جواب امرأة لبعض الساخرين من بني نمير
مرت امرأة جميلة على مسجد بني نمير بالبصرة وعليه جماعة منهم فقال بعضهم : ما أكبر عجيزتها ، وقال آخر : إنها ملفوفة . وقال آخر : أنا أجيئكم بخبرها . فتبعها وضرب يده على عجيزتها . قال : فالتفتت إليه وقالت : " الحق من ربك فلا تكونن من الممترين " ثم انصرفت إلى بني نمير فقالت : يا بني نمير ؛ والله ما حفظتم في قول الله جل وعز ، ولا قول الشاعر ؛ قال الله تبارك وتعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " وقال الشاعر : فغض الطرف إنك من نمير . . . فلا كعباً بلغت ولا كلاباً 364 - قالت امرأة من نمير وحضرتها الوفاة ، وأهلها مجتمعون: من الذي يقول : لعمرك ما رماح بني نمير . . . بطائشة الصدور ولا قصار قالوا : زياد الأعجم . قالت : فإني أشهدكم أن له الثلث من مالي . وكان الثلث كثيراً . وقالت امرأة لزوجها : إن أكلك لاقتفاف ، وإن شربك لاشتفاف ، وإن ضجعك لالتفاف . تنام ليلة تخاف ، وتشبع ليلة تضاف .
وصف امرأة لزوجها ووصفه لها
طلق أعرابي امرأته فقالت له : جزاك الله خيراً ؛ لقد كنت كثير المرق ، طيب العرق ، قليل الأرق ، قال : وأنت فجزاك الله خيراً ؛ لقد كنت لذيذة المعتنق عند الكرى والأرق ، ولكن ما قضى الله قد سبق . تزوج أعرابي امرأة أشرف منه حسباً ونسباً فقال : يا هذه : إنك مهزولة . فقالت : هزالي أولجني بيتك . لما قتل حاجب بن زرارة قراد بن حنيفة قالت قبائل بني دارم لحاجب : إما أن تقيد من نفسك ، وإما أن تدفع إلينا رجلاً من رهطك . فأمر فتىً من بني زرارة بن عدس أن يذهب إليهم حتى يقاد . فمروا بالفتى على أمه وحسبوها تجزع فيدفع حاجب إليهم غيره . فقالت : إن حيضة وقت حاجباً الموت لعظيمة البركة . قالت أعرابية وقد دفع إليها علك لتمضغه : ما فيه إلا تعب الأضراس وخيبة الحنجرة . قيل لرملة بنت الزبير : ما لك أهزل ما تكونين إذا كان زوجك شاهداً ؟ قالت : إن الحرة لا تضاجع بعلها بملء بطنها . كأنها لم تأمن قرقرة البطن وغير ذلك . نظر رجل إلى امرأتين يتلاعبان فقال : مرا لعنكما الله فإنكن صواحبات يوسف . فقالت إحداهما : يا عمي فمن رمى به في الجب : نحن أم أنتم ؟ ومرت جارية بقوم ومعها طبق مغطى فقال بعضهم : أي شيء معك على الطبق ؟ قالت : فلم غطيناه ؟ قال الجاحظ : من الأسجاع الحسنة قول الأعرابية حين خاصمت ابنها إلى عامل الماء : أما كان بطني لك وعاء ؟ أما كان حجري لك فناء ؟ أما كان ثديي لك سقاء . وقالت امرأة : أصبحنا ما يرقد لنا فرس ، ولا ينام لنا حرس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق