الخميس، 28 مارس 2024

قصة مقتل مروان بن محمد. ( الحمار )

 مصايب الدنيا عبر


 الدنيا غداره


لما  تمكن عامر بن إسماعيل من قتل مروان بن محمد ، واحتل بيته ، وقعد علىفراشه ؛ فإذا بابنة مروان – عبدة – و قد دخلت عليه ؛ فقالت يا عامر : إن دهراأنزل مروان عن فراشه ، وأقعدك عليه لقد أبلغ في عظتك !!

وقال مالك بن دينار – و كان زاهدا – مررت بقصر تضرب فيه الجواري بالدفوفوينشدن يقلن :

إلا يا دار لا يدخــــــلك حزن … ولا يغــــدر بصاحبك الزمان 

فنعــم الدار تأوي كل ضيــف … إذا ما ضاق بالضيف المكان


ثم مررت عليه بعد حين ، وقد استحال خرابا به عجوزا ؛ فسألتها عما كنت رأيتوسمعت قبل زمن ؛ فقالت يا عبد الله : إن الله يغير ولا يتغير ، والموت غالب كلمخلوق ؛ قد والله دخل به الحزن وذهب بأهله الزمان .


موحا.     https://youtu.be/vQmotpkx9h4?si=fcP7SYPP4GXWCdba



الأربعاء، 27 مارس 2024

قصة فيها عبرة جاد علينا الخيرون بمالهم

 قــصــة فيها عبرة... 


استدعى احد الخلفاء شعراء مصر، فصادفهم شاعر فقير بيده جرّة فارغةذاهباً إلى البحر ليملأها ماء فرافقهم إلى أن وصلوا إلى دار الخلافة،

فبالغ الخليفة في إكرامهم والإنعام عليهم،

ولّما رأى الرجل والجرّة على كتفه ونظر إلى ثيابه الرّثة

قال: من أنت؟ وما حاجتك؟

فأنشد الرجل:

ولما رأيتُ القومَ شدوا رحالهم

إلى بحرِك الطَّامي أتيتُ بِجرتّي

فقال الخليفة :

املأوا له الجّرة ذهباً وفضّة.

فحسده بعض الحاضرين وقالوا للخليفة :

هذا فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال، وربّما أتلفه وضيّعه.

فقال الخليفة:

هو ماله يفعل به ما يشاء، فمُلئت له جرّته ذهباً، وخرج إلى الباب فافرّق الماللجميع الفقراء، 

وبلغ الخليفة ذلك، فاستدعاه

وسأله على ذلك فقال:

يجود علينا الخيّرون بمالهم ونحن بمال الخيّرين نجود

فأعجب الخليفة بجوابه، وأمر أن تُملأ جرّتُه عشر مرّات،

وقال : الحسنة بعشر أمثالها

فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية

التي يتم تداولها عبر مئات السنين :-

اﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻣﺎﺩﺍﻡ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻬﻢ 

ﻭﺍﻟﻌﺴﺮ ﻭﺍﻟﻴﺴﺮ أﻭﻗﺎﺕ ﻭﺳﺎﻋﺎﺕ

ﻭأﻛﺮﻡ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺭى ﺭﺟﻞ 

تقضى على ﻳﺪﻩ ﻟﻠﻨﺎﺱ حاجات

ﻻ‌ ﺗﻘﻄﻌﻦ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﻌﺮوﻑ ﻋﻦ أﺣــﺪ

ﻣـﺎ ﺩﻣـﺖ ﺗـﻘﺪﺭ ﻭﺍلأ‌ﻳـﺎﻡ ﺗـــﺎﺭﺍﺕ

ﻭﺍﺫﻛﺮ ﻓﻀﻴﻠﺔ ﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ إﺫ ﺟﻌﻠﺖ

إﻟﻴﻚ ﻻ‌ ﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﺎﺟـــﺎﺕ

ﻓﻤﺎﺕ ﻗﻮﻡ ﻭﻣﺎ ﻣــﺎﺗﺖ ﻓﻀﺎﺋﻠﻬﻢ

ﻭﻋﺎﺵ ﻗﻮﻡ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺱ أمواتُ

التلذذ بالعطاء، وقضاء حوائج الناس لا يعرفه سوى العظماء ، وأصحابالأخلاق الفاضله

وليس دائماً العطاء بالمنح ،بل أحياناً يكون العطاء بالمنع !!

فكتمان الغضب ، وستر أسرار الناس ، وكف اللسان عن أعراضهم ..

هو من أنبل أنواع العطاء...!!!.

.......

الثلاثاء، 26 مارس 2024

قصة الشيخ و المرأة الذكية و الملح

 تزوج بدوي فتاة من قبيلته ذات حسن وأدب وأخلاق ودين ومضى عام علىزواجه ، ونشبت بينه وبين أحد أبناء عمومته مشاجرة كبيرة ، فقتله ، ورحل معزوجته بعيداً عن القرية كما تقتضيه الأعراف القبلية ، وتوجه الى ديار قبيلهثانيه ، وكان صاحبنا دائم الجلوس عند الشيخ في مجلسه مثله مثل رجالالقبيلة للسمر وتدارس مختلف الأمور وفي احد الايام مر الشيخ من أمام بيتصاحبنا، وشاهد زوجته فسُحِر بجمالها ، واستولت على لبه وعقله ، وخطرت لهفكره شيطانيه ، وهي أن يبعد الزوج عن البيت ، لينفرد بالزوجة ، ويقضي منهاوطرا ً .


فعاد إلى مجلسه ، وكان عامرا ً بالرجال ومن بينهم صاحبنا، فقال : ربعي ! 

علمت أن الديرة الفلانيه فيها ربيع ما مثله ! وأريد أن أرسل إليها أربعة رجاليرودونها، ويتأكدون من الربيع فيها ، واختار أربعة من الرجال ومن بينهم زوجالمرأه الجميلة . 


فسار الأربعة بكل طيب خاطر ، والمكان الذي ذكره يستغرق ثلاث أيام ذهابالفرسان وإيابهم ، وعندما أرخى الليل سدوله وانتظر إلى أن تنام الناس ، سارإلى بيت جيرانه حيث لم يكن فيه سوى المرأه وحيده ، وكانت نائمة ، وقبل أنيصل ارتطم في العامود وأحدث صوتاً مرعبا ً لها ، أفاقت المرأه على الصوت .

صاحت : من بالبيت ؟!

الشيخ : أنا فلان شيخ العرب إللي أنتم نازلين عنده !

البدوية : حياك الله ! وماذا تريد يا شيخ العرب في مثل هذا الوقت ؟!


الشيخ أذهلني جمالك عندما رأيتك، وسلبت عقلي وقلبي مني ، وأريد قربكووصالك !

البدوية : لا مانع عندي ! بشرط ، عندي لغز، إذا حليته أكون لك كما تريد !


الشيخ : أشرطي وتشرَّطي ، وجميع شروطك مُجابة !

البدوية : حتى لا يجيف اللحم ( أي يتحول إلى جيفة ) يرشون عليه الملح ! 

فمن يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟

ولك أن تستعين بمن تريد .


فإذا جئتني بالحل صرت لك كما تريد !

الشيخ : أنصفتِ ، وسآتيك بالحل في الليلة القادمة !

ذهب الشيخ الى بيته بخفي حنين ،وأمضى ليله يفكر بحل اللغز ولم يصل إلىنتيجة ، وثاني يوم وكانوا الرجال جالسين في مجلسه .


سأل الشيخ الجالسين وبصورة مفاجأة : حتى لا يجيف اللحم يرشون عليهالملح ! من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!

وكل من رد من الحضور كان رده على قدر فهمه وعلمه ، فلم يقتنع الشيخ برأيواحد منهم ، وكان أحد الرجال المحنكين الدهاة أصحاب الفطنة والحكمةوالعلم والأدب والدين موجودا ً في المجلس ، لكنه لم يقل شيئا ، وانصرفجميع من في المجلس 

إلا هو لم ينصرف ، فقد بقي في المجلس .

فصاح الشيخ في وجهه : أنت ما جاوبت على سؤالي !


قال له الرجل : أردت أن أكلمك على إنفراد ! فأصل اللغز بيت من الشعر قالهأبو سفيان الثوري ،والبيت هو : 


يا رجال العلم يا ملح البلد 

              من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!


وإن لم يخب ظني فإنك ٌ راودت امرأة عالية المقام في الذكاء والعلم والدينوالأدب عن نفسها ، فأرادت أن تصدك ولا تفضحك ، وأن تكسبك كأخ لها ولاتخسرك وتزيد إلى أعدائها أعداء أهلها عدوا بحجمك ومقامك ، وتحفظ بعلهاإن غاب وإن حضر ، وقد قالت لك ما قالت ، وكأنها تريد أن تقول لك ولمنسمعك :


يا رجال العُرب يا ملح البلد 

              من يُصلِحُ الملحَ إذا الملحُ فسد ؟!


فهي تقصد : إن الرجل من القبيلة إذا فسد أصلحه شيخ القبيلة كما يصلحالملحُ اللحمفمن يصلح الشيخ إذا الشيخ فسد ؟!


وكأن هذه الإجابه أيقظت ضميره النائم ، وقلبه الهائم ، وعقله الظالم ، وأصابهالخجل الشديد من فعلته الشنعاء ، وملأه الندم على ما كان منه المكائدوالمفاسد !

وقال : أصبت كبد الحقيقة أيها المبجل ! فاستر عليَّ زلتي سترك الله في الدنياوالآخرة !


يقول الشاعر : يداوى فساد اللحم بالملح ..

فكيف نداوي الملح إن فسد الملح..


وأنا أقول: 

من يصلح الولد إذا رب البيت فسد 

من يصلح الرعية إذا الراعي فسد 

من يصلح الجيل إذا المعلم فسد 

من يصلح الناس إذا الحاكم فسد ؟؟


( جالس الحكماء ولا تجالس السفهاء فإن الحكماء عظماء )

 #عبرة #حكاية #قصص #حكايات #قصة

الأستاذ محمود شلبى بالعربي بسطنهالك

قصص من الخيال الغول و العنقاء

  الغول والعنقاء والخل الوفي 3 دقائق للقراءة قالت العرب قديماً إن المستحيلات ثلاث هي: الغول والعنقاء والخل الوفي.. نظرة متشائمة في حضارة احت...