الثلاثاء، 29 أبريل 2025

قصة مقطيط و رشاه من الخيال

ناصر الحميضي

 


 كثيرا ما نسمع بالمثل القائل :

هفة مقيط ورشاه ، أو ، يا مقيط دوك رشاك

وهي قصة بطلها رجل سمي : مقيط و هو ضحيتها أيضا ، لعدم تقديره الأمور وغياب عدله مقابل عاطفته .

وأجدادنا لم يفوتوا فرصة إلا استغلوها لتعليمنا حتى أدق تفاصيل التعامل مع الآخرين ، بحيث يتم تحييد العاطفة وتحكيم العقل والعدل والإنصاف ولو لم ترض النفس ، لأن ذلك من المروءة ، ولأنه أيضا من أسباب دوام العلاقات بين الناس وتبادل المنافع ، وإلا لم يبق للشخص صديق ولا يقبل به أحد.

لقد عرفوا بغلبة العاطفة وهيمنتها على النفس وتحكمها في تصرفات الفرد وخافوا منها ونسجوا لها الحكاية ، ووصفوا لها الدواء ، وهذا الدواء يتضح من مضامين قصة مقيط .

مقيط الذي لم يستطع أن يحكم عقله ، وغلبت عليه عاطفته وجعل حبه في غير موضعه ونسي الوفاء وغيبه عن مكانه .

وتبدأ قصته مع هوايته ، كما أن نهايته في ثنايا عاطفته ، وولاءه الذي لم يكن في محله .

كان مقيط من هواة القنص والصيد ، خبير بمواكر الصقور وطيور الحرار وتفريخها ، يسترزق من الطيور صيداً وبيعاً .

يتتبع أماكن تواجدها ، يتمتع بقوة القلب والقدرة على النزول أو الصعود في الأماكن المرتفعة فهو لا يهابها ، وللأسف كانت نهايته في أماكن هوايته ، هكذا جعلها مخرج القصة وصانعها.

سبرله ماكرا ، أو عشاً يظن أن به فراخاً ، أو بيض صقور ، لكنه لا يقدر على النزول إليه من أعلى الجبل ، ولا هو يتمكن من الوصول إليه صعوداً ولا بد له من حبل يسمونه ( الرشا ) غليظ الفتل قوي النسج ، يمسك به معاون له من الأعلى ويدليه وهو مربوط في وسطه ، ولكن لن يعمل معه أحد بدون مقابل مجزي .

وفعلا وجد من يعاونه ، وفي الوقت نفسه يرافقه ويؤانسه ، وإن احتاج لمساعدة أكثر ساعده ، وبهذا يكون قد ضحى بوقته وجهده وتفرغ له فاستحق أن يشاد به ، وأن يوهب أحسن هبة مما سوف يوجد في العش من فراخ يتقاسمها الاثنان ( مقيط وصاحبه )

وفعلا نزل مقيط بالرشا من الأعلى حتى صار في مقابل العش متدلياً قبالته ، ثم بشر صاحبه بأن في الوكر ثلاثة فراخ .

ومن المعروف أن الفراخ تختلف من حيث الحجم لأجسامها وصحتها وتحملها بل سرعة نموها فيما بعد وثمنها .

فالأكبر هو الأحسن ، والأوسط أقل منه ، أما الصغير أو الأخير فإنه في الغالب لا يبقى حياً وربما نشأ ضعيفاً أو سقط من العش من حركة الكبار حوله .

أما تسمية الفراخ الثلاثة فيطلق عليها في بعض المناطق بالترتيب :

النادر ، والشبيبيط ، وتبيع المفرخة.

وكل هذه الثلاثة في الوكر ، وعقدة القصة تكمن هنا ، ومفتاح العدل والإنصاف وضع في العقدة التي ينتظرها المتلقي و يجودها القاص بمهارته التربوية التي يزرع من خلالها المثل والفضائل حتى نعي أهمية التعامل مع الآخرين دون جور أو جحود ، وهي في قرار مقيط وتصريحه النهائي .

قال مساعده ، بشر ؟

كيف ستقسم الطيور أو الفراخ التي سوف تأخذها الآن وتصعد بها ؟

قال : هي مقسومة مسبقاً .

فالنادر: لي

والشبيبيط : لولد عمي .

وتبيع المفرخة : لك

سأله مرة أخرى : أنا تعطيني تبيع المفرخة ؟!!

قال : نعم ، ليس لك سواه .

قسمة تخلو تماماً من معاني الحق وتقدير الجهد والرفقة والصحبة ، فقد برزت القبلية والعاطفة ونسي المعروف ، وهذا مغزى القصة وهدفها.

حاول رفيقه أن يثنيه عن قسمته ، وطلب منه أن يراجع نفسه ، ويفكر في ما هو فيه من حاجة لمن يمسك الآن بالرشا ، ومن هو السبب في سلامته والمحافظة على نزوله وصعوده ، لكن لم يسمع لقول ولا لنداء عقل ولا واجب.

فقال له رفيقه : أجل [ يا مقيط ، دوك رشاك ]

فأعطاه الرشا وألقاه عليه ، وبهذا يكون مقيط قد هوى من حافة الجبل ، حيث النهاية له ولرشاه وللفراخ أيضا .

نهاية مأساوية ، وفيلم مرعب ، ومشهد مؤسف ولكن مضمون القصة يقول : بالعدل تستقيم الأمور .

وهذه القصة لبساطتها ، وسهولة استيعابها وقلة شخوصها وظهور هدفها جعلها تنتشر في عدد من الأقاليم ، بحيث يمثل كل أهل إقليم بالجبل الذي لديهم إلى درجة أنهم ينسبون القصة لإقليمهم ، سواء في غرب نجد أو شمالها بجوار حائل ، حيث يوجد جبل مقيط ، أو جبل طويق ، أو جبلة أو غيره .

ولكن فيما يبدو أنها لا حقيقة لها بقدر ما تكون درساً تربوياً مفيداً

وبعضهم ظن أن مقيط نزل بئراً وليس جبلاً ، وهذا ليس في أصل الرواية

يقول الشاعر : الدغيلبي :

حان الوداع المنتظر بالمقادير

مكتوب ومقدّر نوادع غرامه

يابنت روحي روحة مقيط فالبير

ماعاد ألك فالقلب مجلس وأقامه

باب وقفلته قدم نفاخة الكير

ماعاد يفتح لين يوم القيامه

ولكن لعله يجوز للشاعر في اللغة ما لا يجوز لغيره من حيث تطويع الكلمات للوزن والقافية فاستخدم البير بدلا من الجبل .

وسقوط مقيط استخدم مثلا حيث يقولون [ هفة مقيط ورشاه ] يعني سقوطه ، ونضربه مثلا يريح أنفسنا وقت الرغبة في التخلص من المشقة التي لا ينتج منها فائدة ، فنحن في تعاملنا مع بعض الناس لا نجني الفائدة بل ربما قابلنا الجحود رغم إخلاصنا واهتمامنا وحرصنا ، مما يعطينا المبرر في ترك المبادرة التي تعود علينا بالضرر وضياع أوقاتنا بلا منفعة .

لا أشك مطلقاً أن القصة درس من دروس التربية ، وهي قصة شعبية في قوالب متعددة ، أولها قصة ونهايتها مثلا ، ومضامينها حكمة وزرع للفطنة والنباهة ورد الجميل وحسن التعامل وفي الوقت نفسه العدل والإنصاف.

أما كون القصة درساً نسج من خبير وتمت حبكته من متمكن عارف فلأنه من غير المعقول أن يفضح الشخص سره الخطير ، وهذه القصة أطرافها اثنان ، أحدها الجاني صاحب السر ، فإذا لم يروها لم تظهر للوجود ، وهو ليس مسلوب العقل ليرويها في حياته فتعود عليه بالوبال وربما الهلاك ، أما بعد موته فلا راوي للقصة ، والآخر مجني عليه وقد انتهى وطويت صفحته ، وبالتالي ليس لها راوٍ ، مما يدل على أنها ضرب من الخيال المقصود الموجه لصالح المجتمع والمستمع ، استخدمها الأفراد كدرس مفيد .

أما ما يوجه للقصة من محظور فهو أن الجزاء كان قاسياً وهو هلاك الإنسان ، وهذا لا يجوز أن يضعه المربي في درسه ، لأنه بهذا يكون مربياً فاشلاً فكيف يستخدم القتل مقابل فرخ طائر لكن لعل القصة جاءت من زمن الجهل لا زمن العلم والمعرفة .

نصايح تهمك. أحفظ نعمك

 احفظ نعمك… بالصمت.


* لا تُظهر أفراحك أمام الجميع.


 • لا تتحدث عن أبنائك وذكائهم.


 • لا تُشارك تفاصيل صحتك.


 • لا تُفصح عن مشاريعك وطموحاتك.


 • لا تتحدث عن سعادتك الزوجية أو استقرارك الأسري.


 • لا تذكر ترقيتك أو نجاحاتك المالية.


 • لا تُفصِح عن ممتلكاتك أو أسعارها.


احفظ نفسك… بالصمت.


تكلّم فقط بقدر الضرورة، وإن وجدت نفسك مضطراً للحديث، فابحث عن مخرج مهذّب:


“عذرًا، لدي اتصال من المنزل”


“عذرًا، لدي موعد عاجل”


“أحدهم بانتظاري، يجب أن أذهب”


بيتك ليس للجميع.


لا تفتح أبوابه لكل من هبّ ودبّ، فبعض العيون لا ترى إلا النعمة… وتتمنى زوالها.


