الاثنين، 8 يوليو 2024

قصة العاشق المسكين. و خالد القسري

 تفقد خالد بن عبد الله سجنه، فوجد فيه يزيد بن فلان البجلي، فقال له خالد في أي شيء حبست يا يزيد؟ فقال: في تهمة أصلح الله الأمير، قال خالد: تعود إن أطلقتك؟ فقال: نعم أيها الأمير وكره أن يصرح بالقصة أو يومي إليها فيفضح معشوقته لكي لا ينالها أهلها بمكروه، فقال خالد لأولياء الجارية: أحضروا رجال الحي حتى نقطع كفه بحضرتهم وكان ليزيد أخ فكتب شعرا ووجه به إلى خالد بن عبد الله البجلي:

أخالد قد أنطيت والله غشوة
وما العاشق المسكين فينا بسارق
أقر بما لم يأته المرء أنه رأى
القطع خيرا من فضيحة عاشـق
ولولا الذي قد خفت من قطع كفه
لألفيت في أمر الهوى غير ناطق
إذا بدت الرايات للسبق في العلى
فأنت ابن عبد الله أول سابق

فلما قرأ خالد الأبيات علم صدق قوله، فأحضر أولياء الجارية فقال لهم: تزوجوا يزيد فتاتكم، فقالوا: أما وقد ظهر عليه ما ظهر فلا، فقال خالد: لئن لم تزوجوه طائعين لتزوجنه كارهين، فزوجوه ونفذ خالد المهر من عنده. وقال المبرد أيضًا: جلس خالد بن عبد الله القسري ذات يوم للعرض، فأتي بشاب قد أخذ في دار قوم، وادعوا عليه السرق، فسأله عما حكي عنه، فأقر بالتهمة، فأمر خالد بقطع يده، فإذا جارية قد أتته لم ير أحسن منها وجهًا، فدفعت إلى خالد رقعة كان فيها:

أخالد قد أوطأت والله عشوة
وما العاشـق المسكين فينا بسارق
أقر بما لم يجنـه غير أنه
رأى القطع أولى من فضيحة عاشق

قال: فسأله خالد عن أبيها، فأحضره وزوجها من الشاب، ودفع مهرها من عنده عشرة آلاف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...