🌺🌻 * ؛ رَجُلٌ يُفْحِمُ الحَجَّاج ؛ * 🌼🍀
أدخَلُوا عَلىٰ الحَجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفي رَجُـلاً مُقَيَّـدَاً ..
فَقَالَ لَـهُ الحَجَّاجُ : مَا شَأنُكَ يَا هَـذا .؟
فَقَالَ الرَّجُلُ : أصْلَحَ اللَّهُ الأمير ، أرْعِنِي سَمْعَكَ ، واغْضُضْ عَنِّي بَصَرَكَ ، واكْفُفْ عَنِّي سَيْفَكَ ..
فَإنْ سَمِعْتَ خَطَأً أو زَلـلَاً .. دُونَكَ والعُقُوبَـة .!
قَـالَ : قُـلْ .!
فَقَـالَ : عَصَىٰ عَاصٍ مِنْ عُرْضِ العَشِيرَةِ ، فَحُلِّقَ عَلىٰ اسْمِي ( أيْ جُعِلَتْ حَلَقَةٌ عَلىٰ اسْمِهِ في الدَّوْلة ، كَمَا نَقُولُ الآنَ وُضِعَ في القَائِمَةِ السَّودَاء أو وُضِعَتْ عليهِ نُقْطَةٌ ) ، وهُدِّمَ مَنْزِلي ، وحُرِمْتُ عَطَائِي ( عَطَائِي مِنْ بَيْتِ المَالِ ) .
( مُجْمَلُ كَلَامهِ أنَّـهُ أُخِذَ بِذَنْبِ غَيْرِهِ ) .!
قَالَ الحَجَّاجُ : هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، أوَ مَا سَمِعتَ قَوْلَ الشَّاعِرِ :
جَانِيكَ مَنْ يَجْني عَليْكَ وَقَـد ..
تُعدِي الصِّحَاحَ مَبَارِكُ الجُرْبِ
وَلََرُبَّ مَأخُوذٍ بَذَنْبِ عَشِيرَةٍ ..
وَنَجَـا المُقَارِفُ صَاحِبُ الذَّنْبِ .؟
والمعنىٰ :
جَانِيكَ مَنْ يَجني عَليْكَ :
أي أنَّـهُ لا يَجدرُ بِكَ أنْ تَقْتَصَّ إلَّا مِمَّن تَسَبَّبَ
لكَ بِالأذىٰ ..!
تُعدِي الصِّحَاحَ مَبَارِكُ الجُرْبِ :
هذا استثناء لصدر البيت ، ويعني أنَّ الجِمَالَ الجَربَـاء تَتَسَبَّبُ بِالعَـدوَىٰ لِلجِمَـالِ السَّلِيمَـةِ ..
فَبِهذا يُمْكِنُكَ أنْ تُحَاسِبَ بِالذَّنْبِ غَيْرَ صَاحِبِهِ .!
قَالَ الرَّجُلُ : أصلَحَ اللَّـهُ الأميرَ ..
ولكنِّي سَمِعتُ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يَقُولُ غَير هَذا .!
قَالَ : ومَا ذَاكَ .؟
قَالَ : قالَ عـزَّ وجَلَّ :
يَاأيَّهَـا العَزِيزُ إنَّ لَـهُ أبَـاً شَيْخَاً كَبِيرَاً فَخُذْ أَحَدَنَـا مَكَانَهُ إنَّا نَرَاكَ مِنَ المُحسِنين ، قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أنْ نَأخُذَ إلَّا مَنْ وَجَدنَا مَتَاعَنا عِنْدَهُ إنَّا إذاً لَظَالِمُون
فَقَالَ الحَجَّاج : عَليَّ بيزيد بن أبي مُسلم ..
فَمَثُلَ بَيْنَ يَدَيْـهِ ..
فَقالَ لَـهُ : افْكُكْ لهَذا عَنِ اسْمِهِ ، واصْكُكْ لَـهُ بِعَطاءٍ ، وابْنِ لَـهُ مَنْزِلَـهُ ، ومُـرْ مُنَادِيَـاً يُنَـادي :
صَدَقَ اللَّـهُ .. وكَـذَبَ الشَّاعِرُ .؟!
مِـنْ كِتَـاب :
العِقْـدُ الفَرِيـد ..
لابن عبد ربـه الأندلسي
# 🌺🌼🐦🍀🍂 #
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق