِلباسي

لَمّا بَدا لِيَ مِنكُم غَيبُ أَنفُسِكُم

وَلَم يَكُن لِجِراحي مِنكُمُ آسي

أَزمَعتُ يَأساً مُبيناً مِن نَوالِكُمُ

وَلَن تَرى طارِداً لِلحُرِّ كَالياسِ

أَنا اِبنُ بَجدَتِها عِلماً وَتَجرِبَةً

فَسَل بِسَعدٍ تَجِدني أَعلَمَ الناسِ

ما كانَ ذَنبُ بَغيضٍ أَن رَأى رَجُلاً

ذا فاقَةٍ عاشَ في مُستَوعَرٍ شاسِ

جارٌ لِقَومٍ أَطالوا هونَ مَنزِلِهِ

وَغادَروهُ مُقيماً بَينَ أَرماسِ

مَلّوا قِراهُ وَهَرَّتهُ كِلابُهُمُ

وَجَرَّحوهُ بِأَنيابٍ وَأَضراسِ

دَعِ المَكارِمَ لا تَرحَل لِبُغيَتِها

وَاِقعُد فَإِنَّكَ أَنتَ الطاعِمُ الكاسي

وَاِبعَث يَساراً إِلى وُفرٍ مُذَمَّمَةٍ

وَاِحدِج إِلَيها بِذي عَركَينِ قِنعاسِ

سيري أُمامَ فَإِنَّ الأَكثَرينَ حَصىً

وَالأَكرَمينَ أَباً مِن آلِ شَمّاسِ

مَن يَفعَلِ الخَيرَ لا يَعدَم جَوازِيَهُ

لا يَذهَبُ العُرفُ بَينَ اللَهِ وَالناسِ

ما كانَ ذَنبِيَ أَن فَلَّت مَعاوِلَكُم

مِن آلِ لَأيٍ صَفاةٌ أَصلُها راسِ

قَد ناضَلوكَ فَسَلّوا مِن كِنانَتِهِم

مَجداً تَليداً وَنَبلاً غَيرَ أَنكاسِ

السبت، 5 فبراير 2022

قصص وأشعار عروة بن الورد


سليمان القانوني (1494-1566)

وهو يعتبر من أعظم وأطول حكم ف الملك التركي عبر التاريخ، كان سليمان القانوني ملك جيد جداً وحين يتعلق الأمر بحكم مملكته كان له معرفة شديدة بالثقافة وبالجيش وكذلك بالدبلوماسية والبحرية وهذا على سبيل المثال لا الحصر، وقد كان عصره متزامن مع أكبر 


عروة بن الورد

ولقد قال عبدالملك بن مروان عن عروة بن الورد : (ما يسرني أن أحدًا من العرب ممن ولدني ولم يلدني إلا عروة بن الورد ) ، وكان عروة في شعره يشجع على السير في الأرض من أجل الإصابة من خيراتها فكان يقول في ذلك :

دَعيني للغِنَى أَسعى فإني*** رأيتُ النَّاسَ شرهُمُ الفَقيرُ

وكان إذا أصاب القوم الجوع الشديد ، كانوا يأتون إلى بيت عروة ويقولون له أغثنا يا أبا الصعاليك ، فكان يخرج معهم ليحصلوا على الطعام فلم يغزو و يسلب كبقية الشعراء أمثال تأبط شرا أو الشنفري ، ولكن كان يغزو ليعين الفقراء ، ولم يغزو كريمًا قط بل كان يختار من عرفوا ببخلهم على الفقراء فكان

