صــدق الله و كــذب الشاعر وغفــل الحجاج .
وفـــد ذات يــــوم رجل علي ( الحجاج بن يوسف الثقفي ) فقال له :
أصلحك الله أيها الأمير أصــغ سمعك واغضــض عني بصرك فان سمعت خطأ فلك أن تعاقب ما تهيأت لك سبل العقاب وإن سمعت مني غير ذلك فلك أن تنصفني من الظالمين .
قال الحجاج: قل أسمع .
قال الرجل : جنى قريب لي لا سلطان لي عليه جناية فأمر وكيلك بهدم منزلي وقطع عني رزقي ووضع اسمي ضمن قوائم الخارجـــــين .
قال الحجاج : هيهات أما سمعت قول الشاعر :
جانيك من يجني عليك وقد *** تعدي الصحاح مبارك الجرب
ولرب مأخوذ بذنب عشيرة *** ونجا المقارف صاحب الذنب
فلما سمع المظلوم ذلك وكان ذكيا أسرع قائلا : إنك يا حجاج تذكر قول شاعر ((والشعراء يتبعهم الغاوون )) . . . ؟
وتنسي قول الله الذي(( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ))
قال الحجاج : وما ذاك ؟
قال الرجل : إنك لم تقرأ قول الله تعالي :
((قالوا ياأيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون ))
فلما قرئت الآية وسمعها الحجاج دعا بالقائم علي رفع المظالم ثم قال له افكك لهذا عن اسمه واصكك له بعطائه وابن له منزله ومر مناديا ينادي في الناس :
صــدق الله و كــذب الشاعر وغفــل الحجاج . . . !؟ المظلومج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق