السبت، 8 فبراير 2025

قصة. ذكرى الخليفة المعتصم بالله بطل قصة وامعتصماه

 ذكرى الخليفة المعتصم بالله بطل قصة وامعتصماه

حرك جيوشا لأجل إمرأة، أدخل الأتراك للإسلام، عين العرب بأعلى المناصب،فاتح أنقرة وعمورية ونابولي.

حيث في مثل هذا اليوم

-

توفي الخليفة العباسي الثامن محمد المعتصم بالله "الخليفة المثمن"

-

وذلك 842/01/05 ميلادي

الموافق 18 ربيع الأول 227 هجري

-

-

تعريف بالخليفة.

-

-

هو أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصورثامن الخلفاء العباسيين، ولد في 08 شعبان 180 هجرية الموافق 796/10/16 ميلادي، وأمه هي ماردة الصغدية، وبحسب المؤرخين فقد كان يملك قوةبدنية وشجاعة مميزة.

-

-

تولي الخلافة

-

-

كان في عهد أخيه المأمون واليا على الشام ومصر وكان المأمون يميل إليهلشجاعته فولاه عهده، وفي اليوم الذي توفي فيه المأمون بمدينة طرسوسبويع أبو اسحاق محمد بالخلافة ولقب بالمعتصم بالله في 19 من رجب سنة218 هجرية (10 من أغسطس سنة 833 ميلادية).

-

-

لا يعرف الكتابة.

-

-

كان الخليفة محمد المعتصم أميا لا يعرف الكتابة، وذلك بسبب أنه عندما كانيتعلم في صغره، توفي أكثر من زميل له في الدراسة، فخاف أبيه هارون الرشيدعليه، وأبعده عن العلم، وأوصى أن لا تصل الخلافة إليه، وهذه من الغرائبحيث وصلت الخلافة له واستمرت في نسله بعكس إخوته

-

-

معالم خلافته.

-

-

استمرت عمليات الترجمة والنهضة العلمية في عهده كما في عهد سلفهالمأمون غير ما ميز عهد المعتصم هو اهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهممن مناطق آسيا الوسطى كسمرقند وخوارزم، وكان هو السبب الرئيسيلإعتناقهم الإسلام حيث بث بينهم الدعاة منذ أن كان أميرا فحولهم من قبائلوثنية لمسلمين.

-

وكذلك جلب جنودا من المغرب ودلتا النيل، ولقد ملأ الجنود بغداد حيثبلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفا، وأدى ذلك إلى التضييق بأهلالمدينة، واضطر الخليفة نتيجة لذلك إلى الانتقال إلى مدينة سامراء التي بناهاعام 835م على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد لتكون عاصمة له ومقرالجيوشه من المماليك والأحرار.

-

-

قضائه على الفتن.

-

-

 تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوبالعراق على يد القائد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجرية الموافق835م وأجلاهم المعتصم إلى الأناضول.

-

وكذلك قام بالقضاء على ثورة بابك الخرمي في أذربيجان؛ إذ إن بابك الخرميقد مزج بين الإسلام والمجوسية وأسس الخرمية هجينًا وعمد إلى إصلاحاتاقتصادية واجتماعية جذرية ما ساهم في بقاءه عصيًا على الدولة العباسيةعشرين عامًا.

-

وكذلك قضى على ثورة أخرى بقيادة محمد بن القاسم وهو شيعي علىالمذهب الزيدي، إذ كان مقيما بالكوفة ثم خرج منها إلى الطالقان بخراسانيدعوا إلى الرضا، فاجتمع اليه أناس كثر، فاهتم لأمره عبد الله بن طاهر بنالحسين والي خراسان وبعث له جيوشا وقامت بين الفريقين وقعات بناحيةالطالقان انتهت بهزيمة محمد بن القاسم وفراره إلى كور خراسان في مدينةنسا غير أن واليها أمسك به وبعثه إلى المعتصم فقام الخليفة بحبسه غير أنهتمكن من الفرار من السجن بمساعدة مجموعة من أنصاره، ولم يعرف عنه أيخبر بعد ذلك.

