الاثنين، 21 أغسطس 2023

قصيدة المعتمد بن عباد فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا

 




ولا يوم الطين، هي جملة قالتها الجارية والشاعرة اعتماد الرميكية للمعتمد بن عباد، آخر ملوك الطوائف في الأندلسبعد زواجه من الرميكية، كانت ذات يومفي أشبيلية تطل من النافذة فرأت مجموعة نساء يبعن اللبن بالجوار وهنيخضن في الطين، فاشتهت ما يفعلنه وقالت للمعتمد، فأمر بالعنبر والمسكوالكافور ‏وماء الورد، وخلطه بالطين داخل القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً منإبريسم، وخرجت هي وجواريها ‏تخوض في ذلك الطينبعد خلع المعتمد،قالت له الرميكية في إحدى المرات: والله ما رأيتُ منك خيراً، فقال لها: ولا يومالطين؟ تذكيراً لها بذلك اليوم، فاستحيت وسكتت.


القصة الشهيرة

كان المعتمد بن عباد، وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس، قد تولى إشبيليةبعد وفاة أبيه سنة 461هـ، واتسع ملكه وأصبح مقصد الأمراء والعلماءوالشعراء، ثم ضعف حكمه وأنهكته الفتن، وانتهى به المآل سنة 488هـ أسيراًعند يوسف بن تاشفين، فأرسله إلى بلدة أغمات في المغرب ليعيش فيها معزوجته وأطفاله في حالة من الفقر والعوز.[1] وجاء في تفاصيل قصة يوم الطين،كما رواها عديد من المؤرخين والأدباء، أن اعتماد الرميكية وهي جارية أعجبالمعتمد بن عباد بحُسن منطقها وملاحة نوادرها فتزوجها، رأت ذات يوم فيأشبيلية مجموعة من النساء يبعن اللبن في القرب وهن يخضن في الطين، فقالتله: أشتهي أن أفعل أنا وجواريّ مثل هؤلاء النساء، فأمر المعتمد بالعنبر والمسكوالكافور ‏وماء الورد، وصيّر الجميع طيناً في القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً منإبريسم، وخرجت هي وجواريها ‏تخوض في ذلك الطين، ويقال: إنّه لمّا خُلعالمعتمد جرى بينه وبين الرميكية ما يجري بين الزوجين، فقالت له: والله ما رأيتُمنك خيراً، فقال لها: ولا يوم الطين؟ تذكيراً لها بذلك اليوم، فاستحيت وسكتتوالغريب أن يلتقي مَن يريد الإساءة إلى المرأة مع مَن يدافع عنها على هدفواحد، وهو إبراز قصة يوم الطين وتناسي ما بعد تلك القصة من مشاركةالرميكية لابن عباد في ما كان ينتظره من مصير مؤلم، وبقائها معه حتى توفيتقبله بأيام قليلة سنة 488هـ.

وهنالك أبيات تقول:

ولا يوم طينٍ يا رميكية الهوى


وقد كان طيني طينة الفخرِ والجودِ

ومن يأمن الأنثى فيا شر يومه


كما فعلت أنثى بطينِ ابن عبودي

وفي أول يوم عيد بسجنه في أغمات، بالمغرب، أفطر على تمرات وقد دخل عليهبنيه وبناته عليهن أطمار وأقدامهن حافية، فقال المعتمد بن عباد:


القصة الشهيرة

كان المعتمد بن عباد، وهو أحد ملوك الطوائف في الأندلس، قد تولى إشبيلية بعد وفاة أبيه سنة 461هـ، واتسع ملكه وأصبح مقصد الأمراء والعلماء والشعراء، ثم ضعف حكمه وأنهكته الفتن، وانتهى به المآل سنة 488هـ أسيراً عند يوسف بن تاشفين، فأرسله إلى بلدة أغمات في المغرب ليعيش فيها مع زوجته وأطفاله في حالة من الفقر والعوز.[1] وجاء في تفاصيل قصة يوم الطين، كما رواها عديد من المؤرخين والأدباء، أن اعتماد الرميكية وهي جارية أعجب المعتمد بن عباد بحُسن منطقها وملاحة نوادرها فتزوجها، رأت ذات يوم في أشبيلية مجموعة من النساء يبعن اللبن في القرب وهن يخضن في الطين، فقالت له: أشتهي أن أفعل أنا وجواريّ مثل هؤلاء النساء، فأمر المعتمد بالعنبر والمسك والكافور ‏وماء الورد، وصيّر الجميع طيناً في القصر، وجعل لها قرباً وحبالاً من إبريسم، وخرجت هي وجواريها ‏تخوض في ذلك الطين، ويقال: إنّه لمّا خُلع المعتمد جرى بينه وبين الرميكية ما يجري بين الزوجين، فقالت له: والله ما رأيتُ منك خيراً، فقال لها: ولا يوم الطين؟ تذكيراً لها بذلك اليوم، فاستحيت وسكتت. والغريب أن يلتقي مَن يريد الإساءة إلى المرأة مع مَن يدافع عنها على هدف واحد، وهو إبراز قصة يوم الطين وتناسي ما بعد تلك القصة من مشاركة الرميكية لابن عباد في ما كان ينتظره من مصير مؤلم، وبقائها معه حتى توفيت قبله بأيام قليلة سنة 488هـ. 

وهنالك أبيات تقول:

ولا يوم طينٍ يا رميكية الهوىوقد كان طيني طينة الفخرِ والجودِ
ومن يأمن الأنثى فيا شر يومهكما فعلت أنثى بطينِ ابن عبودي

وفي أول يوم عيد بسجنه في أغمات، بالمغرب، أفطر على تمرات وقد دخل عليه بنيه وبناته عليهن أطمار وأقدامهن حافية، فقال المعتمد بن عباد:

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورافساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةيغزلن للناس ما يملكن قطميرا
برزن نحوك للتسليم خاشعةأبصارهن حسيرات مكاسيرا
يطأن في الطين والأقدام حافيةكأنها لم تطأ مسكاً وكافـورا
لا خـد إلا تشكى الجدب ظاهرهوليس إلا مع الأنفاس ممطورا
أفطرت في العيد لا عـادت مساءتهفكان فطرك للأكباد تفطيرا
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاًفردك الدهر منهيـاً ومأمورا
من بات بعـدك في ملك يُسَرُّ بهفإنما بات بالأحـلام مغرورا


عدد دويلات ملوك الطوائف في الأندلس تنتان وعشرون دولة، ومن غرائب التأريخ أنَّها كعدد الدول العربية اليوم! قال عنهم ابن رشيق القيرواني؛ حين هاجر عنهم إلى صقلية:

‏مِمَّا يُزَهِّدُني في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ
‏أسماءُ مُقْتَدِرٍ فيها وَمُعْتَضِدِ

‏أَلْقابُ مَمْلَكَةٍ في غَيْرِ مَوْضِعِها
‏كالْهِر يَحْكي انْتِفاخاً صَوْلَةَ الأَسَدِ

‏كان المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف، وحين نصحه مستشاروه بألَّا يستدعي يوسف بن تاشفين زعيم المرابطين؛ خوفاً من استيلائهم على الأندلس، قال قوله المشهور الذي أخَّر سقوط الأندلس أربعة قرون: لإن أرعى الجمال عند ابن تاشفين في صحراء المغرب، خيرٌ لي من أن أرعى الخنازير عند آلفونسو في قشتالة!.

































فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا



وكان عيدك باللذات معمورا

وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ



فساءك العيد في أغمات مأسورا

ترى بناتك في الأطمار جائعةً



في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا

معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ



يغزلن للناس لا يملكن قطميرا

برزن نحوك للتسليم خاشعةً



عيونهنّ فعاد القلب موتورا

قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً



أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا

يطأن في الطين والأقدام حافيةً



تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا

قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت



كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا

لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره



وقبل كان بماء الورد مغمورا

لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ



وليس إلا مع الأنفاس ممطورا

أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه



ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا

وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ



فعاد فطرك للأكباد تفطيرا

قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً



لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا

وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ



فردّك الدهر منهياً ومأمورا

من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به



أو بات يهنأ باللذات مسرورا

ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت



فإنما بات في الأحلام مغرورا

المعتمد بن عباد



للقصيدة عدة روايات وقد اخترت هذه الرواية

أما مناسبة القصيدة فهي

اشتبك المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية في قتال مع المرباطين وقائدها يوسف بنتاشفين وهزم ثم اقتيد هو وزوجته وبناته الى سجن أغمات في المغرب فانقلبعزه الى أسر وفقر حتى اشتغلت بناته بالحياكة و الغزل لكي يحصلن على قوتيومهن وجاءه العيد و هو على هذه الحال وساءه منظر بناته بأسمال بالية فييوم العيد انظارهن منكسرة من الذل و الحاجة بعد بذخ الملك ورفاه الملبس فقالقصيدة لخصت حكمته في الحياة ولخصة تجربته بكل ما فيها من تقلبات


المعتمد بن عباد


قَبرَ الغَريب سَقاكَ الرائِحُ الغادي

حَقّاً ظَفَرتَ بِأَشلاء ابن عَبّادِ

بِالحِلمِ بالعِلمِ بِالنُعمى إِذِ اِتّصلَت

بِالخَصبِ إِن أَجدَبوا بالري لِلصادي

بالطاعِن الضارِب الرامي إِذا اِقتَتَلوا

بِالمَوتِ أَحمَرَ بالضرغمِ العادي

بالدَهر في نِقَم بِالبَحر في نِعَمٍ

بِالبَدرِ في ظُلمٍ بِالصَدرِ في النادي

نَعَم هُوَ الحَقُّ وَافاني بِهِ قَدَرٌ

مِنَ السَماءِ فَوافاني لِميعادِ

وَلَم أَكُن قَبلَ ذاكَ النَعشِ أَعلَمُهُ

أَنَّ الجِبال تَهادى فَوقَ أَعوادِ

كَفاكَ فارفُق بِما اِستودِعتَ مِن كَرَمٍ

رَوّاكَ كُلُّ قَطوب البَرق رَعّادِ

يَبكي أَخاهُ الَّذي غَيَّبتَ وابِلَهُ

تَحتَ الصَفيحِ بِدَمعٍ رائِح غادي

حَتّى يَجودَكَ دَمعُ الطَلّ مُنهَمِراً

مِن أَعيُن الزَهرِ لم تَبخَل بِإِسعادِ

وَلا تَزالُ صَلاةُ اللَهِ دائِمَةً

عَلى دَفينكَ لا تُحصى بِتعدادِ










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصيدة صالح بن عبد القدوس في النصح

 #كل بيت في هذه القصيدة يعادل كتابا..  هي إحدى القصائد الخالدة للشاعر #صالح بن عبدالقدوس احد شعراء الدولة العباسية ..  تمعّنوا بكلماتها ومعا...