الاثنين، 9 أكتوبر 2023

قصيدة جرير بن عطية أتصلوا. أم فؤادك غير صاحي

 أتصحو أم فؤادكَ غيرُ صاح

عشيةَ همَّ صحبكَ بالرواحِ

تقُولُ العاذلاتُ: عَلاكَ شَيْبٌ،

أهذا الشيبُ يمنعني مراحي

يكلفني فؤادي من هواهُ

ظَعائِنَ يَجْتَزِعْنَ عَلى رُماحِ

ظَعائَنَ لمْ يَدِنّ مَعَ النّصَارىَ

وَلا يَدْرِينَ ما سَمْكُ القَراح

فبعضُ الماءِ ماء ربابِ مزنٍ

وبَعْضُ الماءِ مِنْ سَبَخٍ مِلاح

سيَكْفِيكَ العَواذل أرْحَبِيٌّ

هجانُ اللونِ كالفردِ اللياح

يعز على الطريق بمنكبيهِ

كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداح

تعزتْ أمُّ حزرةَ ثمَّ قالتْ

رَأيتُ الوَارِدِينَ ذَوي امْتِناحِ

تُعَلّلُ، وَهْيَ ساغِبَةٌ، بَنِيها

بأنْفاسٍ مِنَ الشَّبِمِ القَرَاحِ

سَأمْتاحُ البُحُورَ، فجَنّبِيني

أذاةَ اللّوْمِ وانْتظِرِي امْتِياحي

ثِقي بالله لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ،

و منِ عندِ الخليفةِ بالنجاحِ

أغثني  يا فداكَ أبي وأمي

بسيبٍ منكَ إنكَ ذو ارتباح

فَإنّي قدْ رَأيتُ عَليّ حَقّاً

زِيَارَتِيَ الخَليفَةَ وامْتِداحي

سأشكرُ أنْ رددتَ عليَّ ريشي


وَأثْبَتَّ القَوادِمَ في جَنَاحي

ألَسْتُمْ خَيرَ مَن رَكِبَ المَطَايا

و أندى العالمينَ بطونَ راحِ

وقَوْمٍ قَدْ سَمِوْتَ لهمْ فَدَانُوا

بدهمٍ في مللةٍ رداحِ

أبحتَ حمى تهامةَ بعدَ نجدٍ

و ما شيءٌ حميتَ بمستباحِ

لكمْ شم الجبالِ منَ الرواسي

و أعظمُ سيلِ معتلجِ البطاحِ

دَعَوْتَ المُلْحِدينَ أبَا خُبَيْبٍ

جماحاً هلْ شفيتَ منَ الجماحِ

فقَدْ وَجَدُوا الخَليفَةَ هِبْرِزِيّاً

ألَفّ العِيصِ لَيس من النّواحي

فما شجراتُ عيصكَ في قريشٍ

بِعَشّاتِ الفُرُوعِ وَلا ضَواحي

رأى الناسُ البصيرةَ فاستقاموا

و بينتِ المراضِ منَ الصحاحِ

نبذة عن الشاعر جرير:

هو جرير بن عطية الكلبي اليربوعي التميمي، ولد في عام ثلاثة وثلاثونللهجرة في نجد، وهو واحد من أشهر شعراء العصر الأموي.

يعتبر الجرير واحدًا من أشهر الشعراء على مر العصور في الهجاء، فقد كانيتفنن في ذلك، من أشهر نقائضه تلك التي كانت مع الفرزدق، فلا يذكر اسمأحدهما إلا وذكر اسم الآخر.

توفي الجرير في عام مائة وعشرة للهجرة في نجد.

قصة قصيدة أتصحو أم فؤادك غير صاح:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أتصحو أم فؤادك غير صاح” فيروى بأنه في يوم دخلالشاعر جرير بن عطية على أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان، وعندما وقف بينيديه، أنشده قائلًا:


وعندما وصل جرير إلى البيت الذي قال فيه: ألستم خير من ركب المطايا، كانأمير المؤمنين متكئًا، فاستوى جالسًا، وقال لمن كان حاضرًا في تلك الساعة: منيريد أن يمدحني بعد الآن، فليمدحني بمثل هذا أو بأفضل منه، وإلا فليبقىساكتًا، ومن ثم التفت الخليفة إلى الجرير وقال له: يا جرير، هل تستطيع زوجتكأم حزرة أن تسقي مائة من إبل بني كلب، فقال له الجرير: يا أمير المؤمنين، إن لمتستطع أن تسقيها، فلا سقاها الله، فأمر له الخليفة بمائة من إبله وكانت كلهاسود، فقال له الجرير: يا أمير المؤمنين، نحن كبار في السن، ولا يستطيع أحد مناأن يرعى هذه الإبل، فهل يمكن أن تأمر لي بالرعاء، فأمر له الخليفة بثمانية منالرعاء.

ومن ثم نظر الجرير إلى يدي الخليفة، وكان بينهما أوانٍ من ذهب، فقال له: ياأمير المؤمنين، ومحلب هذه الإبل؟، وأشار إلى واحدة من الأواني التي بين يديالخليفة، فقام الخليفة بإعطائة واحدة منها، وقال له: خذها فهي لك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...