أتي الرشيد بأنس بن أبي شيخ كان يتهم بالزندقة، وكان مصاحبا لجعفر، فداربينه وبين الرشيد كلام، ثم أخرج الرشيد من تحت فراشه سيفا وأمر بضرب عنقهبه (1). وجعل يتمثل ببيت قيل في قتل أنس قبل ذلك
تَلَمَّظَ السَيفُ مِن شَوقٍ إِلى أَنَسِ
فَالمَوتُ يَلحَظُ وَالأَقدارُ تَنتَظِرُ
فَلَيسَ يَبلُغُ مِنهُ ما يُؤَمِّلُهُ
حَتّى يُؤامَرَ فيهِ رَأيَكَ القَدَرُ
أَمضى مِنَ المَوتِ يَعفو عِندَ قُدرَتِهِ
وَلَيسَ لِلمَوتِ عَفوٌ حينَ يَقتَدِرُ
أنه [1] لما دارت الدوائر على آل برمك، و أمر بقتل جعفر بن يحيى و صلب، اجتاز به الرّقاشيّ الشاعر و هو على الجذع،فوقف يبكي أحرّ بكاء، ثم أنشأ يقول: أما و اللّه لو لا خوف واش و عين للخليفة لا تنام لطفنا حول جذعك و استلمنا كما للناس بالحجر استلام فما أبصرت قبلك يا ابن يحيى حساما قدّه [2] السيف الحسام على اللذات و الدنيا جميعا و دولة آل برمك السلام فكتب أصحاب الأخبار بذلك إلى الرشيد، فأحضره، فقال له: ما حملك على ما قلت؟ فقال: يا أمير المؤمنين، كان إليّمحسنا، فلما رأيته على الحال التي هو عليها حركني إحسانه، فما ملكت نفسي حتى قلت الذي قلت. قال: و كم كانيجري عليك؟ قال: ألف دينار في كل سنة. قال: فإنا قد أضعفناها لك |
فأنا قد أضعفناها لك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق