قصه وقصيده]
{ابن بقيه الوزير الذي كفنته الرياح}
قائل هذه القصيده هو ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻷﻧﺒﺎﺭﻱ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ، في رثاءﺃﺑﻮ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻘﻴﺔ البغدادي
كان ابن ﺑﻘﻴﺔ ﻭﺯﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺳﻴﻦ، وكان كريما" جواد" ممدحا" مكرما"للعلماء وطلبة العلم وقد ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻣﻨﺎﺩﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺼﺮﻩ
ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ : ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻔﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻠﻴﺘﻔﻀﻞ؟ ﻓﻴﺪﺧﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﺭﺍﻓﺎﺕ
ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﺎً، ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻭﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﻓﻴﻄﻌﻤﻬﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﻈﻬﺮ ﻧﺎﺩﻯ ﻣﻨﺎﺩﻳﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﻐﺪﺍﺀ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻓﻬﻠﻢ،
ﻓﻴﺪﺧﻠﻮﻥ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ، ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﻋﻀﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﻮﻳﻬﻲ
ﺣﺴﺪﻩ ﻭﺍﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻫﺬﺍ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻨﻲ ﺷﺄﻧﺎً ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺯﺭﺍﻓﺎﺕ
ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﺎً، ﻷﺑﻄﺸﻦ ﺑﻪ.
فماذال يمكر به حتي صلبه في عمود عند ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﺒﻴﻤﺎﺭﺳﺘﺎﻥ ﺍﻟﻌﻀﺪﻱ. وجعلعليه حرس حتي لا يصل اليه الناس فبكت بغداد علي. هذا الوزير ورثاه الانباريبقصيده صادقة الرثاء عدها النقاد من امهات المراثي حتي قيل ان عضدالدوله قاتل الوزير قال :- ما مات من قيلت فيه هذه القصيد والله اني وددتلو اني صلبت وصلبت وقيلت في .
................................................
من أقوى المراثي على الأطلاق
عُلُوٌّ فِي الحَيَاةِ وَفِي المَمَاتِ
لَحَقٌّ أَنْتَ إِحْدَى المُعْجِزَاتِ
كَأَنَّ النَّاسَ حَوْلَكَ حِينَ قَامُوا
وُفُودٌ نداك أَيَّام الصِّلاتِ
مَدَدْتَ يَدَيْكَ نَحْوَهُمُ احْتِفَاءً
كَمَدِّهُمَا إِلَيْهِم بِالهِباتِ
وَلَمَّا ضَاقَ بَطْنُ الأَرْضِ عَنْ أَنْ
تُوَارَى فِيْهِ تِلَكَ الْمَكْرُمَاتِ
أَصَارُوا الجَوَّ قَبْرَكَ وَاسْتَعاضُوا
عَنِ الأَكْفَانِ ثَوْبَ السَّافِيَاتِ
لعظمك فِي النُّفُوسِ تَبِيتُ تَرْعَى
بِحُرّاسٍ وَحُفَاظٍ ثِقَاتَ
وَتُوقَد حَوْلَكَ النَّيِّراتِ لَيْلاً
كَذلِكَ كُنْتَ أَيَّامَ الحَياةِ
وَمَاَلكَ تُرَبَةً فِي الأرْضَ تُسْقَى
لَأنَّك نُصْبَ هَطْلَ الْهَاطِلَاتِ
رَكَبْتَ مَعَسَة مِنْ قَبْلِ زَيْدٍ
عَلاهَا فِي السِّنينِ المَاضِياتِ
وَتِلْكَ قَضِيَّةٌ فِيهَا تَأَسٍّ
تُبَاعِدُ عَنْكَ تَعْيِيرَ العُدَاةِ
وَلَمْ أَرَ قَبْلَ جَذْعِكَ قَطُّ جَذَعاً
تَمَكَّنَ مِنْ عِنَاقِ المَكْرُمَاتِ
أَسَأْتَ إِلي النَّوَائِبِ فَاسْتَثَارَتْ
فَأَنْتَ قَتِيلُ ثَأْرِ النَّائِبَاتِ
وَصَيَّر دَهْرَكَ الإِحْسَانَ فِيهِ
إِلَيْنَا مِنْ عَظِيمِ السَّيْئاتِ
وَكُنْتُ لِمَعْشَرِ سَعْداً فَلَما
مَضَيْتَ تَفَرَّقُوا بِالمُنحِسَاتِ
غَلِيل بَاطِن لَكَ فِي فُؤَادِي
يُخَفِّفُ بِالدُّموعِ الجَارِياتِ
وَلَوْ أَنِّي قَدِرْتُ عَلَى قِيامٍ
بِفَرْضِكَ والحُقُوق الوَاجِبَاتِ
مَلأتُ الأَرْضَ مِنْ نَظْمِ القَوَافي
وَبُحْتُ بِهَا خِلافَ النَّائِحَاتِ
وَلَكِنِّي أُصَبِّرُ نَفْسِي
مَخَافَةَ أَنْ أُعَدُ مِنَ الجُنَاةِ
وَمَالكَ تُرْبَةٌ فَأَقُولُ تَسْقِى
لأَنَّكَ نَصبُ هَطْلِ الهَاطِلاتِ
عَلَيْكَ تَحِيَّةَ الرَّحْمَنِ تَتْرى
بِرَحَماتٍ غَوَادٍ رَائِحَاتٍ
لأبن الأنباري