الثلاثاء، 23 مايو 2023

من أخبار الجن

 وقبر حرب بمكان قفر

وليس قرب قبر حرب قبر

تقول العرب إن الجن قالت هذا البيت بعد أن قتلت حرب بن أمية والد الصحابيأبو سفيان بن حرب، وكان حرب قد قتل حية متلبَّسه خارج مكة دون أن يذكر اسمالله فقتلته الجن بها.

قال الجاحظ إن هذا أثقل بيت شعر ولا يمكن أن يقوله إلا الجن.

وأكد المسعودي في (مروج الذهب) كلام الجاحظ واستدل: لا يقوله أحد ثلاثمرات متواليات إلا تعتع فيه.

وتحدث المسعودي في كتابه هذا أن من الجن نوع يُقال له (الهاتف)، وفي أخبارالعرب الكثير من القصص والمرويات والكتب عن هواتف الجان، وهذا ليسبمستغرب، بل الغريب أن الجن تطرب للشعر وتنشده أحياناً، وبالنظر إلىالموروث الشعبي لدى العرب المتقدمين نجد ما يؤصّل لأخبار العرب المتأخرين فيهذا الجانب، فقد ذكر الأديب عبدالله بن خميس أن الشاعر زبن بن عمير يقول:«كنت مسافراً من القصيم أريد حفر الباطن، وكنت أتمتم ببناء أبيات وتحتيرحول ماجن وبطيئة السير وكنت ألحها بالعصا وبرجلي ولا تتأثر، ولما جاوزتالأجردي وألممت بأم العشر من أعلى وادي الباطن أصابها جفال وجنون فأخذتتخبط الأرض خبطاً فعلمت أن الجن سلطوا عليها، ولما لم أجد فيها الرفق أخذتبندقي فأطلقت خلف الناقة وبعدها هدأت، وإذا بي أسمع صوتاً رقيقاً دقيقاًليس بصوت طفل ولا امرأة يغني بقصيدتي التي أبنيها وهي:

المرقب اللي صاحبي قد رقابه

نذرٍ على إليا رقيته لاعديه

والله لعدي فيه واروح ترابه

من حشمة اللي عقبي العام راقيه

وقد أورد الإخباريون أيضاً قصة رجل ذهب يلتمس أهله على ماء تبراك قريبالجله ولما وصل لم يجدهم فأناخ راحلته على جال القليب ليشرب ويشربها ولايعلم ماذا يفعل بعدها، عندها سمع هاتفاً يقول:

يا منوخ الحرقا على جال تبراك

اهلك شدوا ناحرين ابرقيه

فشد المسير حتى وصل ابرقيه فوجد أهله فعلا هناك.

وذكر الشاعر عبدالرحمن بن زيد القفران القرشي من ناحية المدينة المنورة أخباراًعن جنية حسناء تزورهم بين المنام واليقظة في يدها كأس من لبن فإن شربت منهصرت شاعراً وإن لم تشرب خبت شاعريتك وخفت، وإن هذه القصة حدثت لوالدهأيضاً.

ويروي الشاعر سعد الثنيان أن أحد الأشخاص كان يرد على بئر يستقي منهاوذات يوم وجد فتاة حسناء فأخذ يحادثها ويلاطفها وكانت ذات أدب وجمالوبينا هو كذلك، إذ ذكر الله فحالت بينهما غبرة فاختفت فعلم أنها ليست إنسيةلكنه كان قد عشقها فقال:

يا غزالٍ زارنا بعد العتيم

أشقر المجدول مردوع الوشام

فسمعها تقول من حينه:

لو تبينا كان ما احكمت البريم

ما قريت الحمد وآيات عظام

ونختم بالقصيدة التي جاء بها الشاعر علي السناني صاحب المجمعة على أنهاألقيت على مسمعه عندما نام في كهف المشقر ودار حولها اللغط ومطالعها:

يا قارع بدمام سم اقرعه

واعطيك عذقين ليالي الصرام

سقوى سقى الله وادي المجمعة

من رايح يوضي يجنح الظلام

صرت أتتقّا عن لهب مدمعه

من خوف خوف الخوف الغمام

بقلم: ماجد بن نويصر

حكمة

 قيل لنابليون : كيف تولد الثقة في جيشك فأجاب كنت أرد بثلاث على ثلاث


 

من قال لا اقدر قلت له حاول

 

ومن قال لا اعرف قلت له تعلم

 

ومن قال مستحيل قلت له جرب

قصة وأبيات

 يا ما حلا والشمس بادي شعقها (2) رواية أخرى 



كان فيه رجل كان لديه أربعه أولاد واحد اسمه عثمان , فلم كبر به السن أراد أن يختبر أبنائه
فقال شطر بيت و طلب من كل واحد منهم يكلمه :
قال :


يا ما حلا و الشمس بادي شعقها ....... 


