من مواقف سرعة البداهة ماذكره أهل الأدب أن أحد الشعراء دخل على الأمير المهلّبي في العراق، وكان المهلّبي الوزير مهيبا غضُوبًا عبوسا، فدخل عليه الشاعر وقت المساء، وأراد أن يقول: كيف أمسيت أيها الأمير؟ فغلط الشاعر من الرهبة وخوف الموقف فقال: كيف أصبحت أيها الأمير؟فقال: هذا مساء أو صباح؟! فأطرق الشاعر قليلا، ثم رفع رأسه وقال:
صبحته عند المساء فقال لي : ** ماذا الصباح ؟ وظن ذاك مزاحا
فأجبته : إشراق وجهك غرّني ** حتى تبينت المســــاء صباحا "
صبّحته عند المساء فقال لي:
ماذا الكلام؟ وظن ذاك مزاحا
فازددتُ دهشًا فوق دهشٍ أول
وعلمت أني قد أتيت جُناحا
أحسِنْ أبا حسنٍ، فحسنك راعني
حتى توهمت المساء صباحا
لا تعجبنَّ فإن وجهك لو بدا
في ظلمة لحسبته مصباحا
يروى أنها للشاعر الخبز ارزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق