الثلاثاء، 10 يناير 2023

قصيدة ابو الأسود الدولي حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه

حَسَدوا الفَتى إِذ لَم يَنالوا سَعيهُ

 فَالقَومُ أَعداءٌ لَهُ وَخُصومُ

 كَضَرائِرِ الحَسناءِ قُلنَ لِوَجهِها

 حَسداً وَبَغياً إِنَّهُ لَدَميمُ 

 وَالوَجهُ يُشرُقُ في الظَلامِ كَأَنَّهُ

 بَدرٌ مُنيرٌ وَالنِساءُ نُجومُ

 وَتَرى اللَبيبَ مُحسَّداً لَم يَجتَرِم

 شَتمَ الرِجالِ وَعَرضُهُ مَشتومُ 

 وَكَذاكَ مَن عَظُمَت عَليهِ نِعمَةٌ

 حُسّادُه سَيفٌ عَليهِ صَرومُ

 فاِترُك مُحاوَرةَ السَفيهِ فَإِنَّها

 نَدمٌ وَغِبٌّ بَعدَ ذاكَ وَخيمُ 

 وَإِذا جَريتَ مَع السَفيهِ كَما جَرى

 فَكِلاكُما في جَريهِ مَذمومُ

 وَإِذا عتِبتَ عَلى السَفيه وَلُمتَهُ

 في مِثلِ ما تأَتي فَأَنتَ ظَلومُ

 لا تَنهَ عَن خُلُقٍ وَتَأتيَ مِثلَهُ

 عارٌ عَلَيكَ إِذا فَعَلتَ عَظيمُ

 ابدأ بِنَفسِكَ وَانَها عَن غِيِّها

 فَإِذا انتَهَت عَنهُ فَأَنتَ حَكيمُ

 فَهُناكَ يُقبَل ما وَعَظتَ وَيُقتَدى

 بِالعِلمِ مِنكَ وَيَنفَعُ التَعليمُ

 وَيلُ الخَلِيِّ مِنَ الشَجِيِّ فَإِنَّهُ

نَصِبُ الفُؤادِ بِشَجوِهِ مَغمومُ

 وَتَرى الخَليَّ قَريرَ عَينٍ لاهياً

وَعَلى الشَجيِّ كَآبَةٌ وَهُمومُ

وَتَقولُ مالَك لا تَقول مَقالَتي

وَلِسانُ ذا طَلق وَذا مَكظومُ

لا تَكلَمَن عِرضَ ابنِ عَمِّكَ ظالِماً

فَإِذا فَعَلتَ فَعِرضُكَ المَكلومُ

وَحَريمُهُ أَيضاً حَريمُكَ فاحمِهِ

كي لا يُباعُ لَدَيكَ مِنهُ حَريمُ

 وَإِذا اِقتَصَصتَ مِن ابنِ عَمِّكَ كَلمَةً

فَكُلومُهُ لَكَ إِن عَقِلتَ كُلومُ

وَإِذا طَلَبتَ إِلى كَريمٍ حاجَةً

فَلِقاؤُهُ يَكفيكَ وَالتَسليمُ

فَإِذا رَآكَ مُسَلِّماً ذَكَرَ الَّذي

كَلَّمتَهُ فَكأَنَّهُ مَلزومُ

وَرأى عَواقِبَ حَمدِ ذاكَ وَذَمِّهُ

 لِلمَرءِ تَبقى وَالعِظامُ رَميمُ

 فارجُ الكَريمَ وَإِن رَأَيتَ جَفاَءهُ

 فالعَتبُ مِنهُ والكِرامِ كَريمُ

 إِن كُنتَ مُضطَرّاً وَإِلاّ فاِتَّخِذ

 نَفَقاً كَأَنَّكَ خائِفٌ مَهزومُ

 وَاِترُكهُ واحذَر أَن تَمُرَّ بِبابِهِ

 دَهراً وَعِرضُكَ إِن فَعَلتَ سَليمُ

 فَالناسُ قَد صاروا بَهائِمَ كُلُّهُم

 وَمِنَ البَهائِمَ قائِدٌ وَزَعيمُ

 ُميٌ وَبُكمٌ لَيسَ يُرجى نَفعُهُم

 وَزَعيمُعُم في النائِباتِ مُليمُ

 وَإِذا طَلَبتَ إِلى لَئيمٍ حاجَةً

 فَأَلِحَّ في رِفقٍ وَأَنتَ مُديمُ

 وَاِسكُن قِبالَةَ بَيتِهِ وَفِنائِهِ

 بِأَشَدِّ ما لَزِمَ الغَريمَ غَريمُ

 وَعَجِبتُ للدُنيا وَرَغبَةِ أَهلِها

 وَالرِزقُ فيما بَينَهُم مَقسومُ