فقال الأول : 


يا ما حلا و الشمس بادي شعقها=ضرب المشوك دون حلوات اللبان 


ففهم أن أبنه هذا يمتلك شجاعه و فروسيه 


فقال الثاني :


يا ما حلا و الشمس بادي شعقها=تسعين مردوفه بني عم و خوان 


فعرف أن أبنه هذا يحب جماعته و يتمنى وصلهم و توحدهم 


فقال الثالث :


ياما حلا و الشمس بادي شعقها=تجميع خلفات على روض غدان 


فعرف أن أبنه هذا يحب جمع المال و ربما يكون بخيل 


فجاء دور عثمان 

فقال: 

يا ما حلا و الشمس بادي شعقها=لقم العصيده عند باب ام عثمان 

أو قيل:

والروايه الثالثه تقول : 



تقول الأبيات :


يامـا حـلا والشمـس بـادي شعقـهـا=تسعين مردوفـه بنـي عمـ وخـوان 
وياما حـلا والشمـس بـادي شعقهـا=ضرب المشوك دون حلوات اللبـان 
وياما حلا و الشمـس بـادي شعقهـا=طرد الجوازي في فياضى وغدران 
وياما حلا و الشمـس بـادي شعقهـا=(( قدر العصيده يجتول فيه دخان)) 




و القصة :


ان احد شيوخ القبايل


كان لديه صانع وقد قامت زوجة الصانع .بأخذ ابن الشيخ ووضع ابنها مكانه
عندما كانا حديثي الولاده . . وعندما كبرا . لفت انتباه الشيخ تصرفات ابنه
وابن الصانع . فكان ابن الصانع اثناء ممارسة الالعاب مع اقرانه . يحب ان
يظهر فروسيته والتأمر على اقرانه ,متخذاً من العصي سيفاً ومن الاحجار ينحت
ابل وخيل . وفي المقابل كان ابن الشيخ . غير مهتم بالفروسية وتعلمها . 
في هذه الحاله . طلب الشيخ من ابناءة وابن الصانع ان ينظم كلُ منهم بيت من الشعر
ولماً سمع الشيخ الابيات . وكان البيت الاخير لابنه المشكوك في امره . استدعاء
زوجة الصانع وواجهها بالواقع . واعترفت وبذلك اكتشف ان ابنه هو ابن الصانع 

و هذه ربما تكون الأقرب والله أعلم 

قصيدة وقصة يا ما حلا والشمس بادي شعقها

 ياما حلا والشمس باد شعقهــا* من حدر الزرقا على نقرة الجوف

يسقي بها غين ظليل ورقهـــا * اللي نماها للمسايير وضيوف
كم حايل للضيف نرمي شنقها * يقلط حثث ماهو على الزاد مردوف
أحسن من البلقا وحامي مرقها * مقلطة للضيف كرعان وكتوف

