الاثنين، 6 مايو 2024

قصة البيت. كلام آلليل يمحوه النهار التراث

 بينما الخليفة العباسي محمد الامين ابن هارون الرشيد (ابن زبيدة ) يطوف فيقصر له في بغداد ،  إذ مر بجارية له سكرى وعليها مطرف خز وهي تسحبأذيالها من التيه فراودها عن نفسها فقالت يا أمير المؤمنين إنك قد هجرتنيمدة ولم يكن عندي علم بموافاتك فانظرني الليلة حتى أتهيأ للقياك وآتيك فيغد.

فلما أصبح انتظرها فلم تجئ فقام ودخل عليها وسألها انجاز الوعدفقالت: ياأمير المؤمنين أما علمت أن كلام الليل يمحوه النهار، فضحك وخرج منمجلسه فقال: من بالباب من الشعراء فقيل له مصعب والرقاشي وأبو نواسفأمر بهم فدخلوا فلما جلسوا بين يديه قال: ليقل كل واحد منكم شعراً يكونآخره كلام الليل يمحوه النهار فأنشأ الرقاشي يقول:

متى تصحو وقلبك مستطار ...  وقد منع القرار فلا قرار

وقد تركتك صبا مستهاما    ...  فتاة لا تزور ولا تزار

إذا استنجزت منها الوعد    ...     كلام الليل يمحوه النهار

وقال مصعب :

أتعذلني وقلبي مستطار  ...   كئيب لا يقرّ له قرار

بحبّ مليحة صادت فؤادي ... بألحاظ يخالطها احورار

ولما مددت يدي إليها ...     لألمسها بدا منها نفار

فقلت لها عديني منك وعداً ...  فقالت: في غد منك المزار

فلما جئت مقتضياً أجابت ... كلام الليل يمحوه النهار

وقال أبو نواس:

وخود أقبلت في القصر سكرى ...  ولكن زين السكر الوقار

وقد سقط الردى عن منكبيها ... من التخميش وانحل الإزار

وهز الريح أردافاً ثقالا      ...  وغصناً فيه رمان صغار

هممت بها وكان الليل ستراً  ... فقام لها على المعنى اعتذار

وقالت في غد فمضيت حتى ... أتى الوقت الذي فيه المزار

وقلت الوعد سيدتي فقالت  ...  كلام الليل يمحوه النهار

فقال له: ويلك أكنت مطلعاً علينا أو ثالثنا في القصرفقال: لا والله ياأميرالمؤمنين ولكن نطرت إليك فعرفت ما في نفسك وعبرت عما في ضميرك فأمرله بأربعة آلاف درهم ولصاحبيه مثلها

( قصص من التراث )


الناس من جهة التفضيل أكفاءُ … أبوهم آدم والأم حــــــــــــــــواءُ
فإن لهمْ يكن من أصلهم شرفٌ … يفاخرون به فالطينُ والمـــــــاءُ
وما الفخر إلا لأهل العلم إنهمُ… على الهدى لمن استهدى أدلاءُ
وقيمة المرءِ ما قد كان يحسنهُ … والجاهلون لأهل العلمِ أعـــداءٌ
فَعِشْ بعلمٍ تَفُـزْ حيَّاً به أبدا … الناسُ موتى وأهلُ العلمِ أحـــــــياءُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...