قرئ على أبي بكر الصولي ، سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة ، بالبصرة ، وأنا أسمع : حدثكم هرون بن عبد الله المهلبي ، سنة ثمانين ومائتين ، قال : لما هجا دعبل المأمون ، قال لهم : أسمعوني ما قال : فأنشدوه هذين البيتين من أبيات ، وهما : إني من القوم الذين سيوفهم
قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله
واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فقال المأمون : قبحه الله ، ما أبهته ، متى كنت خامل الذكر ، وفي حجر الخلافة ربيت ، وبدرها غذيت ، خليفة ، وأخو خليفة ، وابن خليفة.
ثم جدّ في طلب دعبل ، حتى ظفر به ، فلم يشك أحد في أنه قاتله.
فلما دخل عليه ، قال له : يا دعبل ، واستنقذوك من الحضيض الأوهد.
فقال : يا أمير المؤمنين ، قد عفوت عمن هو أعظم منى جرما.
فقال : صدقت ، لا بأس عليك ، أنشدني " مدارس آيات ".
فقال : أنشدها وأنا آمن ؟ قال : نعم.
فأنشده إياها ، فجعل المأمون يبكي ، لما بلغ قوله : بنات زياد في القصور مصونة وبنت رسول الله في الفلوات ثم وصله وأمنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق