الشيخ : مصلح بن فرس
مصلح بن فرس بن عواض بن مجلاد ” شيخ جماعته” بن عمير بن صادر بنشاطر , من الصعبة من بني عبدالله, «أخو طفلة». راعي ” رمحات ” إبل كثيرةمن أصل إبل الأشراف . ولد عام 1260هـ تقريباً شاعر تميّز بجزالة المعنى، وقوةالمفرد الشعرية، والشجاعة وقوة الحجة، عاش في الحجاز في حدود صفينةوالسويرقية ومهد الذهب وشمالاً إلى مورد العمق. ذاع صيته واشتهر عندقبائل عالية نجد، والحجاز وتناقل الناس أخباره وأشعاره.
كان على علاقة وطيدة مع الشريف خضر, قال فيه خضر:
ملفاك مصلح يا منى كل خواف
ذبّاح حيلٍ بالقروح متثني
وقال فيه أيضا:
يا للي تجي مصلح حماة الونية
وش يعطي المذهب ليا جاه تخبير
وقال فيه معجب بن فرج المغيري العتيبي قصيدة طويلة عندما كان مسجونالدى الشريف يطلب منه الوجاهة في إطلاقه ومنها:
وعدّه لاخو طفلة محيل الحلاحيل ــ زبن الدخيل ليا فعل والتوى به
يشير بذلك إلى قصيدة قالها مصلح كانت سبباً في إدخال شخص عليه جنايةحتى سلم من القتل . يقول مصلح:
شفي معدا مرقبٍ يم الاشفاق ـ ليا تخلّوا قاصرين البتوعي
وان كان مرنّي ولا راحن افراق ـ يحرم عليّ اخيذ بنت فروعي
باللي سهمها يوم الاكوان علاًق ـ ست قنوع وللضرايب شلوعي
افرح ليا جنّي من البعد مرّاق ــ ان جنّ يشكنّ الحفى والضلوعي
اذبح لهم كبش من الحال تواق ــ يطرد عن الربع المناكيف جوعي
ماني من اللي عن نحر ركبهم تاق ـ يروح له في نوع ماهوب نوعي
وعند الحليلة ماش مثله بالانفاق ـ وهوه على مدة يدينه منوعي
وآحيسفه نهار فالماقفة ضاق ـ ماقلطت يمناه قدمه متوعي
وميّزت ولينّ الهوى خمسة اطراق ـ وباق الهوى بيعوه بيع البضوعي
الأولة من ينطح الجمع الادراق ـ ان نثرن بيض الخدود الدموعي
والثانية نجر مع دلال صعاق ــ في بيت قرم ونايع كل نوعي
والثالثة ضيفك ليا جاك مفتاق ـ ان شح في تال الزمان التبوعي
والرابعة منجي دخيله من أغراق ـ ينجيه لوحلت عليه القطوعي
والخامسة بنت المناعير الاوثاق ــ ليا تمعنى بنت خطو الربوعي
فجاءه على بيته الذي يخص الدخيل رجل من ذوي سويعد من ذوي عون قدقام بقطع يد رجل آخر من فخذه وتم إهدار دمه، وبعدما أكرمه أخبره الضيفبطلبه فقال مصلح: ما سبب اختيارك لي من جملة الناس ؟ فقال الرجل:قولك:
والرابعة منجي دخيله من اغراق
منجيه لو حلّت عليه القطوعي
فرحب به وقام بإدخاله, وأمر معتق بن قريفان بن فرس أن يخبر خصومه بأنهأدخله وعليهم أن يختاروا قاضياً يفصل في القضية، ثم جلى بدخيله عنجماعته من عالية نجد ودخلا سوياً على أحد فخوذ واصل من مطير, وأخذيتخلف عن مواعيد القضاء حتى مضى على القضية سنة كاملة وشهرين، وكانهذا العدد مدة الدخل عند مطير وبعض القبائل الأخرى، فلما انقضت المدةأصبح من حق الجاني أن يدخل على من يريد وللناس أيضاً الحق في إدخالهبعد هذه المدة، وقيل أنه تم إدخاله مرة أخرى لدى إحدى قبائل مطير، وأخذنفس المدة السابقة ، بعد ذلك يكون قد استوفى المدة التي بعدها يكون غيرمطالب بالدم، وإنما يقبل خصومه الدية.
خطب الشيخ مصلح إحدى بنات قبيلته ( الشطر) وهي بنت يقال لها ” شريّة”لكن أبناء عمومتها قاموا بتحجيرها , وصار الوضع متوتراً , كل من الطرفين قدمنع الآخر من الزواج بها. وطالت مدة تحجيرها, وذات ليلة جاء أبناء عمها إلىبيت مصلح ووجدوه نائما فوضعوا أمام رأسه عدة رصاصات , يفهم منها أنالقتل مصيره إن لم يطلقها. فقال :
يامل قلبٍ بالعواني تشقّر ــ تشقير نوٍ ساع فرّق عقابه
وياجرته جرة محالٍ ليا صر ــ اللي على المخطر سريع انقلابه
ذبحتني يامن سميّه كماالمر ــ يوم انتشار النبت جوف الشعابة
ياعيد ما عينتهم يوم تسبر ــ تشرف على دار العدى ماتهابه
عهدي بهم في قاعةالضلع الاسمر ـ ضلع يسمونه سمي الذيابة
يتلون شيخ بالجهامة تحدر ـ مع درب براقٍ تناشى سحابه
يتلي تويلي تله الداب الابتر ـ ومحكّمٍ سمه على راس نابه
يدفق به اللي كنه الكركم اصفر ـ صبح الخميس محذّراتٍ وجابه
وجابوا له الحاجات مرٍ وعصفر ـ وتدفق به اللومة ليا انحى شرابه
يالاد شاطر ياحماة المثبّر ــ وان جاء على التالين حس وضبابة
اماالحقوهم وامنعوهم عن الشر ـ والا ترى من صابه الموت اصابه
قالوا كبيرٍ قلت أنا منه واكبر ـ يكفيني اللي باقي من شبابه
قالوا لي اسمر قلت انا مثله اسمر ـ ما ينعذل قلبي بعد ما شقابه
لو ينشكي حبي على الصايم افطر ـ كب الصيام وراح يطرد عذابه
ولو ينشكي حبي على الصيد هوجر ــ هوجر دقاق الصيد وارخى رقابه
ولو ينشكي حبي على الهرش الادبر ـ أصبح سديس وساع ما شق نابه
ما انساه مادمنا على ظاهر البر ـ ومادام حبر مشاهدٍ للغرابة
عزي لمن مثلي عشيرة محجّر ــ وفي كل يوم مواعدٍ بالحرابة
” وسيصدر ديوان خاص بالشيخ مصلح قريبا إن شاء الله من تأليفي”