الحسد لا يأتي إلا ممن يعرفك عن قرب، من دخل بيتك، واطّلع على تفاصيلك، وسأل عن مواردك، ورأى ما تملك.


أبناؤك أمانة، لا تفاخر بهم أمام أحد، فهناك من يحسدهم دون أن تشعر، وهناك من يتمنى أن يكون له مثلهم.


لا تذكر أسعار سيارتك، منزلك، أو حتى أدواتك… فالحسد بابٌ لا يُغلق بسهولة.


والله إن كثيرًا من الأمراض، والتعاسة، والخسائر، والطلاق، والموت المفاجئ… كلّها تبدأ بنظرة حاسد.


 • مشاريع لا تكتمل؟ حسد.


 • أبناء لا ينجحون؟ حسد.


 • صحة تتدهور؟ حسد.


 • نعم تختفي فجأة؟ حسد.


 • رواتب تتبخر؟ حسد.


 • مشاكل عائلية بلا سبب؟ حسد.


 • تعاسة وحزن دون تفسير؟ إنه الحسد.


قلل اختلاطك بالناس، أكثر من الصلاة، وداوم على قراءة القرآن، ولا تنسَ الدعاء: أن يحفظ الله بيتك، وأهلك، وذريتك، وأموالك، ومشاريعك.


اللهم اجعلنا في ودائعك التي لا تضيع.




الأحد، 27 أبريل 2025

قصة الفارس جريس بن جلباب العجمي

 شهامة جريس بن جلباب اليماني ))


وهو الشاعر الفارس جريس بن جلباب العجمي الملقب (اليماني)

وهو المقصود بقول الهربيد بالشيخه:

وجريس اللي كرمته كنها العيد 00

الذي لم يشتهر ذكره مع الناس بالرغم من مواقفه الجليله ولاسيما عندما غابجاره فحاولت زوجة الجار

التحرش بجريس اليماني مستغلة غياب الزوج ولكونه كان وسيما وله بطولاتوسمعه ذائعه بين الناس

ولذلك وجدت رجلا طاهر النفس وقوي العزيمه الذي رفض معصية الله ثمخيانة جاره واستطاع مقاومتها وصد

هذا العار عن نفسه والابتعاد عنها 0

فحقدت عليه وعندما عاد زوجها من السفر اشتكت عليه ان جريس كان يحاولالمساس بها مما اثار غضب

الزوج الذي ذهب لجريس واغلظ عليه الكلام ثم رحل عنه 0

وعندما ابتعد الزوج مسافة نهار على الابل رجع اليه عقله وتذكر مروءة جريساليماني وكذلك كيد النساء

وانها قد تكون كذبت عليه 0

فرجع لوحده لكي يطلب من جريس القسم بالله على انه مظلوم 0

وقبل الدخول للبيت سمع عازف الربابه يغني وجريس يعطيه هذه الكلماتويقول:


الله من قلب هواجيسه أنواع
عصر الطرب بعته ولا عا دجاني

بعته بكور مذلله تهضع تهضاع
تسري ليا نامت عيون الهداني

وأن أنصفت نجعل جرنها على القاع
من السهج والكد و الحيل واني

و ان جوا أهل هجنٍ من البعد ضلاع
أذبحلهم جل البكار السماني

ثم انحر اللي لأسمن الحيل بياع
في شيبته ضاري لبيع السماني

ما يعرف المعروف زارق في الاطماع
قالت تراك السبع وهو الجباني

وقصير بيتي غال لن ينزاع
وادعيه للكرمه وجيه أن دعاني

أنا معه بذراع والشبر والباع
اللي شحاه من المشاحي شحاني

ولاني في حرمة قصيري بطماع
لا غاب واليها عليها الف أماني

وقصيرتي مكثرة فيها اتلماع
لو أنها ازين من ظبى البياني



فعلم من هذه الابيات انه مظلوم وانه لم يغير مذهبه فطلق الزوجه ورجعللحياة جارا من جيرانه 0

وهذا منتهى الشرف والنزاهه في النفس العربيه الاصيله 0 ومع الاسف انها لمتشتهر مع الناس بالرغم

من كونها جديرة بذلك 0

قصيدة أبو تمام إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً

 أبو تمام

إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً

فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ

رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي

وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ

وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي

لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ

لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى

أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ

إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى

بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ

يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ

وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ

فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ

وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ

إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي

وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ

لَئيمُ الفِعلِ مِن قَومٍ كِرامٍ

لَهُ مِن بَينِهِم أَبَداً عُواءُ

قصة ساجر الرفدي العنزي و جاره خليف

  وهالقصة   بعد   وهي   من   طرائف   القصص   اللي   صارت   للشيخ   ساجر   الرفدي  .. من   القصص   والعلوم   اللي   صارت   لساجر   الرفدي   م...