 وَالأَحمَقُ المَرزوقُ أَعجَبُ مَن أَرى

 مِن أَهلِها وَالعاقِلُ المَحرومُ

 ثُمَّ اِنقَضى عَجَبي لِعلميَ أَنَّهُ

 رِزقٌ مُوافٍ وَقتُهُ مَعلومُ


أبو الأسود. الدؤلي

الاثنين، 9 يناير 2023

قصة. فقل. للشامتين

 روى المؤرخون إن الإمام الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء تمثل بهذه الأبيات:

فـإن نَـهـزمْ فـهـــــزّامـونَ قُـدْمـاً   ***   وإن نُـهـزَمْ فـغـيـــــــر مـهـزَّمـيـنـا

ومـا إن طـبّـــــــنا جـبـنٌ ولـكـن   ***   مـنـايــــــــــــــانـا ودولـة آخـريـنـا

فـقـلْ لـلـشــامـتـيـنَ بـنـا أفـيـقـوا   ***   سـيـلـقـى الـشـامـتـون كـمـا لـقـيـنـا

إذا مـا الـمـوتُ رفّـع عـن أنـاسٍ   ***   بـكـلـكـلـهِ أنــــــــــــــاخَ بـآخـريـنـا

وقد تمثل بهذه الأبيات كثير من العظماء والثوار على مرّ العصور, فلا يكاد يخلو كتاب يتحدث عن تاريخنا الإسلامي والأحداث التي مرّت به من هذه الأبيات. فَلِمن هذه الابيات ؟

لقد وردت هذه الأبيات مع اختلاف كبير في عددها وروايتها ونسبتها في أمهات كتب الأدب والتاريخ وقد عدّها المؤلفون على أنها من عيون الشعر العربي. ولكن هذه الكتب لم تتفق كلها على شاعر واحد لها، فقد نسبها كل من ابن الاثير (1) وابن هشام (2) وابن عبد ربه الاندلسي (3) ومحمد بن سعد (4) وابن حجر العسقلاني (5) وابن جزم الأندلسي (6) والسيد ابن طاووس (7) وابن أبي حاتم الرازي (8) والسيد البطليوسي (9) والسيد عبد الرزاق المقرم (10) إلى فروة بن مسيك بن الحارث المرادي وهو صحابي مخضرم مع ذكر قصة هذه الأبيات مفصّلة في بعض هذه الكتب.

ومجمل قصة هذه الأبيات هي: (إنها قيلت في واقعة (الرزم) وهي واقعة جرت بين مراد وهمدان وقد ظفرت فيها همدان فأكثروا القتلى في مراد وكان رئيس همدان الأجدع بن مالك والد مسروق الصحابي)، وهذه القصة ــ التي ذكرناها باختصار ــ تبيّن مغزى الأبيات، فقد جاءت مطابقة تماماً لمضمونها. أما الذين نسبوا الأبيات إلى غير فروة فإنهم لم يذكروا أي شيء عنها وفِيمَ قِيلت سوى نسبتها إلى اسم شاعر بعينه مع إن مضمونها يدل على أنها لم تقل إلا في أمر عظيم.

فقد نسبها السيد المرتضى إلى ذي الإصبع العدواني (11) كما نسبها البحتري إلى مالك بن عمر الأسدي (12) ونسبها أبو تمام (13) وابن قتيبة الدينوري إلى الفرزدق (14)، بينما نرى أن الفرزدق ينسبها إلى خاله العلاء بن قرظة (15). أما في الحماسة البصرية فقد اشترك مع فروة شاعر آخر في نسبة الأبيات إليه هو عمرو بن قعّاس (16)، في حين إن الخوارزمي لم ينسب الأبيات إلى أحد عندما ذكرها (17)، وكذلك الحال مع ابن عساكر (18)، وابن أبي الحديد (19).

إن تمثل الإمام الحسين (عليه السلام) بهذه الأبيات في يوم عاشوراء يدل على أهميتها التاريخية فضلاً عن جودتها وجزالتها ومضمونها الذي يؤكد على إنها قِيلت في واقعة أو معركة تشابه في بعض مجرياتها معركة الطف، كما إن اختلاف المؤرخين في نسبة هذه الأبيات بين ستة شعراء يدل أيضاً على وقعها العظيم في نفوس الشعراء وإن قائلها قد شهد أحداثاً تناسب مضمونها، لذلك فإن صحة نسبتها إلى ذي الإصبع العدواني ضعيفة جداً لأنه كان يُعد من حكماء العرب وقد توزّع شعره بين الحكمة والوعظ، ثم إنه لم يذكر التاريخ له واقعة تتلاءم وجو هذه الأبيات فتسند صحتها إليه، وكذلك الحال مع مالك بن عمرو الأسدي والفرزدق الذي نفى بنفسه نسبة الأبيات إليه حينما نسبها إلى خاله العلاء بن قرظة، وإن انفراد أبي الفرج الأصفهاني بنسبة الأبيات على قول الفرزدق يجعل احتمال نسبتها ضعيف جداً، ولا يُعرف من أي مصدر استقى صاحب الحماسة البصرية عندما أشرك مع فروة شاعر اخر هو عمرو بن قعّاس وهذا الشاعر هو أقرب إلى شعراء الواحدة. وأكبر الظن إن الخوارزمي وابن عساكر وابن أبي الحديد أعرضوا عن نسبتها لكثرة الاختلاف فيها.

بقيَ شاعر واحد أجمعت أهم كتب الأدب والتاريخ المتقدّمة على أنها له وهو فروة بن مسيك المرادي والذي كانت نسبة الأبيات هي الراجحة حيث كانت مطابقة تماماً لوقائع حادثة (الرزم) التي ذكرها المؤرخون. فقد ذكر ابن الاثير: إن رسول الله كان قد واسى فروة على تلك الواقعة بعد إسلامه والتي أثرت كثيراً فيه وهو يرى كثرة القتلى في قومه فقال له (صلى الله عليه وآله): يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الرزم ؟ فقال له: يا رسول الله من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي ولم يسؤه ذلك ؟ فقال له رسول الله (ص): إن ذلك لا يزيد قومك في الإسلام إلا خيرا...

إذن فنسبة هذه الأبيات إلى فروة هي الصحيحة لاتفاق أكثر المؤرّخين المتقدمين عليها، ولمطابقة مضمونها مع حادثة الرزم، ولعدم ذكر أي شيء عنها من الذين نسبوها إلى غير فروة، وكان فروة قد أسلم عام الفتح ووفد على النبي (ص) مسلماً وكان يحضر مجلس رسول الله ويتعلّم القرآن وفرائض الإسلام، فاستعمله (ص) على مراد ومذحج وزبيد وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص فكان على الصدقات وكان معه في بلاده إلى أن توفي رسول الله (ص)، فاستعمله عمر بن الخطاب على صدقات مذحج فيما بعد ثم انتقل إلى الكوفة وسكن فيها، وقد كان جميع ما ورد من هذه الأبيات مع اختلاف عددها وتفاوت روايتها عشرة أبيات فكانت صورة رائعة من روائع الشعر العربي آثرنا ذكرها كلها لما تمتع به من جودة وجزالة:

فـأن نَـهـزِمْ فـهـــــــــــزَّامـونَ قُـدمـاً   ***   وإن نُـهـزم فـغــــــيـرُ مـهـزَّمـيـنـا

ومـا إن طـبّــــــــــــنـا جـبـنٌ ولـكـن   ***   مـنـايــــــــــــــانـا ودولـة آخـريـنـا

فـقـلْ لـلـشـامـتـــــــيـن بـنـا: أفـيـقـوا   ***   سـيـلـقـى الـشـامـتـون كـمـا لـقـيـنـا

إذا مـا الـمـــــــوتُ رفّـعَ عـن أنـاسٍ   ***   بـكـلـكـلـهِ أنـاخَ بــــــــــــــآخـريـنـا

كـذاكَ الــــــــدهـرُ دولــــتـه سِـجـالٌ   ***   تـكـرُّ صـــــــروفـه حـيـنـاً وحـيـنـا

فـبـيـــــــنـا مـا يـسـرُّ بــه ويـرضـى   ***   ولـو لـبـسـت غــــضـارتـه سـنـيـنـا

إذا انـقـلـبـت بـه كـــــــــــرّات دهـرٍ   ***   فـألـفـى لـلألـــى غـبـطـوا طـعـيـنـا

ومـن يـغـبـط بـريـبِ الـدهـرِ مـنـهـم   ***   يـجـد ريـبَ الـزمـــــانِ لـه خـؤونـا

فـلـو خـلـدَ الـمـلـوكُ إذاً خــــــــلـدنـا   ***   ولـو بـقـيَ الـكـــــــــرامُ اذاً بـقـيـنـا

فـافـنـى ذلــــــــكـم سَـرَواتِ قـومـي   ***   كـمـا أفـنـى الـقـــــــرونَ الأولـيـنـا

مـحـمـد طـاهـر الـصـفـار

قصة وقصيدة سمار المرشدي

 

هذه قصة تبين لنا عوائد البادية إذا احتاج بعضهم الورد على موارد الآخرين حسب المرعى فإن أصحاب المورد وإن كانوا أعداء لهم من قبل يرحبون بهم ويقدمونهم على أنفسهم وماشيتهم لأنهم ربما احتاجوا إلى موارد عدوهم. 

وهذا سمير بن فرحان سيحاني من الروقة حداهم الوقت على ديار مطير ونزل على صالح بن هدباء من الهدابين قوم الشيخ ابن سقيان على الماء المعروف بالدجاني وهو قليل الماء، فلما سمع صالح من بعض قومه أنهم سيشاركون العتيبي في الماء ولحرصه على جاره تقدم بسلاحه للبئر يرصدها بسلاحه عن قومه، وحين رآه سمير شك أنه يرصدها عنه حيث إنه لم يكن من العادة رصد البئر فقال بنفس الوقت هذه الأبيات: 

لقيت جاري حارسٍ جمة البيرْ 

لا وا هلاكي كان جاري حداني 

تجملوا بي يا الوجيه المسافير 

حنا حدانا الوقت من ها الزمان 

لا بد ما نقفي ونذكرك بالخير 

وكلٍ ذكر ما شاف سرّ وعلان 

نرعى لقطعانٍ تقز المقاهير 

ترعى مشاهيها بليا عواني(1) 

من النجج لا بد نشمخ على النير 

على النظا ومكاظمات العنانِ 

فسمعه صالح وأجابه بقوله: 

يا سمير ماني حارسٍ جمة البير 

ذي مقعدي يا سمير من ها الزمان 

ابشر بدراج وزين النواعير 

انا انفهق وانت تصير بمكاني 

ثم ابتهج ولها على الله تعابير 

لا تشتحن يا سمير فوق الدجاني 

عاداتنا نسقي ركاب الخطاطير 

لا ترَّك الماجوب خطو الهداني 

ترى الخوي والجار نعطيه تقدير 

يقدم على عرباننا ما يهان 

ولا بد من يوم افتراق المظاهير 

متفرقينٍ بين قاصي وداني 

ما همّني يا سمير زين الغنادير 

ما ولعنّي جاليات الثمان 

انا هواي مرافقي للمناعير 

وكسب الجمالة مع طوال الايمان 

وعاداتنا يا سمير نطح الطوابير 

من فوق سِرْدٍ كاظمات العنان 

انشد وتخبرك العواريف بمطير 

في اللي مضى واليوم شوف العيان 

** ** ** 

* من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية: منديل بن محمد الفهيد 

(1) تقز: الأصل تقزى .. المقاهير: صغار الإبل 

فهد المطيري - المجمعة


السبت، 7 يناير 2023


قصيدة علي بن ابي طالب

لا تأمننَّ من النساء ولو أخاً

 
ما في الرِّجالِ على النِّساءِ أَمِيْنُ

إِنَّ الأَمِيْنَ وإِنْ تَعَفَّفَ جُهْدَهُ

 
لا بُدَّ أَنَّ بِنَظْرَة ٍ سَيَخُونُ

القبر أوفي من وثقت بعهده

 
ما للنِّساءِ سِوَى القُبورِ حُصُونُ

الجمعة، 6 يناير 2023

قصة و قصيدة خلف الاذن

حسن النعيمي/ شاعر الامن العام

يُذكر انه جاء شاعر من إحدى القبائل زائرًا لابن رشيد، وكان ابن رشيد في مجلسه وكان خلف الأذن الشعلان العنزي جالسا معه .. وكان زامل السبهان هو كل شيء لابن رشيد وهو الذي يتكلم بالمجلس ((وفي رواية أخرى ان ابن رشيد مسافر وزامل السبهان كان هو خليفة ابن رشيد في المجلس التفت زامل السبهان الى خلَف الأذن