أربعة أبيات فقط ولست أعلم إن كان لها بقية ,تلك الأبيات الراقية والبديعة والتي وضحت طرفا من مآثر ومفاخر رجال منطقة الجوف أصحاب الكرم والشهامة وهي شهادة صادقة سجّلت بحق الأوفياء والكرماء والنبلاء بعد تجربة مريرة وموقف لم يعهد مشاهدته ذلك الشاعر الذي نظمها وعرض صورتها وقد أختلف في أسمه فمن قائل أنه سعدون الجنيدي وهذا القول هو الراجح ومن قائل انه غالب بن حطاب السراح (أو والده حطاب السراح )وهذا القول ينقصه الدليل الذي يسنده ويعضده ولعل بعد هذا العرض يتصل النقاش ويتضح القول الصريح والأكيد في صاحب تلك الأبيات السامية بسمو قائلها والذي صدق فيما عدّ من خصال حميدة لرجال منطقة الجوف الحبيبة.
أورد الشيخ الأديب سعد بن عبدالله الجنيدل (غفر الله له وأسكنه الفسيح من الجنان) هذه القصة وأبياتها في كتابه خواطر ونوادر تراثية بقوله:
(سعدون الجنيدي كان شاعرا أتى إلى بلاد الجوف ضمن الجيش السعودي في عهد الدولة السعودية الأولى وتخلف في دومة الجندل وسكن في حي بن درع وكان بائعا يبيع العبي وكان الصوف الأبيض قليلا في الجوف فسافر إلى بلاد البلقاء ليشتري منها صوفا أبيض فنزل ضيفا عند رئيس عشيرة من عشائر تلك البلاد فلم يهتموا به كرجل غريب وقد رأى في ضيافتهم أمرا لم يعهده في بلاده وذلك عندما أتى عند رئيسهم ضيف وقدموا طعام الضيافة وجلسوا حول الطعام وجلس خلف كل رجل منهم رجل وكل واحد منهم يأكل ويناول الذي خلفه فهو مسئول عن نفسه وعن رديفه وقد تقدموا لطعام العشاء على هذه الصورة وهو يرى ما يفعلون وكان مضطجعا ناحية ولم يدعوه ليشاركهم في تناول الطعام ودعوه ليتعش مما تبقى في الإناء فلم يرقه ذلك ولم يستجب وأخذ يغني متذكر إكرام أهل الجوف وعنايتهم بضيفهم وعادة تقديم الطعام للضيف وما يرافقه من حفاوة فقال الأبيات المدونة سابقا.
عندما سمعوا أبياته قبضوا عليه وأنكروا عليه ما قاله عن بلاده غير أن رئيسهم كان عاقلا ومنصفا فقال له سنبعث إلى الجوف وفدا فإن عادوا وأكدوا ما تدعيه وإلا أوقعنا بك العقوبة وعندما وصل مبعوثوه إلى دومة الجندل وكانت أحياؤها ممتدة من الشرق إلى الغرب فنزلوا ضيوفا عند أحدهم فذبح لهم ذبيحة من الضأن ودعاهم للطعام وحدهم فتعشوا وأخذوا فكي لحييها ووضعوها في مزودتهم و ارتحلوا وفي الصباح نزلوا ضيوفا على حي آخر فذبح لهم مضيفهم ذبيحة وتغدوا وحدهم وأخذوا فكيها فوضعوها في مزودتهم واستمروا على ذلك ثلاثة أيام متنقلين بين أحياء المدينة ضيوفا غداء وعشاء ثم عادوا إلى بلادهم وأخبروا رئيسهم بما لقوه من الإكرام والحفاوة وأحضروا عنده عظام لحي الذبائح وعند ذلك تأكد من صحة ما قاله سعدون الجنيدي في أبياته فأكرمه وأعطاه حمل بعيرين من الصوف الأبيض بدون ثمن ثم قال له لك عندي كل سنة حمل بعيرين من الصوف الأبيض بدون ثمن ثم خلّى سبيله فعاد إلى بلاده)انتهى قوله غفر الله له.
وأوردها الشيخ الأديب عبدالله بن محمد بن خميس أمد الله في عمره وختم الله لنا وله بخير في سلسلة من القائل بإجابة تميل إلى الاختصار وقال إنها لحطاب صاحب الجوف .
أما الأستاذ خالد بن عقلا الحميد الضويحي الخالدي وهو من أدباء المنطقة العزيزة فقد تطرق لتلك القصة في كتابه :شعراء من الجوف وقال أنها تنسب لغالب السراح وتنسب كذلك لسعدون الجنيدي ولم يرجح نسبتها لأي منهما وذكر أن الأمير عبدالرحمن السديري بكتابه (الجوف وادي النفاخ)لم يرجح نسبتها لأي منهما ولقد قال الأستاذ الكريم /خالد الحميد في كتابه المذكور مايلي :
(وهذه قصيدة مشهورة داخل المنطقة وخارجها قيل أنها لغالب السراح وقيل أنها لسعدون الجنيدي وكلاهما من أهل الجوف ويرجع نسبهما إلى قبيلة شمر ويستشهد من ينسبها للجنيدي بأبيات غير معروف قائلها تقول:

