الأربعاء، 17 أبريل 2024

قصة الحجاج بن يوسف ويزيد بن الحكم الثقفي

 كان يزيد بن الحكم الثقفي فارساً شاعراً خطيباً عَهِدِ له الحجاج بن يوسف الثقفي على فارس، فأتاه يودِّعه، فقال له: أنشدني -وقدَّر أنَّه يمدحه- فأنشده قصيدة يفخر فيها بنفسه وآبائه، حتى بلغ قوله:


‏وأبى الذي سلبَ ابنَ كِسرى رايةً

‏بيضاءَ تَخفِقُ كالعُقابِ الطَّائرِ


‏فتغيَّر وجه الحجَّاج، فلمَّا خرج أمر حاجبه أن يلحق به ويستردَّ العهد منه، وقال لحاجبه: إذا ردَّه عليك فقل له: أورثكَ أبوك مثل هذا؟! فقال له الحاجب ذلك، فقال يزيد قل للحجَّاج:


‏وورِثتُ جَدِّي مجدَهُ وفِعَالَهُ

‏وورثتَ جدَّكَ أعنُزَاً بالطَّائفِ


‏ وله قصيدة مشهورة في ابن عمِّ له كان يحسده، منها قوله:


‏تُكاشِرُني كُرهاً كَأَنَّكَ ناصِحٌ

‏وَعَينُكَ تُبدي أَنَّ صَدرَكَ لي دَوِيْ


‏لِسانُكَ معسولٌ وَغَيبُكَ عَلقَمٌ

‏وَشَرُّكَ مَبسوطٌ وَخَيرُكَ مُلتَويْ


‏أَراكَ إِذا لَم أَهوَ أَمراً هَويتَهُ

‏وَلَستَ لِما أَهوى مِنَ الأَمرِ بِالهَوِيْ


‏عَدُوُّكَ يَخشى صَولَتي إِنْ لَقيتُهُ

‏وَأَنتَ عَدُوِّي لَيسَ ذاكَ بِمُستَويْ


‏تَملَّأتَ مِن غَيظٍ عَلَيَّ فَلَم يَزَل

‏بِكَ الغَيظُ حَتّى كِدتَ في الغَيظِ تَنشَوي


‏جَمَعتَ وَفُحشاً غِيبَةً وَنَميمَةً

‏خِلالاً ثَلاثاً لَستَ عَنها بِمُرعَويْ


‏(تُكاشِرُني: تبتسم لي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...