الثلاثاء، 21 يوليو 2020

فصيدة قيمه

تقول اتئد لا يدعك الناس مملقا ... وتزري بمن يابن الكرام تعول
فقلت أبت نفس على كريمة ... وطارق ليل غير ذاك يقول
ألم تعلمى يا عمرك الله أننى ... كريم على حين الكرام قليل
وإنى لا أخزي إذا قيل مملق ... سخي وأخزي أن يقال بخيل
فلا تتبعى العين الغوية وانظرى ... إلى عنصر الأحساب أين يؤول
ولا تذهبن عيناك في كل شر شرمح ... له قصب جوف العظام أسيل
عسي أن تمني عرسه أنني لها ... به حين يشتد الزمان بديل
إذا كنت في القوم الطوال فضلتهم ... بعارفة حتى يقال طويل
ولا خير في حسن الجسوم وطولها ... يزن حسن الجسوم عقول
وكائن رأينا من فروع طويلة ... تموت إذا لم يحيهن أصول
فإن لا يكن جسمى طويلا ... فإننى له بالفعال الصالحات وصول
ولم أر كالمعروف أما مذاقه ... فحلو وأما وجهه فجميل
الشرمح: الطويل، وكذلك الشوقب.
وقال أبو بكر بن الأنبارى، رحمه الله تعالى: العارفة: النفس الصابرة.
وأنشدنا بعض أصحابنا لعلى بن العباس الرومى:
وذخرته للدهر أعلم أنه ... كالحصن فيه لمن يؤول مآل
ورأيته كالشمس إن هى لم تنل ... فضياؤها والرفق منه ينال
وأنشدنى أيضا مثل هذا المعنى لسعيد بن حميد الكاتب:
أهاب وأستحيي وأرقب وعده ... فلا هو يبدانى ولا أنا أسأل
هو الشمس مجراها بعيد وضوءها ... قريب وقلبى بالبعيد موكل
وحدثنا أبو بكر بن دريد الأزدى، قال: أخبرنا عبد الرحمن، عن عمه، قال: رأيت بالبادية امرأة على راحلة لها، تطوف حول قبر وهى تقول:
يا من بمقلته زها الدهر ... قد كان فيك تضاءل الأمر
زعموا قتلت وما لهم خبر ... كذبوا وقبرك مالهم عذر

الاثنين، 20 يوليو 2020

دعاء. من القرأن والسنة

أدعـية مع إجـاباتهـا ، من القـرآن الكريم :

طلـب اللـه سبحانه من النـاس قول أدعـية معـيّنة ، و ذكـر الغـاية من كلّ دعـاء و وعـد سـبحانه بإجابـة هـذه الأدعية ، و هذه الأدعـية :

دعـاء للوقـاية من مكـر الآخرين :
الدعاء ( و أُفوّضُ أمري إلى الله إنّ الله بصيرٌ بالعباد ) سورة غافر 44
الإجابة : ( فـوقاه اللـه سـيّئـات مـا مـكـروا ) غافر 45

دعـاء الوقـاية من السـوء :
الدعاء : ( و قالـوا حسـبنا الله و نعْم الوكـيل ) آل عمران 173
الإجابة : ( فانقلبوا بنعمـة منَ اللّه و فضْل لمْ يمسسْهمْ سوء ) آل عمران 174

دعاء للوقاية من [ الغمّ ] و هو المصيبة التي لا حلّ لها عند البشر :
الدعاء : ( لا إلـه إلاّ أنْت سـبحانك إنّي كنت منَ الظالـمين ) الأنبياء 87
الإجابة : ( فاسـتجبْنا لـه و نجّـيناه منَ الغـمّ ) الأنبياء 88

دعـاء لكشـف المـرض و عودة الغـائب :
الدعاء : ( أنّي مسّـني الضـرّ و أنت أرحـم الراحمين ) الأنبياء 83
الإجابة : ( فاستجبنا له فكشفنا ما به منْ ضُرّ و آتيناه أهله ) الأنبياء 84

دعـاء لطلـب الأولاد و الذريّة الصالحة
الدعاء : ( ربّ لا تذرني فرداً و أنت خيْر الوارثين ) الأنبياء 89
الإجابة : ( فاستجبنا له و وهبنا له يحي و أصلحنا له زوجه ) الأنبياء 90

دعـاء لاسـتلام مكانة اجتماعيّة
الدعاء : ( أمّـنْ يُجيـب المضـطـرّ إذا دعـاه ) النحل 62
الإجابة : ( يكـشف السـوء و يجعلكمْ خـلفاء الأرض ) النحل 62

و أخيـراً دعـاء الزواج الذي ذكـرناه سـابقاً :
 الدعـاء : ( ربّ إنّي لـِمـا أنزلت إليّ منْ خـيرٍ فقـير ) القصص 24
الإجابة : ( فجـاءتْه إحـداهُمـا تمشـي على اسـتحياء ) القصص 25

و قـد طلب سـبحانه عـدم الملـل و السـأم من الاسـتمرار بهذه الأدعية فقال تعالى ( لا يسْـأم الإنسـان منْ دعـاء الخـير ) فصّلت 49


علي كيالي

دعاء موصى به


تاج الدعاء 


اللهم يامالك نجنا واهلنا وبلادنا من المهالك انك قوي قادر على ذلك 


مصطلحات أقتصادية


قائمة بأهم المصطلحات الاقتصادية لإثراء مخزونك من المفردات






السبت، 18 يوليو 2020

قصيدة الحكمه البستي

زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ * * * وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ
وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ* * * فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ
يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً* * * باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ
ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا* * * أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا * * * فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ
وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها * * * كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ
أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ * * * فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ
يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته * * * أتطلب الربح فيمـا فيـه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها * * * فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان
وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في * * * عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ
وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ * * * يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ
واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً * * * فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه * * * وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا
مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ * * * فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ
مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه * * * علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ
مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة * * * إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ * * * وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ
مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا * * * وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ
مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى * * * أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ
مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ * * * لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ * * * فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ
منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ * * * علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ
مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ * * * نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ
مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي * * * قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ * * * صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ
ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ * * * يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ
ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ * * * فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ
أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن * * * يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً * * * والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ
صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ * * * فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ
فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً * * * والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ
دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها * * * فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ * * * وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ
والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ * * * وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ
سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ * * * وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ
لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ * * * فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ * * * غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ
ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه* * * نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ
لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ * * * فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ
لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ * * * قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا * * * فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ
ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ * * * وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ
فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ * * * فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ
كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ * * * ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ
وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ * * * وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ
حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ * * * إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ
هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً * * * وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ
إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ * * * وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه * * * إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ
ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ * * * وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ
يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ * * * أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ
ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ * * * فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً * * * مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ
إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه * * * فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ
وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا * * * فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ
يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً * * * مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ * * * فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ
ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ * * * لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ
هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها * * * ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ
كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا * * * إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ * * * ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ
خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً * * * فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ
ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا * * * إنْ يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ

الخميس، 16 يوليو 2020

قصيدة يا من هواه أعزه وأذلني

يا من هواه أعزه وأذلني
كيف السبيل إلى وصالك دلني
وتركتني حيران صباً هائماً
أرعى النجوم وأنت في نوم هني
عاهدتني أن لا تميل عن الهوى
وحلفت لي يا غصن أن لا تنثني
هب النسيم ومال غصن مثله
أين الزمان وأين ما عاهدتني
جاد الزمان وأنت ما واصلتني
يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني
واصلتني حتى ملكت حشاشتي
ورجعت من بعد الوصال هجرتني
لما ملكت قياد سري بالهوى
وعلمت أني عاشق لك خنتني
ولأقعدن على الطريق فاشتكي
في زي مظلوم وأنت ظلمتني
ولأشكينك عند سلطان الهوى
ليعذبنك مثل ما عذبتني
ولأدعين عليك في جنح الدجى
فعساك تبلى مثل ما أبليتني


سعيد بن أحمد البوسعيدي

الأحد، 12 يوليو 2020

قصيدة التهامي حكم المنية في البرية جاري


حـكـمُ المنـيَّـةِ فـــي الـبـريَّـةِ جـــار

مـــا هـــذه الـدُّنـيــا بــــدار قــــرارِ

بيـنـا يُــرى الإنـسـانُ فيـهـا مُخـبـراً

حـتَّـى يُــرى خـبـراً مــن الأَخـبــارِ

طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا

صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ

ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا

متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ

وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا

تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ

فالـعـيـشُ نــــومٌ والـمـنـيَّـةُ يـقـظــةٌ

والــمــرءُ بيـنـهـمـا خــيــالٌ ســــارِ

فـاقْـضـوا مـآربـكـم عِـجــالاً إنَّــمــا

أعـمـارُكـم سَـفَــرٌ مـــن الأســفــارِ

وتراكضـوا خيـلَ الشبـابِ وبـادروا

أن تُــسْــتَــرَدَّ فــإنَّــهــنَّ عَـــــــوارِ

فالدهـر يخـدع بالمـنـى ويُـغِـصَّ إن

هَـنَّــا ويـهــدم مــــا بــنــى بــبَــوارِ

ليس الزمـانُ وإن حرصـتَ مسالمـاً

خُـلُـقُ الـزمــانِ عـــداوَةُ الأحـــرارِ

إنِّــي وُتِــرْتُ بـصـارمٍ ذي رَوْنَـــقٍ

أعـــددتُـــه لــطــلابــةِ الأوتـــــــارِ

أُثـنــي عـلـيـه بـأثــرِهِ ولــــو أنَّــــهُ

لــــو يُـغْـتَـبَــط أثـنــيــتُ بــالآثـــارِ

يـا كوكبـاً مــا كــانَ أقـصـرَ عـمـرَهُ

وكــذا تـكــون كـواكــبُ الأسـحــارِ

وهــلالَ أيَّــامٍ مـضـى لـــم يـسـتـدرْ

بــدراً ولــم يُمْـهَـلْ لـوقــتِ سِـــرارِ

عَجِـلَ الخُسـوفُ عليـه قـبـل أوانِــهِ

فـغـطَّــاهُ قــبــل مَـظِـنَّــةِ الإبـــــدارِ

واسـتُــلَّ مــــن لأقــرانِــهِ ولــداتِــهِ

كالمُـقـلَـةِ اسـتُـلَّـتْ مـــن الأشــفــارِ

فــكـــأنَّ قـلــبــي قــبـــرُهُ وكــأنَّـــهُ

فـــي طـيِّــهِ سِـــرٌ مـــن الأســـرارِ

إنْ تَحْتَـقِـرْ صـغـراً فـــربَّ مُـفـخَّـمٍ

يـبـدو ضـئـيـلَ الـشـخـص للـنُّـظَّـارِ

إنَّ الـكـواكـبَ فـــي عـلــوِّ محـلِّـهـا

لَتُـرى صِغـاراً وهـي غيـرُ صـغـارِ

وَلَـدُ المعـزَّى بعـضُـهُ فــإذا مـضـى

بـعـضُ الفـتـى فالـكـلُّ فــي الآثــارِ

أبـكـيـهِ ثـــمَّ أقـــولُ مـعـتــذراً لــــهُ

وُفِّــقْــتَ حــيــنَ تــركـــتَ ألأم دارِ

جــاورتُ أعـدائـي وجـــاورَ ربَّـــهُ

شـتَّــانَ بـيــن جـــوارهِ وجــــواري

أشكـو بعـادك لـي وأنــت بمـوضـعٍ

لـولا الـرَّدى لسمعـتَ فيـه سِـراري

ما الشـرقُ نحـو الغـرب أبعـدَ شُقَّـةً

مــن بُـعـد تـلـك الخمـسـةِ الأشـبـارِ

هيهـاتَ قـد علِقتـكَ أسـبـابُ الــرَّدى

وأبـــادَ عـمــرَك قـاصــمُ الأعـمــارِ

ولقـد جـريـتَ كـمـا جـريـتُ لغـايـةٍ

فبلغتَـهـا وأبـــوكَ فـــي المِـضـمـارِ

فــإذا نطـقـتُ فـأنــتَ أوَّلُ مَنـطـقـي

وإذا سـكـتُّ فـأنـت فــي إضـمـاري

أُخفـي مـن البُرَحـاءِ نـاراً مـثـلَ مــا

