الأربعاء، 30 أغسطس 2023

قصيدة ابن المعتز سَقى المَطيرَةَ ذاتَ الظِلِّ وَالشَجَرِ

سَقى المَطيرَةَ ذاتَ الظِلِّ وَالشَجَرِ

وَدَيرَ عِبدَونَ هَطّالٌ مِنَ المَطَرِ

فَطالَما نَبَّهَتني لِلصَبوحِ بِها

في غُرَّةِ الفَجرِ وَالعُصفورُ لَم يَطِرِ

أَصواتُ رُهبانِ دَيرٍ في صَلاتِهِمُ

سودِ المَدارِعِ نَعّارينَ في السَحَرِ

مُزَنَّرَينَ عَلى الأَوساطِ قَد جَعَلوا

عَلى الرُؤوسِ أَكاليلاً مِنَ الشَعرِ

كَم فيهِمُ مِن مَليحِ الوَجهِ مُكتَحِلٍ

بِالسِحرِ يُطبِقُ جَفنَيهِ عَلى حَوَرِ

لاحَظتُهُ بِالهَوى حَتّى اِستَقادَ لَهُ

طَوعاً وَأَسلَفَني الميعادَ بِالنَظَرِ

وَجاءَني في قَميصِ اللَيلِ مُستَتِراً

يَستَعجِلُ الخَطوَ مِن خَوفٍ وَمِن حَذَرِ

فَقُمتُ أَفرِشُ خَدَّي في الطَريقِ لَهُ

ذُلّاً وَأَسحَبُ أَذيالي عَلى الأَثَرِ

وَلاحَ ضَوءُ هِلالٍ كادَ يَفضَحُنا

مِثلَ القُلامَةِ قَد قُدَّت مِنَ الظُفُرِ

فَكانَ ما كانَ مِمّا لَستُ أَذكُرُهُ

فَظُنَّ خَيراً وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ

قصة من مشاهير كندة

 من مشاهير كندة :-

حجر بن عمرو (آكل المرار): وهو أول الملوك على نجد ، وسمي بآكل المرار بسببأن أحد أمراء الغساسنة أغار على ديار آكل المرار في غيبته وأخذ أموالاً وسبايامنها زوجته ، فحذرت هذه المرأة الغساني بالمصير الذي ينتظره من زوجها حيثشبهته في حالة غضبه كرجل أدهم أسود وكأن مشافره مشافر بعير آكل المرار ،فما كان من آكل المرار إلا أن لحق بهم وأغار عليهم واستعاد أمواله وزوجته ، فلقببذلك.

قصة المتلمس الضبعي

    


