الخميس، 16 نوفمبر 2023

من نوادر ما قيل في البرامكة. تلمظ السيف

 




أتي الرشيد بأنس بن أبي شيخ كان يتهم بالزندقة، وكان مصاحبا لجعفر، فداربينه وبين الرشيد كلام، ثم أخرج الرشيد من تحت فراشه سيفا وأمر بضرب عنقهبه (1)وجعل يتمثل ببيت قيل في قتل أنس قبل ذلك 


تَلَمَّظَ السَيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنَسِ

فَالمَوتُ يَلحَظُ وَالأَقدارُ تَنتَظِرُ

فَلَيسَ يَبلُغُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ

حَتّى يُؤامَرَ فيهِ رَأيَكَ القَدَرُ

أَمضى مِنَ المَوتِ يَعفو عِندَ قُدرَتِهِ

وَلَيسَ لِلمَوتِ عَفوٌ حينَ يَقتَدِرُ



أنه [1] لما دارت الدوائر على آل برمك، و أمر بقتل جعفر بن يحيى و صلب، اجتاز به الرّقاشيّ الشاعر و هو على الجذع،فوقف يبكي أحرّ بكاء، ثم أنشأ يقول:

أما و اللّه لو لا خوف واش‌

و عين للخليفة لا تنام‌

لطفنا حول جذعك و استلمنا

كما للناس بالحجر استلام‌

فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى‌

حساما قدّه [2] السيف الحسام‌

على اللذات و الدنيا جميعا

و دولة آل برمك السلام‌

فكتب أصحاب الأخبار بذلك إلى الرشيد، فأحضره، فقال له: ما حملك على ما قلت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كان إليّمحسنا، فلما رأيته على الحال التي هو عليها حركني إحسانه، فما ملكت نفسي حتى قلت الذي قلتقال: و كم كانيجري عليك؟ قال: ألف دينار في كل سنةقال: فإنا قد أضعفناها لك


فأنا قد أضعفناها لك

الثلاثاء، 14 نوفمبر 2023

قصة عبد الملك بن مروان و كثير عزة

 نقص عليكم اليوم خبر كثير عزة عندما دخل إلى الخليفة عبد الملك بن مروانبينما كان يتجهز للخروج لقتال مصعب بن الزبير.

من هو كثير عزة؟

هو كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، شاعر من شعراء العصرالأموي.

قصة قصيدة إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه

أما عن مناسبة قصيدة “إذا ما أراد الغزو لم تثن عزمه” فيروى بأن كثير عزة دخلفي يوم من الأيام إلى مجلس الخليفة عبد الملك بن مروان، وكان الخليفة ساعتهايتجهز للخروج إلى مصعب بن الزبير، فقال له الخليفة: ويحك يا كثير، لقدتذكرتك قبل قليل بشعر من شعرك، فإن قلت لي ما هو الشعر الذي تذكرتك به،وأصبت به أعطيتك ما تريد، فقال له كثير: يا مولاي، كأنك حينما ودعت زوجتكبكت لفراقك، فبكيت أنت لبكئها، وتذكرت قولي:

إِذا ما أَرادَ الغَزوَ لَم تَثنِ عَزمَهُ
حَصانٌ عَلَيها نَظمُ دُرٍّ يَزينُها


يمدح الشاعر الخليفة عبد الملك بن مروان ويقول بأنه عندما يريد أن يخرج غازٍ لميثنه شيء عن ذلك، فيخرج على خيله المزينة بالنظم كأنها الدر.

نَهَتهُ فَلَمّا لَم تَرَ النَهيَ عاقَهُ
بَكَت فَبَكى مِمّا شَجاها قَطينُها

وَلَم يَثنِهِ عِندَ الصَبابَةِ نَهيُها
غَداةَ اِستَهَلَّت بِالدُموعِ شُؤونُها


وَلَكِن مَضى ذو مِرَّةٍ مُتَثَبِّتٌ
لِسُنَّةِ حَقٍّ واضِحٍ يَستَبينُها

أَشَمُّ عَميمٌ في العَمامَةِ أَظهَرَت
حِزامَتُهُ أَجلادَ جِسمٍ يُعينُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما
يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها


وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا
وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت
كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

وَصِدقَ مَواعيدٍ إِذا قيلَ إِنَّما
يُصَدِّقُ موعودَ المَغيبِ يَقينُها

وَهُم يَضرِبونَ الصَفَّ حَتّى يُثَبّتوا
وَهُم يُرجِعونَ الخَيلَ جُمّاً قُرونُها

فَتىً أَخلَصَتهُ الحَربُ حَتّى تَقَلَّبَت
كَما أَخلَصَت عَضباً بِضَربٍ قُيونُها

فقال له الخليفة: لقد أصبت يا كثير، فاطلب ما تريد، فقال له كثير: مائة من أفضلنوقك، فقال له الخليفة: هي لك، ومن ثم سار الخليفة إلى العراق، وبينما هو فيطريقه إلى العراق أخذ الخليفة يتفكر بما دار بينه وبين كثير قبل أن يخرج ، فأمربأن يحضروه له، وعندما أتاه، قال له: إن قلت لك بما كنت تفكر هل تعطينيحكمي؟، فقال له كثير: نعم، فقال له الخليفة: إنك تقول في نفسك بأن هذا الرجلليس على مذهبي، وهو في طريقه لقتال رجل ليس على مذهبي، فإن أصابنيسهم، خسرت دنياي وآخرتي، فقال له كثير: نعم والله يا مولاي، ما هو حكمك؟،فقال له الخليفة: حكمي أن تعود إلى أهلك وأحسن جائزتك، وأعطاه مالًا وأعادهإلى أهله.

الخلاصة من قصة القصيدة: دخل كثير عزة إلى الخليفة في يوم، وكان فيطريقه لقتال مصعب بن الزبير، فسأله الخليفة عن شعر تذكره له، وأخبره بأنه إنعرف ما هو له ما يريد، فأخبره الشعر وأصاب، فأعطاه ما يريد، ومن ثم خرج إلىالعراق.


المصدر: كتاب "مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة ما يعتبر من حوادثالزمان" تأليف عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي كتاب "البداية والنهاية"تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الشعروالشعراء" تأليف ابن قتيبة

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...