يُخفـي مــن الـنـارِ الـزنـادُ الــواري

وأُخفِّـضُ الزَّفَـراتِ وهـي صواعـدٌ

وأُكفـكـفُ العَـبَـراتِ وهــي جَــوارِ

وأكُـــفُّ نـيــرانَ الأســـر ولـربَّـمـا

غُـلِـبَ التصـبُّـرُ فارتـمـتْ بـشَــرارِ

وشهـاب زَنـد الـحـزن إن طاوعـتـهُ

وارٍ وإن عــاصــيــتــهُ مــــتــــوارِ

ثــوبُ الـرئـاءِ يـشِـفُّ عـمَّــا تـحـتـهُ

فـــإذا التـحـفـتَ بـــهِ فـإنَّــكَ عـــارِ

قـصُـرَتْ جفـونـي أم تبـاعـد بيـنـهـا

أمْ صُـــوِّرَتْ عـيـنـي بـــلا أشـفــارِ

جَفَـتِ الكـرى حـتَّـى كــأنَّ غِــرارهُ

عنـد اغتمـاضِ الطـرف حـدُّ غِـرارِ

ولــوِ استـعـارتْ رقــدةً لـدحـا بـهـا

مـــا بـيــن أجـفـانـي مـــن الـتـيَّــارِ

أُحـيـي ليـالـي الـتِّـمِّ وهــي تُميتُـنـي

ويُـمـيـتـهــنَّ تــبــلُّــجُ الأســـحــــارِ

والصـبـحُ قــد غـمـرَ النـجـومَ كـأنَّـهُ

سـيـلٌ كـمــا فـطـفـا عـلــى الـنُــوَّارِ

لـو كنـتَ تُمنـعُ خـاض دونـك فتـيـةٌ

مــنَّــا بُــحُــرَ عــوامـــلٍ وشِــفـــارِ

فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضـاً مـن دمٍ

ثـــمَّ انـثـنَـوا فـبـنَـوا سـمــاء غُـبــارِ

قــومٌ إِذا لبـسـوا الــدروع حسبتَـهـا

سُـحُـبـاً مُــــزَرَّرةً عــلــى أقــمــارِ

وتــرى سـيـوفَ الـدارعـيـنَ كـأنَّـهـا

خُـلُــجٌ تُـمَــدُّ بـهــا أكــــفُّ بــحــارِ

لـو أشـرعـوا أيمانـهـم مــن طولـهـا

طعنـوا بهـا عِـوَضَ القـنـا الخـطَّـارِ

شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها

فـــي كــــلِّ آنٍ نُـجـعَــةَ الأمــطــارِ

جنبوا الجيادَ إلـى المطـيِّ فراوحـوا

بـيـن الـســروج هـنــاك والأكـــوارِ

وكأنَّـهـم مــلأوا عِـيــابَ دروعـهــمْ

وغُـمـودَ أنصُـلِـهـم ســـرابَ قـفــارِ

وكـأنَّـمـا صَـنَــعُ الـسـوابــغِ غَــــرَّهُ

مــاءُ الحـديـدِ فـصـاغَ مــاءَ قَـــرارِ

زَرَداً وأحـكـم كــلَّ مَـوْصِـلِ حلـقـةٍ

بحَـبـابـةٍ فـــي مـوضــع المـسـمـارِ

فـتـدرَّعـوا بـمـتــون مــــاءٍ راكــــدٍ

وتـقـنَّـعـوا بـحَـبــاب مــــاءٍ جــــارِ

أُسْـــدٌ ولـكــن يــؤثــرون بــزادهــمْ

والأُســـدُ لــيــس تــديــن بـالإيـثــارِ

يتعطَّـفـونَ عـلــى الـمُـجـاورِ فـيـهـمُ

بالـمُـنْـفِـسـات تـعــطُّــفَ الآظـــــارِ

يتـزيَّـنُ الـنـادي بـحُـسـن وجـوهـهـمْ

كـتــزيُّــنِ الـــهـــالات بــالأقــمــارِ

مـن كـلِّ مَـن جعـل الظُّبـى أنصـارَهُ

وكَـرُمْـنَ فاستغـنـى عــنِ الأنـصـارِ

والـلـيـثُ إن سـاورْتَــهُ لـــم يَـتِّـكِــل

إلاَّ عــلــى الأنــيـــابِ والأظــفـــارِ

وإذا هــو اعـتـقـل الـقـنـاةَ حسبـتَـهـا

صِــــلاًّ تـأبَّـطَــهُ هِــزَبْــرٌ ضـــــارِ

زَرَدُ الـدِّلاصِ مـن الطِّعـان برمحـهِ

مـثـل الأســاور فــي يــد الإســوارِ

ويـجـرُّ ثــمَّ يـجـرُّ صـعــدَةَ رمـحِــهِ

فــي الجحـفـلِ المتضـايـقِ الـجـرَّارِ

مــا بـيـن ثــوبٍ بـالـدمـاء مُـضَـمَّـخٍ

