الأحد، 22 أكتوبر 2023

قصيد الشهيد عبد الرحيم محمود. سأحمل روحي على راحتي

 فإما حياة تسر الصديق ..

.و اما ممات يغيظ العدى

قصيدة( الشهيد) 

للشاعر الفلسطينى الشهيد عبدالرحيم محمود



سأحمل روحي على راحتي 

وألقي بها في مهاوي الردى 

فإما حياة تسر الصديق .

و اما ممات يغيظ العدى

وما العيشُ - لا عِشْتُ - إن لم أكن 

مخوف الجناب حرام الحِمَى 

إذا قُلْتُ أصغى لي العالَمُون 

ودَوَّى مقاليَ بين الورى 

لَعَمْرُكَ إني أرى مصرعي 

ولكن أغذ إليه الخطى 

أرى مقتلي دون حقي السليب 

ودون بلادي هو المبتغى 

يلذ لأذني سماع الصليل 

يُهَيّ ِج نفسي مسيل الدما 

وجسم تَجَدَّل فوق الهضاب 

تناوشه جارحات الفَلا 

فمنه نصيب لأسد السماء 

ومنه نصيب لأسد الثرى 

كسا دمه الأرض بالأرجوان 

وأثقل بالعطر ريح الصبا 

وعفَّر منه بَهِيَّ الجبين 

ولكن عُفارًا يزيد البَها 

وبان على شفتيه ابتسام 

معانيه هُزْءٌ بهذي الدُّنا 

ونام ليحلم حلم الخلود 

ويهنأ فيه بأحلى الرؤى 

لعمرك هذا ممات الرجال 

ومن رام موتًا شريفًا فذا 

فكيف اصْطِبارِي لِكَيْد الحقود 

وكيف احتمالِي لِسَوْمِ الأَذَى 

أخوفًا وعندي تهون الحياة .

وذُلاًّ وإنِّي لرب الإبا ء

بقلبي سأرمي وجوه العداء 

وقلبي حديد وناري لظى 

وأحمي حياضي بِحَدِّ الحُسَام 

فَيَعْلَمُ قومي بأنِّي الفَتَى 


السبت، 21 أكتوبر 2023

قصة الخليفة المعتضد الدولة العباسية

 قال خفيف السمرقندي: خرجت مع الخليفة المعتضد للصيد، وانقطع عنه العسكرفخرج علينا الأسد،

فقال : ياخفيفأمسك فرسي.

ونزل، فتحزّم وسلّ سيفه وقصد الأسد ، فقصده الأسد، فتلقاه فقطع يده، فتشاغلبها الأسد ، فضربه فلق هامته، ومسح سيفه في صوفه وركب؛

وصحبته إلى أن مات ، فما سمعته يذكر الأسد.

………………..


لزمانالاثنين 21 ربيع ثان – 289هـ

المكانبغداد – عاصمة الخلافة العباسية

الموضوع /وفاة الخليفة المعتضد العباسي أقوى خلفاء العباسيين بعد المنصور

الأحداث/

في أحيان كثيرة يبدو للناظر في أحداث التاريخ خلال فترة الضعف التي حلتبالخلافة العباسية ابتداءاً من عصر تحكم الأتراك في مقاليد الحكم أن هذهالفترة خلت تماماً من أي خليفة قوي يقاوم نفوذ الأتراك في الحكم والجيش وهذاغير صحيح فلقد ظهر عدة خلفاء أقوياء حاولوا إحياء أمر الخلافة وتقليصنفوذ الأتراك ولولا رحمة الله عز وجل بوجود أمثال هؤلاء لذهبت الخلافة بالكليةمبكراً جداً , بعض هؤلاء الخلفاء أعادوا ناموس الخلافة فعلاً وأقاموا شعارهاورفعوا منارها وشعر القريب والبعيد بأنه مازال هناك حياة في الخلافةالإسلامية , وصاحبنا يأتي على رأس هؤلاء الخلفاء في مرحلة الضعف بل هوأسدهم المقدم .

هو الخليفة المعتضد واسمه أحمد بن طلحة بن المتوكل فهو الأسد كأبيه الأسدوكان أبوه ولقبه الموفق قائد الجيوش الإسلامية وقاهر الزنج والخوارجوالثائرين وصاحب الكلمة النافذة في عهد الخليفة المعتمد وكان أخو الموفق وعمالمعتضد هذا , ولقد ربى الموفق ولده المعتضد هذا على الإمارة والقيادة والبطولةوالشجاعة والجهاد والفروسية حتى أن الموفق عهد لولده المعتضد بقيادةالجيوش الإسلامية في الحرب ضد الزنج وهو لم يبلغ السبعة عشر بعد فأظهربطولات نادرة وحسن قيادة وسياسة للجند جعلت الجميع يترقب ظهور خليفةقوي في المستقبل .

وبالفعل لاحت الفرصة أمام الليث الهصور المعتضد بعد وفاة عمه الخليفةالمعتمد ووفاة أبيه الموفق قبله فأجمع قادة الجند وأهل الحل والعقد على اختيارالمعتضد للخلافة لما كان فيه من خصال وصفات تؤهله للقيادة والخلافة وذلكسنة 279هـ فأحيى الله عز وجل على يديه أمر الخلافة بعدما كان دائراً بعدلهوشهامته , وقد واجه المعتضد عدة مشاكل وصعوبات جعلته يعمل على كلتاالجبهتين الداخلية والخارجية لتأمين دولة الخلافة .

أما الجبهة الخارجية : فقد واجه المعتضد عدة اضطرابات تمثلت في الآتي :

– خروج كثير من القبائل العربية في شبه الجزيرة عن سلطان العباسيينوطاعتهم لما يرونه من تحكم الأتراك في مقاليد الحكم , وكثرت هذه الحركاتوأحدث أنواعاً من الفساد في الأرض وقطع الطريق وإخافة السبيل وكانت أكثرالقبائل خروجاً وقوة هي قبيلة بني شيبان , فلم يمهلم المعتضد بل وثب عليهموثبة الأسد وأوقع بهم بأساً شديداً وأعادهم للطاعة وردعهم عن الفساد والقطع .

– محاولة بعض أمراء حركة الزنج الخبيثة إعادة دولتهم مرة أخرى ولكن تحتستار الدعوة لرجل مجهول من أهل البيت ولكن المعتضد قمع تلك الحركة فيمهدها .

– حركة هارون الشاري الخارجي الذي جمع جموعاً كبيرة من العرب وهزمجيوش الخلافة الواحد تلو الآخر حتى برز له المعتضد وهزمه وأخذه فصلبه .

أما الجبهة الداخلية : فلقد حرض المعتضد وبالغ في مسألة الأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر وإظهار شعائر الدين وقمع الفاسدين ومن ذلك أنه أمر بما يلي:

– إبطال الاحتفال بيوم النيروز المجوسي ‘شم النسيم’ وما كان يفعله الناس منإيقاد النيران وصب الماء وغير ذلك من الأفعال المشابهة لأفعال المجوس .

– ألا تجتمع العامة على قاص ولا منجم ولا متكلم جدلي حتى لا تفسد عقائدالناس .

– ردع الناس وخوفهم بسياسته الحازمة الذكية فلقد مر يوماً بقرية توزع قثاءاًفأخذ بعض الجنود القثاء فجاء صاحب الزرع يشتكي للمعتضد فأخذ هؤلاءالجنود وحبسهم ثم جاء بثلاثة لصوص قتلوا وسرقوا ووجب عليهم الحدفصلبهم فظن الناس أنه قد صلب سراق القثاء فارتدع الناس جداً وكف السراقعن آذاهم .

– رفع إليه يوماً رجلاً زنجياً قد سرق بعض الثمار فلما أوقف بين يديه نظر إليهطويلاً وتأمله ثم أمر به فضربت عنقه ثم قال لمن حوله ‘إن هذا الرجل كان منالزنج وكان قد استأمن في حياة أبي وأنه تقاول هو ورجل من المسلمين فضربالمسلم فقتله فأهدر أبي دم المقتول تأليفاً للزنج فأليت على نفسي لئن قدرت عليهفأقتلنه فما قدرت عليه إلا هذه الساعة فقتلته بذلك الرجل  .


وكان المعتضد من أشجع خلق الله حتى أنه خرج يوماً يتصيد ولم يكن معه سوىرجلاً واحداً فاعترض طريقهم أسد كبير فنزل المعتضد من على فرسه وشمرثيابته واستل سيفه ويرز للأسد فقفز الأسد عليه فضربه ضربة أبانت يد الأسدفاشتغل بها فضربه المعتضد على هامته ففلقها ثم مسح الدماء من على سيفهبصوف لبدة الأسد .

ورغم هذه الشجاعة والحزم والإقدام إلا أنه كان فيه ديانة وإجلال لشعائر الدينونصرة للمظلومين , جمع له بعض علماء السوء كتاباً فيه رخص من زلل العلماءفعرض هذا الكتاب على قاضيه ‘ابن سريج’ ليقول فيه رأيه , فقال القاضي ‘ياأمير المؤمنين من جمع هذا إلا زنديق , فقال المعتضد كيف ؟ فشرح له القاضيالأسباب , فأمر المتعضد بتحريق الكتاب , وقد دخل هذا القاضي يوماً علىالمعتضد فوجد على رأسه غلمان من الروم صباح الوجوه فنظر إليهم القاضيففهم المعتضد ما يدور في رأسه فبادره قائلاً : يا أيها القاضي والله ما حللت سراًويلي على حرام قط , وكان للمعتضد منامات يرى فيها بعض المنكرات والجرائمالتي وقعت حقيقة حتى ينهى عنها ويزيلها عندما يستيقظ كما حدث في واقعةالملاح الذي قتل المرأة وسرقها .

وكان للمعتضد فراسة عظيمة جداً صدقت في مواطن كثيرة أشهرها فراسته فيولده المقتدر فقد قال أحد أصحاب المعتضد دخلت عليه يوماً ووله المقتدر بينيديه يلعب مع الغلمان والجوار من سنه ومعه طبقاً من عنب وكان عزيزاً جداًوقتها والمقتدر يوزع على الغلمان والجواري من العنب والمعتضد جالساً مهموماًينظر لولده المقتدر وما يفعل فسأله صاحبه عن سبب حزنه فقال المعتضد ‘واللهلولا النار والعار لقتلت هذا الغلام , فإن في قتله صلاحاً للأمة’ فقال صاحبه لما ياأمير المؤمنين فقال له ‘إن هذا الولد شديد الكرم وإن طباع الصبيان تأبى الكرموهو في منتهى الكرم وإني إذا مت وولي المكتفي فإنه لا يعمر طويلاً لعلتهالمريض بها فيموت سريعاً ويلي المقتدر هذا الخلافة فيضيع أموال بيت المالعلى الحظايا والجواري والغلمان لقربه وحبه لهم فتضيع أمور المسلمين وتعطلالثغور وتكثر الفتن والهرج والشرور’ فقال الصاحب الراوي والله لقد شاهدت ماقاله سواءاً بسواء .

والمعتضد رغم ما كان فيه من خصال والصفات الحميدة والشجاعة الباهرةوالسياسة الحكيمة , إلا أنه كان له زلة حفظها التاريخ على الرغم من توبته عنهاوهي أنه عزم سنة284هـ على لعن معاوية بن أبي سفيان على المنابر فحذرهوزيره من ذلك وقال له إن العامة تنكر ذلك وهم يترحمون عليه ويترضون عليه فلميلتفت لقوله وأمضى ما عزم عليه وأرسل أوامره للخطباء بلعن معاوية وبنيأمية على المنابر ونهى العامة عن الترحم على معاوية , وقبل أن يتم ذلك قال لهوزيره ‘يا أمير المؤمنين إن هذا الصنيع لم يسبقك أحد من الخلفاء إليه وهو ممايرغب العامة في آل علي بن أبي طالب وقبول الدعوة إليهم فتخوف المعتضد منذلك وأزال تلك الفعلة وعدت هذه من هفوات المعتضد .

وخلال فترة المعتضد كان يمسك عن الإسراف والاتفاق إلا في الوجوه الشرعيةوهذا ما حدى بالشعراء لأن يبخلوه وبالعلماء أن يبخلوه حتى وضعه بعضهمفي الخلفاء الراشدين .

كان فترة خلافة المعتضد ثابتة وأمر الخلافة قوياً راسخاً إلا أن الأحداث تلاحقتفي آخر حياة المعتضد وظهرت فرقة القرامطة الكافرة وعلا شأنهم وقوي أمرهاجداً , وظهر نجم الفاطميين في بلاد المغرب وقوي أمرهم ووقعت زلازل وبراكينومجاعات وقحط شديد في بلاد متفرقة وفي هذه الحالة الشديدة اتفق موتالأسد الخليفة المعتضد العباسي في 21ربيع الآخر سنة 289هـ وكان يقولرحمه الله لما ولي الخلافة ‘إن الرعية وديعة الله عند سلطانها وأن الله عز وجلسائله عنها’ ولهذه النية الصالحة لما ولي الخلافة كان بيت المال صفراً من المالوكان الأحوال فاسدة والعرب تعيث في الأرض فساداً في كل جهة فلم يزل برأيهوتسديده حتى كثرت الأموال وصلحت الأحوال في سائر الأقاليم والآفاق فرحمهالله وجزاه عن الخلافة خير الجزاء

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...