-

-

الفتوحات في إيطاليا

-

-

لقد كانت إيطاليا منقسمة بين البيزنطيين واللومبارديين وبقيت على هذاالحال إلى أن دخل العباسيين في زمن المأمون وفتحوا غالبية صقلية، وأماالمعتصم فقد استكمل الفتوحات.

ففي عام 836 م تعرضت مدينة نابولي التابعة للبيزنطيين لحصاراللومبارديين، فقام ملكها بيدرو الثاني بالإستنجاد بالبيزنطيين ولكنهم خذلوه،فقام بإعلان ولائه للعباسيين وطلب من المعتصم النجدة، فقام المعتصمبإرسال جيش لإنقاذه، ودخل العباسيون إلى نابولي، وأصبح الملك بيدرو الثانيوالي الخليفة العباسي على نابولي.

-

-

معركة عمورية

-

-

استغل الامبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال المعتصم في مطاردةالخرميينوأغار على الحدود الإسلامية وهاجم مدينة زبطرة وهي أقرب الثغورالإسلامية إلى أراضي الدولة البيزنطيةفأحرقها وخربها وقتل رجالها وسبىنساءها وأطفالهاوقد غضب المعتصم لهذا الحدث.

ويذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم"وامعتصماه" فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم وأن يخربمدينة عمورية مسقط رأس والد الامبراطور البيزنطي وأهم مدينة في آسياالصغرى، ثم جمع المعتصم جيشا كبيرا بلغ تعداده خمسون الف جندى تولىقيادته بنفسه كما ساعده كبار قواده كحيدر بن كاوس (الافشين) وأشناسويقال أن اسم عمورية كان منقوشا على درع كل جندي في الجيشوتقدمالمعتصم بجيوشه وفتح في طريقه مدن كثيرة أشهرها أنقرة، حتى التقىبجيش تيوفيل عام 838 م فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيشالمعتصم، ثم توجه إلى مدينة عمورية وضرب حصارا عليها وبعد الحصارالشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة وتخريبها وأسر من فيهاوقدوصف الشاعر أبو تمام انتقام المعتصم بالقصيدة التي مطلعها:

السيف أصدق أنباء من الكتب في حده الحد بين الجد واللعب.

وكان المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته إلى القسطنطينيةغير أنه اكتشفمؤامرة دبرها ابن أخيه العباس بن المأمون مع القائد عجيف بن عنبسه الذيسبق أن قضى على ثورة الزط مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الرومويقبض على العباس وعجيف والمشتركين معهم وتم إعدامهم.

-

-

إكرام الخليفة المعتصم للإمام أحمد بن حنبل

-

-

ان شجاعة وعظمة الخليفة العباسي الثامن محمد المعتصم بالله ظاهرةكالشمس وابسط مثال على ذلك قصة (وامعتصماه ) التي يعرفها الجميع

-

ومع ذلك أبى المدلسين والمشوهين إلا أن يحاولوا تشويه صورة هذا الخليفةالعظيم و اتهموه بأنه جلد الامام احمد بن حنبل وامتحن الناس بخلق القرآنوهذا غير صحيح فلم يحصل ان جلد الامام احمد بن حنبل بالعكس أكرمهومسألة خلق القرآن اوقفها المعتصم في عهده، وهنا نورد المجلس الذي تمبه هذا الأمر

-

-

ورد في كتاب محمد بن علي العمراني (الأنباء في تاريخ الخلفاء) المجلسالذي حضره الإمام أحمد بن حنبل بين يدي الخليفة المعتصم وذكر التالي:

-

حين احضره المعتصم بين يديه سلم وتكلم بكلام اعجب الناس، ثم قال فياثناء كلامه: يا أمر المؤمنين ان لابائي سباق في هذه الدعوة فليسعني ما وسعأصحاب رسول الله  (ص) من السكوت والرضا بأن القرآن كلام الله، فقال له ابنأبي داود: اتقول ان الله خالق كل شيء ام لا؟ فقال له الامام احمد بن حنبل:بلى الله خالق كل شيءقال له القرآن شيء ام لا شيء

قال له الامام احمد بن حنبل: القرآن أمر فقد فرق الله بين خلقه وأمره فقالعز وجل: (له الخلق والامر )

فالتفت المعتصم إلى ابن أبي داود وقال: ذكرتم أن الرجل عامي وذكرتم ليبأنه جاهل وما أراه إلا معربا فصيحا، واكرمه وأنعم عليه

-

واما ما قيل عن تعذيبه فقد أورد الذهبي في كتاب (سير أعلام النبلاء) سردا لماحصل يوم الإفراج عنه وهذا السرد ينفي التعذيب حيث قال: 

قال ابن أبي حاتم : سمعت أبا زرعة يقول : دعا المعتصم بعم أحمد ، ثم قالللناس : تعرفونه ؟ قالوا : نعم ، هو أحمد بن حنبل . قال : فانظروا إليه ، أليسهو صحيح البدن ؟ قالوا : نعم . قال : ولما قال : قد سلمته إليكم صحيحالبدن... وقال حنبل : لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله ، خلع عليه مبطنةوقميصا وطيلسانا وقلنسوة وخفا . 

وكان الامام احمد بن حنبل إلى ان مات يثني على المعتصم ويذكر فعلهويترحم عليه.

-

-

الرد على إفتراء أنه كان يقصي العرب

-

-

تعرض الخليفة المعتصم لتهمة بأنه كان يعين الأتراك ويقصي العرب عنالمناصب، وهذه القائمة للمسؤولين في زمانه ترد عليهم وتؤكد تفضيلهللعرب في إدارة بلاده.

وزيره: ابن الزيات محمد بن عبد الملك.

قاضي القضاة: احمد بن أبي داود الايادي

قائد الشرطة: اسحق بن ابراهيم المصعبي الخزاعي

مسؤول بيت المال: الفضل بن مروان

والي مصر: موسى بن ابو العباس

والي افريقية: زيادة الله التميمي والاغلب التميمي

والي الشام: علي بن إسحاق بن يحيى بن معاذ ورجاع بن أيوب الخضري 

والي الحجاز: سليمان بن  عبد الله بن سليمان بن علي العباسي.

والي البحرين الكبرى: 

اسحق بن ابراهيم المصعبي الخزاعي.

أحمد بن سعيد الباهلي (حفيد الفاتح قتيبة الباهلي)

والي اليمن: محمد بن عبد الله بن زياد

والي الاناضول وقائد جيش الثغور: عمر الاقطع السلمي

والي أرمينيا: خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني.

والي خرسان: عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي.

والي الجبل: القاسم بن عيسى العجلي

والي أرمينيا: 

خالد بن يزيد بن مزيد الشيباني.

عبد الله بن مسعد الأسدي

عبد الرحمن بن الحكم

علي بن الحسين القيسي

محمد بن سليمان الأزدي

-

لقب المثمن.

-

-

يطلق على المعتصم بالله الخليفة المثمن لأن الرقم 8 لعب دوراً هاماً فيحياته، فهو ثامن الخلفاء العباسيين، ودامت خلافته ثماني سنوات،وثمانيةشهور، وشهد عهده ثماني فتوحات عسكرية، وترك من الأولاد 8 أولاد، 8 بنات،ولد في اليوم الثامن في الشهر الثامن من السنة (شعبان) وتوفي وله من العمر48 سنة على حسب التقويم الهجري.

-

-

وفاته.

-

-

احتجم المعتصم في أول يوم من محرم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلكبعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول منتلك السنة ورثاه محمد بن عبد الملك الزيات

ويقول السيوطي أنه لما احتضر جعل يقول: "ذهبت الحيلة فليس لي حيلة"

« اللهم إنك تعلم أني أخافك من قبلي ولا أخافك من قبلكوأرجوك من قبلكولا أرجوك من قبلي » 

كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنىالعباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولىالخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح وتوفي وهو ابن ثمانيةواربعين عاما فكان يلقب ب"المثمن" وكان معروفا بطيبة النفس، وكان منأعظم الخلفاء وأكثرهم هيبةوإثر وفاته عام 842م بويع بالخلافة ابنه هارونالواثق بالله.

******************

كتب بقلم:

المؤرخ تامر الزغاري.