خَــلَــقٍ ونــقــعٍ بـالـطِّــراد مُــثـــارِ

والـهُـونُ فــي ظِــلِّ الهُوَيْـنـا كـامـنٌ

وجـلالـةُ الأخـطـارِ فــي الإخـطـارِ

تــنــدى أسِــــرَّةُ وجــهــهِ ويـمـيـنـهُ

فــي حـالــةِ الإعـســارِ والإيـســارِ

يـحـوي المعـالـيَ خـالِـبـاً أو غـالـبـاً

أَبـــداً يُــــدارى دونــهــا ويُــــداري

ويـمــدُّ نـحــو المـكـرُمـاتِ أنـامــلاً

لــلــرزقِ فــــي أثـنـائـهـنَّ مــجــارِ

قـد لاحَ فـي ليـل الشـبـاب كـواكـبٌ

إن أُمـهـلـتْ آلـــتْ إلـــى الإسـفــارِ

وتلَـهُّـبُ الأحـشـاءِ شـيَّـبَ مَـفْـرقـي

هــذا الضـيـاءُ شُــواظُ تـلـك الـنــارِ

شـابَ القَـذالُ وكـلُّ غـصـنٍ صـائـرٌ

فَيـنـانـهُ الأحـــوى إلـــى الأزهـــارِ

والشبـه منجـذبٌ فلِـمْ بيـضُ الـدُّمـى

عــن بـيــضِ مـفـرقـهِ ذواتُ نـفــارِ

وتــوَدُّ لــو جعـلـتْ ســوادَ قلـوبـهـا

وســوادَ أعينـهـا خِـضـابَ عِــذاري

لا تنـفـر الظَّبـيـات مـنـهُ فـقــد رأت

كيـف اختـلافُ النبـت فـي الأطـوارِ

شـيــئــان يـنـقـشـعـان أوَّلَ وهــلـــةٍ

ظــلُّ الشـبـاب وصُحـبـةُ الأشــرارِ

لا حـبَّـذا الـشـيـبُ الـوفــيُّ وحـبَّــذا

شــرخُ الـشـبـابِ الـخـائـنِ الـغــدَّارِ

وَطَـري مـن الدُّنيـا الشبـاب ورَوقـهُ

فإذا انقضـى فقـد انقضـتْ أوطـاري

قَـصُـرَتْ مسـافـتُـهُ ومـــا حسـنـاتُـهُ

عــــنــــدي ولا آلاؤُهُ بـــقـــصـــارِ

نــزداد هـمًّـا كلَّـمـا ازددنـــا غـنًــى

فالفـقـر كــلُّ الفـقـرِ فـــي الإكـثــارِ

مـا زاد فـوق الـزادِ خُـلِّـفَ ضائـعـاً

فـــي حــــادثٍ أو وارثٍ أو عــــارِ

إنِّــي لأرحــم حـاسـدِيَّ لـحــرِّ مـــا

ضـمَّـت صـدورهـمُ مــن الأوغـــارِ

نـظـروا صنـيـع الله بـــي فعيـونُـهـمْ

فـــي جـنَّــةٍ وقلـوبـهـم فـــي نــــارِ

لا ذنبَ لـي قـد رمـتُ كتـمَ فضائلـي

فكـأنَّـنـي بَـرْقَـعْــتُ وجــــهَ نــهــارِ

وستـرتـهـا بـتـواضـعـي فتـطـلَّـعَـت

أعنـاقـهـا تـعـلـو عــلــى الأســتــارِ

ومــن الـرجــال مـجـاهـلٌ ومـعـالـمٌ

ومــن النـجـوم غـوامــضٌ ودراري

والـنـاسُ مشتبـهـون فــي إيـرادهــمْ

وتـبـايـنُ الأقـــوام فـــي الإصـــدارِ

عَمْـري لقـد أوطأتُهـم طُـرُقَ العُـلـى

فعـمُـوا ولــم يـطـأوا عـلـى آثــاري

لـو أبصـروا بعيونهـم لاستبـصـروا

لكـنَّـهـا عـمـيــتْ عــــن الإبــصــارِ

أَلا سعَـوا سـعـيَ الـكـرام فـأدركـوا

أو سـلّــمــوا لـمــواقــع الأقــــــدارِ

ذهـبَ التكـرُّمُ والوفـاءُ مـن الــوَرَى

وتـصــرَّمــا إلاَّ مـــــن الأشــعـــارِ

وفشـتْ جنـايـات الثـقـات وغيـرهـمْ

حـتَّــى اتَّهـمـنـا رؤيـــةَ الأبــصــارِ

ولربَّـمـا اعتـضـد الحـلـيـمُ بـجـاهـلٍ

لا خـيـر فــي يُمـنـى بغـيـر يـســارِ

معلقة الأعشى وقصته

  وَدِّع   هُرَيرَةَ   إِنَّ   الرَكبَ   مُرتَحِلُ   وَهَل   تُطيقُ   وَداعاً   أَيُّها   الرَجُلُ غَرّاءُ   فَرعاءُ   مَصقولٌ   عَوارِضُها ...