الثلاثاء، 27 يوليو 2021

قصة دعبل مع المأمون

قرئ على أبي بكر الصولي ، سنة خمس وثلاثين وثلاث مائة ، بالبصرة ، وأنا أسمع : حدثكم هرون بن عبد الله المهلبي ، سنة ثمانين ومائتين ، قال : لما هجا دعبل المأمون ، قال لهم : أسمعوني ما قال : فأنشدوه هذين البيتين من أبيات ، وهما : إني من القوم الذين سيوفهم 

قتلت أخاك وشرفتك بمقعد

 شادوا بذكرك بعد طول خموله

 واستنقذوك من الحضيض الأوهد


 فقال المأمون : قبحه الله ، ما أبهته ، متى كنت خامل الذكر ، وفي حجر الخلافة ربيت ، وبدرها غذيت ، خليفة ، وأخو خليفة ، وابن خليفة.


ثم جدّ  في طلب دعبل ، حتى ظفر به ، فلم يشك أحد في أنه قاتله.


فلما دخل عليه ، قال له : يا دعبل ، واستنقذوك من الحضيض الأوهد.


فقال : يا أمير المؤمنين ، قد عفوت عمن هو أعظم منى جرما.


فقال : صدقت ، لا بأس عليك ، أنشدني " مدارس آيات ".


فقال : أنشدها وأنا آمن ؟ قال : نعم.


فأنشده إياها ، فجعل المأمون يبكي ، لما بلغ قوله : بنات زياد في القصور مصونة وبنت رسول الله في الفلوات ثم وصله وأمنه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أبيات من الشعر الشعبي صارت. أمثال

  يحفل الشعر الشعبي في المملكة وخصوصا القديم منه وقليل من جديده بأبيات سارت مسار الامثال ويرددها الناس في مجالسهم ويستشهد بها في بعض المناسب...