الاثنين، 29 يوليو 2024

قصة مثل لا ناقة لي فيها و لاجمل

قصة مثل لا ناقة لي فيها و لاجمل


 لا ناقة لي فيها ولا جمل»، مثل عربي قديم اعتاد الناس تداوله بكثرة حتىيومنا هذا، والمقصود منه أن قائله يتبرأ فيه من أمر ليس له علاقة به، ولامكسب وفائدة له منه، كما أنه يضرب في إنسان يتبرأ من تهمة قد تلصق بهوراء هذا المثل روايتان: الأولى، وهي الأشهر، تدور حول حرب البسوس، الحربالعبثية التي استمرت أربعين عاما بين حيين عربيين بسبب قتل ناقة، هذهالرواية سبق أن كتبنا عنها، وفيها ذُكر مثلنا «لا ناقة لي فيها ولا جمل». فقدكان في ذلك الزمان رجل حكيم يُعرف بحنكته بالحرب، وحسن تدبيره، يدعىالحارث بن عبّاد، فلجأ إليه بنو شيبان طالبين نصرتهم في حربهم ضد قبيلةتغلب، ولكنه رفض أن يكون طرفاً في حرب أزهقت فيها أرواح من أجل ناقة،وقال لهم: لا أنا من هذا، ولا ناقتي ولا جملي، ولا عِدلي، وفي رواية أخرى أنهقال: «لست من هذا، ولا جملي ولا رَحلي»، أما القول الذي شاع فهو: «لا ناقةلي فيها ولا جمل»، قاصداً أن لا شأن له بهذه الحرب وأنّ هذه الناقة لا تعني لهشيئاً، فذهب ما قاله مثلاأما الرواية الأخرى فتدور حول امرأة تدعى الصدوفبنت جُليس العذرية، وكانت زوجة لزيد بن الأخنس العُذري، وكان لزيد بنت منامرأة غيرها تدعى الفارعة، وقد جعل زيد لابنته الفارعة بيتاً خاصاً بها بعيداً عنزوجته، وجعل لها خادمة تخدمهاوحصل أن خرج زيد هذا في عمل إلى الشام،وكانت الفارعة قد وقعت في حب رجل من ب ني عُذرة يدعى شبث، وكانت كلّليلة تأمر راعي والدها أن يعجّل بترويح الإبل بعد أن يحلب لها من حليبهافتشرب اللبن نهاراً، وتركب أحد الإبل ليلاً إلى خارج مضارب قبيلتها لتلتقيحبيبهاوفي أحد الأيام رجع والد الفارعة من سفره، وذهب مباشرة إلى بيتهافلم يجدها، فسأل جاريتها عنها فخلقت الجارية لها عذراً، فلم يطمئن له،فسأل زوجته عما تعرف عن ابنته فقالت: «يا زيد، لا تعجل واقْفُ الأثر فلا ناقةلي في هذا ولا جمل»، في إشارة ذكيّة منها إلى الحكاية التي يردّدها الناس عنابنته العاشقة التي كانت تذهب الى حبيبها على الجمل، فسمع الناس هذاالمثل واشتهر بينهم وأخذوا بترديده، وذهب ما قالته مثلاملحوظة: منقولمن التراث بتصرف.


عن طلال عبد الكريم العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...