الخميس، 10 يونيو 2021

قصيدة كريم العراقي

 شكواك للناس منقصةٌ ومن 

من الناس صاح ما به سقمُ! 


الهم كالسيل والأمراض زاخرة ؟

حمر الدلائل مهما اهلها كتمُ 


فان شكوت لمن طاب الزمان لهُ ؟

عيناك تغلي ومن تشكو له صنمُ 


وإذا شكوت لمن شكواك تسعده ؟

أضفت جرحا لجرحك اسمه الندمُ 


هل المواساة يوما حررت وطناً ؟

أم التعازي بديل إن هوى العلمُ 


من يندب الحظ يطفئ عين همته 

لا عين للحظ ان لم تبصر الهممُ 


كم خاب ظني بمن أهديته ثقتي 

فأجبرتني على هجرانه التهمُ 


كم صرت جسرا لمن أحببته فمشى 

على ضلوعي وكم زلت به قدمُ 


فداس قلبي وكان القلب منزله 

فما الوفىّ لخلٍ ما لهُ قيمُ 


لا الياس ثوبي ولا الأحزان تكسرني 

جرحي عنيدٌ بلسع النار يلتئمُ 


اشرب دموعك واجرع مرَّها عسلاً 

يغزو الشموع حريقٌ وهي تبتسمُ 


والجم همومك واسرج ظهرها فرساً 

وانهض كسيف إذا الأنصال تلتحمُ 


عدالة الأرض مذ خلقت مزيفةُ 

والعدل في الأرض لا عدل ولا ذممُ 


والخير حملٌ وديعٌ خائفٌ قلقُ 

والشر ذئب خبيث ماكر نهمُ 


كل السكاكين صوب الشاة راكضةٌ 

لتطمئن الذئب ان الشمل ملتئمُ 


كن ذا دهاء وكن لصاً بغير يدٍ 

ترى الملذات تحت يديك تزدحمُ 


المال والجاه تمثالان من ذهبٍ 

لهما تصلي بكل لغاتها الاممُ 


و الأقوياء طواغيتٌ فراعنةٌ 

وأكثر الناس تحت عروشهم خدمُ 


شكواك شكواي يا من تكتوي الماً 

ما سال دمع على الخدين سال دمُ 


ومن سوى الله نأوي تحت سدرتهِ 

ونستغيث به عونا ونعتصمُ 


كن فيلسوفا ترى الجميع هنا 

يتقاتلون على عدمٍ وهم عدمُ 


لا تشكو للناس جرحاً انت صاحبهُ 

لا يؤلم الجرح إلا من به المُ 

                 

كريم العراقي

#أجمل_قصائد_الشعر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...