الضيم أيها السادة معناه الظلم والقهر والإذلال، وهو اسم مفرد جمعة “ضيوم”،والعربي الحر لا يقبل أن يضام أو تهان كرامته، لأنه مجبول على الإباء وعزةالنفس، ولا يضام إلا الضعيف، يقول عنترة بن شداد العبسي:
“لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز كأس الحنظل”.
وعندما ينزع المرء عن كتفه عباءة الأنفة والإباء إنما ينزع كرامته، فيسام الخسفويرغم أنفه ويمرغ في التراب، فمن منا يقبل بذلك؟ يقول أبو الطيب المتنبي:
“عش عزيزا أو مت وأنت كريم
بين طعن القنا وخفق البنود”.
وفي ذلك قال المتلمس الضبعي:
 إِنَّ الهَوانَ حِمارُ القَومِ يَعرِفُهُ
والحُرُّ يُنكِرُهُ والرَّسلَةُ الأُجُدُ
كونوا كَبَكرٍ كَما قَد كانَ أَوَّلُكُم
وَلا تَكونوا كَعَبدِ القَيسِ إِذ قَعَدوا
يُعطونَ ما سُئِلوا وَالخَطُّ مَنزِلُهُم
كَما أَكَبَّ عَلى ذِي بَطنِهِ الفَهَدُ
وَلَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يراد بِهِ
إِلاّ الأَذَلاّنِ عَيرُ الحي وَالوَتِدُ
هَذا عَلى الخَسفِ مَربوطٌ بِرُمَّتهِ
وَذا يُشَجُّ فما يَرثي لَهُ أَحَدُ”.
شبه المتلمس الذليل بحمار القوم والوتد الذي تشد به أطناب البيت، والحمارمعروف بالذلة والهوان والجهل والبلادة، أما الوتد فيضرب ضربا شديداً وهومكانه، وعندما أحيط بسيدنا الحسين بن علي (رضي الله عنه وعن أبيه) بكتائبأمثال الجبال يوم الطف، عرض عليه الاستسلام فرفض ذلك رفضا قاطعا وقال:
“أذل الحياة وذل الممات
وكلاً أراه طعما وبيلا
فإن كان لابد من واحد
فسيري إلى الموت سيرا جميلا”.
ثم تقدم فقاتل حتى قتل، رحمه الله ولعن قاتله، وعندما أحاط جيش الحجاج بنيوسف بعبدالله بن الزبير وقتل جل أصحابه، ولم يبق معه إلا قله قليلة، وأيقن أنههالك، عرض عليه الحجاج الأمان فرفض وقاتل قتالاً شديداً وقتل وهو يتمثلبقول الحصين بن حمام المري:
“فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أقدامنا تقطر الدما”.
أما صاحب البيت عنوان الموضوع فهو الشاعر الجاهلي جرير بن عبدالمسيح،وقيل: جرير بن عبدالعزى الشهير بلقبه المتلمس، من بني ضبيعة إحدى قبائلربيعة، لقب بالمتلمس لقوله:
 فهذا أوان العرض جن ذبابه
زنابيره والأزرق المتلمس”.
وهو يعني بجن ذبابه، كثر ونشط، والعرض واد من أودية اليمامة، وجن ذبابه أيعاش بالخصب فيه، أما الزنابير فهي ذباب الروض، وكذلك الأزرق المتلمس جنسآخر من الذباب والمتلمس هذا خال طرفة بن العبد الوائلي ، قال صاحب الأغاني:هو جرير بن عبدالمسيح بن عبدالله بن دوفن بن حرب بن وهب الضبيعي، وذكر أنضبيعات العرب ثلاث كلها من ربيعة، عاش المتلمس عند أخواله بني يشكر،ومكث فيهم حتى كادوا يغلبون على نسبه لطول مكثه عندهم، والمتلمس منشعراء الجاهلية المفلقين، جعله ابن سلام في الطبقة السابعة، وعندما يقالشاعر مفلق فالمعنى شاعر مبدع، روى يعقوب بن السكيت ان المتلمس وابن اختهزارا الملك عمرو بن هند، فهجا المتلمس الملك هجاء مقذعا، ثم هجاه طرفة بقصائدعدة وعلم بذلك، فأضمر لهما الشر ولم يبده لهما، ثم كتب لهما كتابا إلى واليهعلى البحرين وهجر (الإحساء) الحارث العبدي وقال لهما: انطلقا فاقبضاجوائز كما هبطا النجف قال المتلمس لابن أخته طرفة: إنك غلام حديث السن،والملك من عرفت حقده وغدره، وكلانا قد هجاه، ولست آمنا أن يكون قد أمر بشر،فهلم فلننظر في كتبنا هذه، فإن يكن قد أمر لنا بخير مضينا فيه، وإن تكنالأخرى لم نهلك أنفسنا، فأبى طرفة أن يفك خاتم الملك، فعدل المتلمس إلى غلاممن غلمان الحيرة (عبادي) فأعطاه الصحيفة، ولما قرأها الغلام قال: ثكلتالمتلمس أمه، فعرف أنه أمر بقتله، فانتزع الصحيفة من الغلام وأخبر طرفة، فأبىأن يعود، فألقى المتلمس الصحيفة في نهر الحيرة ثم هرب إلى الشام وقال:
“وألقيتها بالثني من جنب كافر
كذلك اقنو كل قط مضلل
رضي لها بالماء لما رأيتها
يجول بها التيار في كل جدول”.
وكافر في البيت الأول ذكر أبو عمرو أنه نهربالحيرة، وأقنو احقط، والقط:الصحيفة، وذكر ان المتلمس قال لطرفة: إن الذي في صحيفتك مثل الذي فيصحيفتي، فقال طرفة: إن كان اجترأ عليك فلم يكن ليتجرئ عليَّ، فضرب العربمثلا بصحيفة المتلمس وقال أيضا:
“إن العراق وأهله كانوا الهوى
فإذا نآني ودهم فليبعد
فلتتركنهم بليل ناقتي
تدع السماك وتهتدي بالفرقد
تعدو إذا وقع الممر بدفها
عدو النحوص تخاف ضيق المرصد”.
ثم قتل طرفة بن العبد ونجا المتلمس، قال ابن السكيت في “كتاب الأمثال”:
زعموا أن المتلمس صاحب الصحيفة كان أشعر أهل زمانه، وقال الأصمعي:
المتلمس من الفحول، ومن أبياته السائرة:
“لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
وما علم الإنسان إلا ليعلما
وما كنت إلا مثل قاطع كفه
يكف له أخرى فأصبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه
فلم تجد الأخرى عليها تقدما
وكذلك قوله وهو من جيد الشعر:
“وأعلم علم حق غيرظن
لتقوى الله من خير العتاد
وحفظ المال خير من فناه
وضرب في البلاد بغير زاد
وإصلاح القليل يزيد فيه
ولا يبقى الكثير مع الفساد”.
والحديث عن المتلمس طويل وقد أحببت أن أذكر لكم شيئا عن الملك عمرو بن هند،وهو عمرو بن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان اللخمي، نسب إلى أمه هند بنتآكل المرار الكندي، ويقال له: المحرق الثاني، وهو قاتل طرفة بن العبد، عرف بشدةالبأس وكثرة الفتك، هابته العرب هيبة شديدة، وأذعنت بالطاعة له، حكم قرابةخمسة عشر عاما، وقتله عمرو بن كلثوم قبل الهجرة بنحو 45 سنة تقديرا، سبقهملك الحيرة أبوه المنذر بن امرئ القيس، وخلفه اخوه قابوس بن المنذر.



معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...