وطلب منه مساجلة هذا الشاعر فغضب خلف من زامل واعتبرها إهانة؛ لأنه يرى نفسه أكبر وأرفع من أن يساجل شاعرًا اقل منه، فقام من المجلس وأرسل هذه القصيدة يهجوه فيها

زامـل ينشدنـي وانـا ويـن وينـي 

هبـيـت يـــا هـــرج بـلـيـا لـبـاقـه

الشين شين وماكر الشين شينـي

عــدو جــد ولا بقـلـبـك صـداقــه

الله يخونـك كــان مــا تشتهيـنـي

لـو تحـكـي لــي بالعـلـوم الدقـاقـه

غـديـت مـثـل معـايـد القريتـيـنـي 

لاجبت خيـر ولا تبـعـت الرفـاقـه

أنـا بـلايـه مــن صـديـق بطيـنـي 

بقعـا تصفقنـي علـى غـيـر فـاقـه

فنجال طيني منت فنجال صينـي

تبرك مباريك الجمـل وانـت ناقـه

ارخص لنا وارسل لسمحه تجيني

اعـتـاق عـبـد مشتهيـنـن فـراقـه...

(سمحه هي اسم فرس خلف )

،،،،،،


مُعايد القريتَيْن"

ويقال في الرجل الجشع الذي أراد الحصول على أمرين معًا فخسرهما معًا. وقصة هذا المثل تقول: إن رجلاً في يوم عيد أراد أن يأكل طعام العيد في قريته وفي القرية المجاورة؛ فذهب منذ الصباح يجري إلى القرية المجاورة فوجدهم قد أكلوا طعام العيد؛ فضرب كفًّا بكف، وعاد مسرعًا إلى قريته فوجدهم قد أكلوا أيضًا؛ فخسر الاثنين معًا، ونال ما نال من لوم الآخرين. ويُقال هذا المثل في الرجل الذي يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد، ويفشل في اصطياد الاثنين. قال الشيخ (خلف الأذن):

الخميس، 5 يناير 2023

الاصمعي والفتاه. يارب استغفرك لذنبي. كله

 مرّ الأصمعي – أبو سعيد عبدالملك بن قريب – على حيّ من أحياء العرب، فوجد بنتا صغيرة، قد بلغت خمس سنين أو ستا، وهي تقول: استغفر الله لذنبي كلَّه،

فقال: يا فتاة مِمَّ تستغفرين ولم يجر عليك قلم؟ فقالت:

استغفر الله لذنبي كلَّه

قتلتُ إنسانا بغير حلِه

مثلُ غزال ناعم في دَلِه

انتصف الليل ولم أصُلِه

فقال لها: ما أفصحكِ!!.

قالت: شيخ فاني، وتخالط الغواني!!.

قال: إنما أتعجب من فصاحتكِ.

فقالت: هل ترك القرآن لأحد فصاحة؟

فقال: نبهيني على أية فصيحة منه.

فقالت: أقرأ آية القصص: (وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه، فإذا خفت عليه، فألقيه في اليم، ولاتخافي ولاتحزني، إنا رادَّوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين). فقد جمعت الآية أمرين وهما أرضعيه وألقيه، ونهيين وهما لا تخافي ولاتحزني، وخبرين تضمنا بشارتين وهما إنا رادَّوه إليكِ وجاعلوه من المرسلين. (أما قولها: قتلت إنسانا بغير حله، أرادت أنها قتلت نفسها بعدم فعل الطاعات حيث انتصف الليل ولم تقم بين يدي الله تعالى. وفي المحاورة دلالة على عناية المسلمين صغارا وكبارا بحفظ كتاب الله عز وجل).


معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...