******************

قصة الأعرابي ووزير المعتصم:

 قصة الأعرابي ووزير المعتصم:


حكي أن رجلا من العرب دخل على المعتصم فقربه وأدناه وجعله نديمة وصار يدخل على حريمه من غير استئذان وكان له وزير حاسد فغار من البدوي وحسده وقال في نفسه إن لم أحتل على هذا البدوي في قتله أخذ بقلب أمير المؤمنين وأبعدني منه فصار يتلطف بالبدوي حتى أتى به الى منزله فطبخ له طعاما وأكثر فيه من الثوم فلما أكل البدوي منه قال له احذر أن تقترب من امير المؤمنين فيشم منك فيتأذى من ذلك فإنه يكره رائحته ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين فخلا به وقال يا أمير المؤمنين إن البدوي يقول عنك للناس إن امير المؤمنين أبخر وهلكت من رائحة فمه فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه مخافة ان يشم منه رائحة الثوم فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه قال إن الذي قاله الوزير عن هذا البدوي صحيح فكتب أمير المؤمنين كتابا إلى بعض عماله يقول فيه إذا وصل إليك كتابي هذا فاضرب رقبة حامله ثم دعا البدوي ودفع إليه الكتاب وقال له امض به إلى فلان وائتني بالجواب فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير فقال أين تريد قال اتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلى عامله فلان فقال الوزير في نفسه إن هذا البدوي يحصل له من هذا التقليد مال جزيل فقال له يا بدوي ما تقول فيمن يريحك من هذا التعب الذي يلحقك في سفرك ويعطيك ألفي دينار فقال أنت الكبير وأنت الحاكم ومهما رأيته من الرأي أفعل قال أعطني الكتاب فدفعه إليه فأعطاه الوزير ألفي دينار وسار بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده فلما قرأ العامل الكتاب أمر بضرب رقبة الوزير فبعد أيام تذكر الخليفة في أمر البدوي وسأل عن الوزير فأخبر بأن له أياما ما ظهر وأن البدوي بالمدينة مقيم فتعجب من ذلك وأمر بإحضار البدوي في فحضر فسأله عن حاله فأخبره بالقصة التي اتفقت له مع الوزير من أولها إلى آخرها فقال له أنت قلت عني للناس إني أبخر فقال معاذ الله يا أمير المؤمنين أن اتحدث بما ليس لي به علم وإنما كان ذلك مكرا منه وحسدا وأعلمه كيف دخل به إلى بيته وأطعمه الثوم وما جرى له معه فقال أمير المؤمنين قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله ثم خلع على البدوي واتخذه وزيرا وراح الوزير بحسده 


وقال المغيرة شاعر آل المهلب


( آل المهلب قوم إن مدحتهم ... كانوا الاكارم آباء واجدادا )


( إن العرانين تلقاها محسدة ... ولا ترى للئام الناس حسادا )


وقال عمر رضي الله عنه يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك وقال مالك بن دينار شهادة القراء مقبولة في كل شيء إلا شهادة بعضهم على بعض فإنهم أشد تحاسدا من التيوس وعن انس رضي الله تعالى عنه رفعه إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب 


وقال منصور الفقيه:


( منافسة الفتى فيما يزول ... على نقصان همته دليل )


( ومختار القليل أقل منه ... وكل فوائد الدنيا قليل )


يقول الله عز وجل الحاسد عدو نعمتي متسخط لفعلي غير راض بقسمي التي قسمت لعبادي.


 قال الشاعر


( أبا حاسدا لي على نعمتي ... أتدري على من أسات الادب )


( أسأت على الله في حكمه ... لأنك لم ترض لي ما وهب )


( فأخزاك ربي بأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب )


وقال الاصمعي رأيت أعرابيا قد بلغ عمره مائة وعشرين سنة فقلت له ما أطول عمرك فقال تركت الحسد فبقيت وقالوا لا يخلوا السيد من ودود يمدح وحسود يقدح.

قصة ساجر الرفدي العنزي و جاره خليف

  وهالقصة   بعد   وهي   من   طرائف   القصص   اللي   صارت   للشيخ   ساجر   الرفدي  .. من   القصص   والعلوم   اللي   صارت   لساجر   الرفدي   م...