قصيدة عروة بن الورد. إذا المرؤ

 إِذا المَرءُ لَم يَطلُب مَعاشاً لِنَفسِهِ


شَكا الفَقرَ أَو لامَ الصَديقَ فَأَكثَرا


وَصارَ عَلى الأَدنَينَ كَلّاً وَأَوشَكَت


صِلاتُ ذَوي القُربى لَهُ أَن تَنَكَّرا


وَما طالِبُ الحاجاتِ مِن كُلِّ وِجهَةٍ


مِنَ الناسِ إِلّا مَن أَجَدَّ وَشَمَّرا


فَسِر في بِلادِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى


تَعِش ذا يَسارٍ أَو تَموتَ فَتُعذَرا


عروة بن الورد

الخميس، 3 فبراير 2022

 هذه القصيده للأمير ضاري بن فهيد الرشيد


الله من قلب دبل كبد راعيه= 
قام يتدرق مثل شمس المراتي
مايرعوي للنصح من دون طاريه=
ليا ماغدا بين الحذا والصفاتي
أرجع واهون وافتكر في مواضيه=
وليا الحسايف ماترد الفواتي
كم واحد يطرف عيونه بياديه=
 ويفارق الغالي على أدنى حكاتي 
عزّي لمن عمره مضى في تمنيه=
ماهمه إلا قول ويش السواتي ؟
ياقلب ذا وقت عسى الله يمضيه=
وياراكب اللي تقل فزة قطاتي
من حرّ هميم للوازم معفّيه=
عليه من يدي علوم الثباتي
يلفي على خل ولانيب كاميه =
صحيبي اللي ينطح الملزماتي
هو شوق من كن العسل بين اشافيه=
اللي قرونه بالحجب شارعاتي
فيا ركبه لي جيت عند ناصيه=
 الليث أبو صالح عطيب الرماتي
تلفي على اللي دايم القلب يطريه =
حيث ان ماغيره رفيق ثباتي
سلام مشتاق ليا شاف غاليه =
به اختلط حبل الرجا والمماتي 
فان قال كيف اللي علينا حواليه= 
قله رفيقك ساهر مايباتي
متحيز ماعنده احد يشاكيه=
 إلا صديق مثل وصف العداتي
هذا زمان كاثرات بلاويه =
 ماله من الحيلات كود السكاتي
فأن كان العمر جاء مثل ماضيه=
 يعنك ماتسوى ريال حياتي

قصة الفرزدق مع زوجته نوار

 قصة الفرزدق مع زوجته نوار ذات الجمال الطاغي 

حيث أنه تزوجها مرغمة فنفرت من ذلك 

وأرادت الشُّخوص إلى ابنِ الزُّبير رضي الله عنه 

حين أعياها أهل البصرة ألاَّ يطلقوها من الفرزْدق 

وابن الزبير يومئذٍ أمير الحجاز 

فلم تَجِدْ مَن يحملها 

وأتت فتية من بني عديّ 

يقال لهم: بنو أم النُّسير، فسألتْهم برحِمٍ تَجمعهم وإيَّاها 

وكانت بينها وبينهم قرابة 

فأقسمت عليْهم أمها: ليحملنَّها، فحملوها 

فبلغ ذلك الفرزدق 

فاستنهض عدَّة من أهل البصرة فأنْهضوه 

وأعانوه بإبلٍ ونفقةٍ 

فتبع النَّوار، وقال:



أَمَّا بَنُوهُ فَلَمْ تَنْفَعْ شَفَاعَتُهُمْ 

وَشُفِّعَتْ بِنْتُ مَنْظُورِ بْنِ زَبَّانَا 


لَيْسَ الشَّفِيعُ الَّذِي يَأْتِيكَ مُؤْتَزِرًا 

مِثْلَ الشَّفِيعِ الَّذِي يَأْتِيكَ عُرْيَانَا 



فبلغ ابنَ الزبير شعره 

ولقِيه على باب المسجِد وهو خارج منه 

فضغَطَ حلْقه حتَّى كاد يقتُلُه ثمَّ خلاَّه 


ثمَّ دخل إلى النَّوار فقال لها: 

إن شئتِ فرَّقتُ بيْنك وبيْنه ثمَّ ضربتُ عنُقَه 

فلا يهجونا أبدًا 

وإن شئتِ أمضيت نكاحَه 

فهو ابن عمِّك وأقرب النَّاس إليك 

وكانت امرأة صالحة، فقالت: 

أوما غير هذا يا أمير المؤمنين 

قال: لا، قالت: 

ما أحبُّ أن يُقْتل 

ولكني أمضي أمره 

فلعلَّ الله أن يَجعل في كرهي إيَّاه خيرًا 

فمضت إليه وخرجت معه إلى البصرة 


فكان الفرزدق يقول: 

خرجْنا ونحن متباغِضان، فعدنا متحابين 

فلمَّا اصطلحا، ورضِيَت به 

عادا إلى البصرة فمكثا ما شاء الله 

وأصبح له منها أولادٌ وبنات 


لكنَّ ما لم تستطِع أن تحقِّقَه بمعونة السُّلطان والحكَّام والأمراء وصلت إليه بالحيلة والدَّهاء 

فما زالت تتودَّد إليْه حتَّى طلَّقها 

على أن تبقي أعطياتها له وألاّ تتزوَّج بعده 

فقبِلت على أن يشهد طلاقَهما الحسن البصري 

رحمه الله 

فأتيا الحسن فقال له الفرزْدق: 

يا أبا سعيد، قال له الحسن: ما تشاء؟ 

قال: أشهد أنَّ النَّوار طالق ثلاثًا، 

فقال الحسن: قد شهِدْنا، 

فلمَّا انصرف قال: لصاحب خرج معه 

قد ندِمْتُ على طلاقها 

ومضى وهو يقول:


نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِيِّ لَمَّا 

غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ 


وَلَوْ أَنِّي مَلَكْتُ يَدِي وَقَلْبِي 

لَكَانَ عَلَيَّ لِلقَدَرِ الخِيَارُ 


وَكَانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ مِنْهَا 

كَآدَمَ حِينَ أَخْرَجَهُ الضِّرَارُ


وَكُنْتُ كَفَاقِئٍ عَيْنَيْهِ عَمْدًا 

فَأَصْبَحَ مَا يُضِيءُ لَهُ النَّهَارُ

قصص من الخيال الغول و العنقاء

  الغول والعنقاء والخل الوفي 3 دقائق للقراءة قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احت...