أبو محمد راشد الخلاوي عاش في القرن الثامن الهجري ومطلع القرن التاسع الهجري .. والخلاوي معروف بكثرة رحلاته، فهو يجوب عباب الصحراء، ولا يقر في مكان واحد، وفي إحدى المرات نزل على رأس رابية مرتفعة قرب قبيلة، وكان ولا زال من عادات العرب أن الذي ينزل بجوارهم يكرمونه بأول نزلته عليهم سواء بغداء أو بعشاء. سأهل أهل تلك القبيلة من هو؟ فقالوا إنه راشد الخلاوي. فلم يعيروه اهتمامًا. توقع الخلاوي أن يعزموه فلم يفعلوا. وفي صباح اليوم الثاني خرج للنقص فاصطاد ثماني ظباء وذهب لهم وعزمهم على العشاء قائلًا لهم: من عادتي أن أعزم قبل أن يعزموني، فاستجابوا لدعوته. ولما قاموا إلى عشائهم حمل ربابته وأخذ يغني وهم يأكلون.
للناس ميلان ٍ وانا لي لسانيه
في مرقب ٍ كل الخلايق ترانيه
عليها من لحم الجوازي ثمانيه
يوم ان داعيهم دعا ما دعانيه
والأموال عارية والأعمار فانيه
حريب جدك لو صفا مايودك = وعينيه لو تبكي لك الدم كاذبه
واحذر عدوك في الملا فرد مره = واحذر صديق السو وألف تحاط به
وترى ابرك ساعات الفتى مابها الفتى = ومافات مات وساعة الغيب غايبه
واغنم متى لاحت من العمر فرصه= وان هب نسناس فاذر في سوايبه
فلا بالتمني تبلغ النفس حظها = ولابالتأني فاز بالصيد طالبه
إذا الحر قلت حيلته ثم غادرت =تصفق به الدنيا وضاقت مذاهبه
يبدل بداره دار عز يرومه = عنها ولاغبن به الروح ذايبه
فالدار مايحصر عليها وليدها = دار الفتى ماطاب فيها مكاسبه
الجذ والتزويج والحرب للعدى = والفرض والقرض الذي في مواجبه
وترى شور من لايستشيرونه الملا = شمعة نهار في ضيا الشمس ذايبه
وترى النصايح في البرايا فضايح = كم ناصح أضحى له الناس عايبه
ولاعاب قوم قط إلا حسودهم = ومن عاب شخص عاجز عن مراتبه
ومن عاب شخص قبل يبصر بنفسه = يرى فيه مالا ينحصر من معايبه
الاطباع تطبع جود من جاد جده = ولو كان من بيت رفاع مناهبه
والاطباع تارد بالفتى مارد الردى = وما الدين والدنيا والاطباع خاربه
والاطباع عضو في بن ادم مركب = والاطباع للتطبيع لاشك غالبه
راشد الخلاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق