الخميس، 3 أغسطس 2023

قصيدة علقمة الفحل طحا بك

 قال علقمة بن عبدة بن النعمان بن قيس:

  

طَحَـا بِـكَ قَلْـبٌ فـي الحِـسَـانِ طَــرُوبُبُعَيْـدَ الشَّـبَـابِ عَـصْـرَ حــانَ مَشِـيـبُ
يُكَلِّـفُـنِـي لَـيْـلَـى وقـــد شَـــطَّ وَلْـيُـهــاوعــــادَتْ عَــــوَادٍ بـيـنـنــا وخُــطُـــوبُ
مُـنَـعَّـمَــةٌ مـــــا يُـسْـتَـطَــاعُ كِــلاَمُــهــاعَـلَــى بَـابِـهـا مــــنْ أَنْ تُــــزَارَ رَقــيــبُ
إِذَا غـابَ عنهـا البْعـلُ لـم تُفـش سِـرَّهُوتُـرْضِـي إِيَــابَ البـعـلِ حـيـنَ يَــؤُوبُ
فَـــلا تَـعْـدِلـي بَـيْـنـي وبَــيْــنَ مُـغَـمَّــرٍسَقَـتْـكِ رَوَايَــا الـمُــزْنِ حـيــنَ تَـصُــوبُ
سَـقَــاكَ يَــمَــانٍ ذُو حَــبــيٍّ وعــــارِضٍتَــرُوحُ بـــه جُـنْــحَ الـعَـشِـيِّ جَـنُــوبُ
ومـــا أَنــــتَ أَمْ مــــا ذِكْــرُهــا رَبَـعِـيَّــةٍيُــخَــطُّ لــهــا مــــنْ ثَــرْمَـــدَاءَ قَـلِــيــبُ
فـــإِنْ تَسْـأَلـونِـي بِـالـنِّـسـاءِ فـإِنَّـنــيبَـصِـيــرٌ بــــأَدْوَاءِ الـنِّــسَــاءِ طَـبِــيــبُ
إِذَا شـــاب رَأْسُ الـمــرءِ أَو قَــــلَّ مــالُــهُفـلـيــس لــــهُ مــــن وُدِّهِــــنَّ نَـصِــيــبُ
يُـــرِدْنَ ثَــــرَاءَ الــمــالِ حــيــثُ عَـلِـمْـنَـهُوشَـــرْخُ الـشَّـبـابِ عِـنـدهُـنَّ عَـجِـيــبُ
فَدَعْـهـا وسَـــلِّ الـهــمَّ عـنــكَ بِـجَـسْـرَةٍكَـهَـمِّــكَ، فـيــهــا بــالـــرِّدَافِ خَـبِــيــبُ
وعِــيــسٍ بَـرَيْـنـاهـا كـــــأَنَّ عُـيُـونَـهــاقَــوَارِيــرُ فــــي أَدْهـانِـهِــنَّ نُــضُـــوبُ
إِلى الحـارِثِ الوَهَّـابِ أَعْلَمْـتُ ناقَتِـيلِـكَـلْـكـلـهـا والـقُـصْـرَيَــيْــنِ وَجِـــيــــبُ
تَــتَــبَّــعُ أَفْـــيـــاءَ الـــظِّـــلالِ عَــشــيَّــةًعـــلـــى طُــــــرُقٍ كــأَنَّــهــنَّ سُـــبُــــوبُ
ونـاجِـيــةٍ أَفْــنَــى رَكِــيــبَ ضُـلُـوعِـهـاوحَـــارِكَـــهـــا تَـــهَـــجُّـــرٌ فَــــــــــدُؤُوبُ
فــأَوْرَدْتُــهــا مــــــاءً كــــــأَنَّ جِــمَــامَــهُمـــن الأَجْـــنِ حِـنَّــاءٌ مَـعــاً وصَـبِـيــبُ
وتُصْـبـحُ عــن غِــبِّ الـسُّـرَى وكـأَنَّـهـامُوَلَّـعـةٌ تَـخْـشَـى القَـنِـيـصَ شَـبُــوبُ
تَـعَــفَّــقَ بــالأَرْطَـــى لــهـــا وأَرادَهـــــارِجـــــالٌ فَــبَـــذَّتْ نَـبْـلَــهُــمْ، وكَــلِــيــبُ
لِتُبْلِـغَـنِـي دارَ امْـــرِىءٍ كــــان نـائِـيــاًفـقــد قَـرَّبَـتْـنِـي مِــــنْ نــــدَاكَ قَــــرُوبُ
إِلـيــكَ أَبَـيْــتَ الـلَّـعْـنَ كـــان وَجِيـفُـهـابِـمُـشْـتَـبِـهــاتٍ هَــوْلُــهُـــنَّ مَــهِـــيـــبُ
هَـدانــي إِلــيــكَ الـفَـرْقَــدَانِ ولا حِــــبٌلـــهُ فَـــوْقَ أَصْــــوَاءِ الـمِـتَــانِ عُــلــوبُ
بِهـا جِيَـفُ الحَسْـرَى، فأَمَّـا عِظامُـهـافَـبِـيــضٌ، وأَمَّــــا جِـلْـدُهــا فَـصَـلِـيــبُ
تُـرادُ علَـى دِمْـنِ الْحِيـاضِ فـإِنْ تَعَـفْفــــــإِنَّ الــمُــنَــدَّى رِحْـــلَــــةٌ فَـــرُكُــــوبُ
فَـــلاَ تَحْـرِمَـنِّـي نـائِــلاً عـــنْ جَـنـابَــةٍفـإِنِّـي امــرؤٌ وَسْــطَ الـقِـبـابِ غَـريــبُ
وأَنــتَ امــرؤٌ أَفْـضَـتْ إِلـيـكَ أَمـانَـتِـيوقَـبْـلَــكَ رَبَّـتْـنِــي فَـضِــعْــتُ رُبُـــــوبُ
ولَــسْـــتَ لإِنْـــسِـــيِّ ولـــكـــنْ لِـــمَـــلأَْكٍتَـنَــزَّلَ مـــن جـــوِّ الـسَّـمـاءِ يَــصُــوبُ
فـأَدَّتْ بَنُـو كَـعْـبِ بــنِ عَــوْفٍ رَبِيبَـهـاوغُــودِرَ فــي بـعـضِ الجُـنـودِ رَبِـيــبُ
فــوَ اللهِ لــولا فـــارِسُ الـجَــوْنِ مِـنـهـمُلآبُـــــو خَــزَايـــا، والإِيـــــابُ حَـبِــيــبُ
تُـقَــدِّمُــهُ حَــتَّـــى تَـغِــيــبَ حُـجُــولــهُوأَنـــتَ لِـبَـيْــضِ الـدَّاِرعـيــنَ ضَــــرُوبُ
مُـظَـاهِـرُ سِـرْبـالَـيْ حَـدِيــدٍ، عليـهـمـاعَـقِـيــلاَ سُــيــوفٍ مِــخْــدَمٌ ورَسُــــوبُ
فقاتَلْـتَـهُـمْ حـتَّــى اتَّـقَــوْكَ بِكَبْـشِـهِـمْوقـد حـانَ مِـنْ شمـسِ النـهـارِ غُــرُوبُ
تَــجُــود بِـنـفــسٍ لا يُــجَــادُ بـمـثـلـهـافـأَنْــتَ بـهــا عـنــدَ الـلـقـاءِ خَـصِـيــبُ
تَخَـشْـخَـشُ أَبْـــدَانُ الـحـديـدِ علـيـهـمُكما خَشْخَشَتْ يُبْسَ الحِصَادِ جَنُوبُ
وقـاتَـلَ مِـــن غَـسَّــانَ أَهْـــلُ حِفَـاظِـهَـاوهِــنْــبٌ وقَــــاسٌ جَــالَــدَت وشَـبِـيــبُ
كــــأَنَّ رجــــالَ الأوَسْ تَــحْــتَ لَـبَــانِــهِومـــا جَـمَـعَــتْ جَــــلٌّ مَــعــاً وعَـتِـيــبُ
رَغَـا فَوْقَهُـمْ سَقْـبُ السَّمـاءِ، فَدَاحِـضٌبِـشِـكَّـتِــهِ لـــــم يُـسْـتَــلَــبْ وسَــلِــيــبُ
كـأَنَّـهُــمُ صــابَــتْ عـلـيـهـمْ سَـحــابَــةٌصَــوَاعِــقُــهــا لِــطَــيْــرِهِــنَّ دَبِــــيــــبُ
فــلَــم تَــنْـــجُ إِلاَّ شِـطْــبَــةٌ بِـلِـجـامِـهَـاوإِلاَّ طِــــمِــــرٌّ كــالــقَــنَــاةِ نَـــجِـــيـــبُ
وإِلاَّ كَــــمِــــيٌّ ذُو حِــــفَــــاظِ كــــأَنَّـــــهُبمـا أَبْتَـلَّ مـنْ حَـدِّ الظـبَـاتِ خَضِـيـبُ
وأَنــــتَ أَزَلْـــــتَ الـخُـنْـزُوَانَــةَ عـنــهــمُبِـضَـرْبٍ لـــه فَـــوقَ الـشُّــؤُونَ دَبِـيــبُ
وأَنــــتَ الــــذي آثــــارُهُ فــــي عَـــــدُوِّهِمــنَ الـبُـؤْسِ والنُّعْـمَـى لَـهُـنَّ نُـــدُوبُ
وفــي كُــلِّ حــيٍّ قــد خَبَـطْـتَ بِنِـعْـمَـةٍفَـحُــقَّ لِـشَــأس مــــن نَــــدَاكَ ذَنُــــوبُ
ومــا مِـثـلُـهُ فـــي الـنــاسِ إِلاَّ أَسِـيــرُهُمُــــــــدَانٍ، ولا دَانٍ لِــــــــذَاكَ قَــــرِيــــبُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...