الاثنين، 15 مارس 2021

قصة البيت. قد ينبت المرعى على دمن. الثرى زفر بن الحارث الكلابي

 وقد ينبت المرعى على دمن الثرى 

                                        وتبقى حزازات النفوس كما هي

بيت شعري أصبح يضرب مثلا على من يبدي لك المودة ويبطن لك الحقد والضغينة !!

*المرعى هو العشب مثال : ''والذي أنبت المرعى''

*دمن الثرى : الدمنة هو المكان الذي يكون فيه بعر الأبل وفضلات المواشي (أكرمكم الله). 

فيكون العشب الذي قد ينبت على دمن الثرى أكثر نظارة واخضرارا من العشب الذي لا دمنة فيه ولكن رغم نظارته واخضراره منبته منتن.

وهذا البيت كاد أن يودي بحياة قائله ''زفر بن الحارث الكلابي''..

فبعد وقعة ''مرج راهط'' التي كانت بين جيش الخليفة الأموي مروان بن الحكم وجيش ''الضحاك بن قيس'' الذي كان فيه قائل هذا البيت ''زفر بن الحارث'' ؛ فكانت الغلبة لجيش مروان بن الحكم وقتل ''الضحاك'' أما ''زفر بن الحارث'' فقد فر  وتحصن في منطقة اسمها ''قرقيسيا'' التي تقع بالقرب من بلدة ''دير الزور'' السورية فنظم قصيدة بعد الوقعة من ظمنها هذا البيت الذي ذكرناه، وبعد وفاة مروان بن الحكم عفى عنه ابنه عبد الملك بن مروان وقربه منه حتى أجلسه سريره؛ فبلغ ''الأخطل'' هذا الأمر فما كان للأخطل (الذي كان ذا حظوة عند الخليفة) إلا أن يستعمل حيلة ليبلغ عبد الملك بن مروان بالبيت، ففي تلك اللحظة التي سمع فيها البيت استشاط الخليفة غضبا ورفع رجله ورفس بها ''زفر بن الحارث'' الذي كان جالسا بحانبه فأوقعه أرضا قائلا : ''لا أذهب الله حزازات تلك النفوس''؛ فقال زفر : ''ما أيقنت الموت إلا تلك اللحظة'' ؛ لكن الخليفة عفا عنه لأنه ذكره بالوعد الذي قطعه له..

''وقد ينبت المرعى على دمن الثرى 

                                        وتبقى حزازات النفوس كما هي''


تكملة القصيدة

أريني سلاحي لا أبالكِ إننّي


أرى الحربَ لا تزدادُ إلاّ تمادَيا


أتانيَ عَن مروان بالغَيب أنّه


مقيدٌ دَمي أو قاطعٌ من لسانيا


ففي العيس مَنَجاةٌ وفي الأرض مَهربٌ


إذا نحنُ رفّعنا لَهُنَّ بلقائيا


فَقد يَنبُتُ المَرعى على دَمِن الثّرى


وتَبقَى حزازات النُّفوس كما هيا


أتذهَبُ كَلبُ لم تَنَلها رِماحُنا


وتُتركُ قَتلَى راهطٍ وهيَ ما هِيا


لعَمري لقد أبقَت وقيعةُ راهطٍ


لَحِسّان صَدعاً بَيّنا متنائيا


أبعدَ ابن عمروٍ وابن معنٍ تتابعا


ومقتَلِ هَمّامٍ أُمَنّي الأ مانيا


فلم تُرَ مِنّي نَبوةٌ قَبلَ هذه


فِراري وتركي صاحبيَّ ورائيا


عَشيّة أَعدو بالقِرانِ فلا أرى


مِن الناسِ إلا مَن عَلَيّ ولا ليا


أيَذهَبُ يومٌ واحدٌ إن أسَأتُهُ


بصالح أيامي وحُسنِ  بَلائيا


فلا صُلحَ حتى تَنحِطَ الخيلُ بالقنا


وتثأرَ مِن نِسوَان كلب نسائيا


ألا ليتَ شعري هل تُصيبَنَّ غارتي


تَنَوخاً وحبي طَيّءٍ من شِفائيا


(زفر بن الحارث الكلابي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...