بأفعالهم قال الجنيدي بالأمثال * أمثال من قول الجنيدي حكوا به
رجل تمنى ماطرى له على البال * يحر الزرقا على الجوف صوبه)

قصيدة لو كنت من مازن لم تستبح إبلي

١لو كنتُ مِن مَازِنٍ لم تَسْتَبِحْ إِبِلِي*بنو الَّلقِيطَةِ مِن ذُهْلِ بنِ شَيْبَانَا
٢إذن لَقَامَ بِنَصْرِي مَعْشَرٌ خُشُنٌ*عندَ الحَفِيظةِ إِنْ ذو لُوثَةٍ لانَا
٣قومٌ إذا الشَّرُّ أَبْدَى نَاجِذَيْهِ لَهُمْ*قاموا إليه زَرَافَاتٍ وَوِحْدَانَا
٤لا يَسْأَلُونَ أَخَاهُمْ حينَ يَنْدُبُهُمْ*في النَّائِبَاتِ على ما قال بُرْهَانَا
٥لكنَّ قومِي وإِنْ كانوا ذَوِي حسب*ليسوا مِن الشَّرِّ في شيءٍ وإِنْ هَانَا
٦يَجْزُونَ مِن ظُلْمِ أَهْلِ الظَّلْمِ مَغْفِرَةً*ومِن إِساءَةِ أَهْلِ السَّوءِ إِحْسَانَا
٧كأَنَّ رَبَّك لم يَخْلُقْ لِخَشْيَتِهِ*سواهمُ مِن جميعِ الناسِ إِنسانَا
٨فليت لي بهم قومًا إذا رَكِبُوا*شَدُّوا الإِغَارَةَ فُرْسَانًا ورُكْبَانَا

الاثنين، 22 مايو 2023

قصيدة أبو نواس ذريني أكثر حاسديك برحلة

 

أَجارَةَ بَيتَينا أَبوكِ غَيورُ

وَمَيسورُ مايُرجى لَدَيكِ عَسيرُ

وَإِن كُنتِ لا خِلماً وَلا أَنتِ زَوجَةٌ

فَلا بَرَحَت دوني عَلَيكِ سُتورُ

وَجاوَرتُ قَوماً لا تَزاوُرَ بَينَهُم

وَلا وَصلَ إِلّا أَن يَكونَ نُشورُ

فَما أَنا بِالمَشغوفِ ضَربَةَ لازِبٍ

وَلا كُلُّ سُلطانٍ عَلَيَّ قَديرُ

وَإِنّي لِطَرفِ العَينِ بِالعَينِ زاجِرٌ

فَقَد كُدتُ لا يَخفى عَلَيَّ ضَميرُ

كَما نَظَرَت وَالريحُ ساكِنَةٌ لَها

عُقابٌ بِأَرساغِ اليَدَينِ نَدورُ

طَوَت لَيلَتَينِ القوتَ عَن ذي ضَرورَةٍ

أُزَيغِبَ لَم يَنبُت عَلَيهِ شَكيرُ

فَأَوفَت عَلى عَلياءَ حينَ بَدا لَها

مِنَ الشَمسِ قَرنٌ وَالضَريبُ يَمورُ

تَقَلَّبُ طَرفاً في حِجاجَي مَغارَةٍ

مِنَ الرَأسِ لَم يَدخُل عَلَيهِ ذَرورُ

تَقولُ الَّتي عَن بَيتِها خَفَّ مَركَبي

عَزيزٌ عَلَينا أَن نَراكَ تَسيرُ

أَما دونَ مِصرٍ لِلغِنى مُتَطَلَّبٌ

بَلى إِنَّ أَسبابَ الغِنى لَكَثيرُ

فَقُلتُ لَها وَاستَعجَلَتها بَوادِرٌ

جَرَت فَجَرى في جَريِهِنَّ عَبيرُ

ذَريني أُكَثِّر حاسِديكِ بِرِحلَةٍ

إِلى بَلَدٍ فيهِ الخَصيبُ أَميرُ

إِذا لَم تَزُر أَرضَ الخَصيبِ رِكابُنا

فَأَيَّ فَتىً بَعدَ الخَصيبِ تَزورُ

فَتىً يَشتَري حُسنَ الثَناءِ بِمالِهِ

وَيَعلَمُ أَنَّ الدائِراتِ تَدورُ

فَما جازَهُ جودٌ وَلا حَلَّ دونَهُ

وَلَكِن يَصيرُ الجودُ حَيثُ يَصيرُ

فَلَم تَرَ عَيني سُؤدُداً مِثلَ سُؤدُدٍ

يَحِلُّ أَبو نَصرٍ بِهِ وَيَسيرُ

وَأَطرُقُ حَيّاتِ البِلادِ لِحَيَّةٌ

خَصيبِيَّةُ التَصميمِ حينَ تَسورُ

سَمَوتَ لِأَهلِ الجورِ في حالِ أَمنِهِم

فَأَضحَوا وَكُلٌّ في الوِثاقِ أَسيرُ

إِذا قامَ غَنَّتهُ عَلى الساقِ حِليَةٌ

لَها خُطوَةٌ عِندَ القِيامِ قَصيرُ

فَمَن يَكُ أَمسى جاهِلاً بِمَقالَتي

فَإِنَّ أَميرَ المُؤمِنينَ خَبيرُ

وَما زِلتَ توليهِ النَصيحَةَ يافِعاً

إِلى أَن بَدا في العارِضينَ قَتيرُ

إِذا غالَهُ أَمرٌ فَإِمّا كَفَيتَهُ

وَإِمّا عَلَيهِ بِالكِفاءِ تُشيرُ

إِلَيكَ رَمَت بِالقَومِ هوجٌ كَأَنَّما

جَماجِمُها فَوقَ الحِجاجِ قُبورُ

رَحَلنَ بِنا مِن عَقرَقوفَ وَقَد بَدا

مِنَ الصُبحِ مَفتوقِ الأَديمِ شَهيرُ

فَما نَجَدَت بِالماءِ حَتّى رَأَيتُها

مَعَ الشَمسِ في عَينَي أَباغَ تَغورُ

وَغُمَّرنَ مِن ماءِ النُقَيبِ بِشَربَةٍ

وَقَد حانَ مِن ديكِ الصَباحِ زَميرُ

وَوافَينَ إِشراقاً كَنائِسَ تَدمُرٍ

وَهُنَّ إِلى رَعنِ المُدَخِّنِ صورُ

يُؤَمَّمنَ أَهلَ الغوطَتَينِ كَأَنَّما

لَها عِندَ أَهلِ الغوطَتَينِ ثُؤورُ

وَأَصبَحنَ بِالجَولانِ يَرضَخنَ صَخرَها

وَلَم يَبقَ مِن أَجراحِهِنَّ شُطورُ

وَقاسَينَ لَيلاً دونَ بَيسانَ لَم يَكَد

سَنا صُبحِهِ لِلناذِرينَ يُنيرُ

وَأَصبَحنَ قَد فَوَّزنَ مِن نَهرِ فُطرُسٍ

وَهُنَّ عَنِ البَيتِ المُقَدَّسِ زورُ

طَوالِبَ بِالرُكبانِ غَرَّةَ هاشِمٍ

وَفي الفَرَما مِن حاجِهِنَّ شُقورُ

وَلَمّا أَتَت فُسطاطَ مِصرٍ أَجارَها

عَلى رَكبِها أَن لا تَزالَ مُجيرُهُ

مِنَ القَومِ بَسّامٌ كَأَنَّ جَبينَهُ

سَنا الفَجرِ يَسري ضَوءُهُ وَيُنيرُ

زَها بِالخَصيبِ السَيفُ وَالرُمحُ في الوَغى

وَفي السِلمِ يَزهو مِنبَرٌ وَسَريرُ

جَوادٌ إِذا الأَيدي كَفَفنَ عَنِ النَدى

وَمِن دونِ عَوراتِ النِساءِ غَيورُ

لَهُ سَلَفٌ في الأَعجَمَينِ كَأَنَّهُم

إِذا استُؤذِنوا يَومَ السَلامِ بُدورُ

وَإِنّي جَديرٌ إِذ بَلَغتُكَ بِالمُنى

وَأَنتَ بِما أَمَّلتُ مِنكَ جَديرُ

فَإِن تولِني مِنكَ الجَميلَ فَأَهلُهُ

وَإِلّا فَإِنّي عاذِرٌ وَشُكورُ

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...